جمانة غنيمات تكتب : إضراب الكرامة

  • 5/10/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تؤكد الكاتبة الأردنية، جمانة غنيمات، رئيس تحرير صحيفة الغد، أن رسائل المناضلين الفلسطينيين المضربين عن الطعام،  صفعت الضمير العالمي، وأن الإضراب عن الطعام رسالة للسجّان والمحتل، ورسالة للعالم بأنهم مصرّون على مقاومة المحتل بما أتيح لهم من أدوات وسبل، ويبدو أنه لم يبقَ لهم غير أجسادهم ليقاوموا بها.         وقالت جمانة، في المقال المنشور بصحيفة الغد الأردنية: بإضرابهم عن الطعام يقدم الأسرى دليلا جديدا للعالم عن ظلم الاحتلال، ما يضيف ورقة رابحة لأشكال المقاومة الجديدة التي ظهرت في الوقت الحديث، ومنها تلك القرارات المنتزعة من المنظمات الدولية التي تقرّ أن إسرائيل دولة احتلال، وأن القدس عربية.     وبإضراب أجسادهم التي نحلت وضعفت، يضيف المقاومون ورقة جديدة تكشف وجه المحتل البشع، وهي ورقة تضاف إلى حركة مقاطعة البضائع الإسرائيلية التي غزت العالم واخترقت ولايات أميركية ونجحت في أوروبا، في تطور ملموس ومهم في حركات المقاومة لسياسات إسرائيل العنصرية الظالمة..ليس للمقاومة شكل واحد       نص المقال: في إضراب الكرامة لا يسعى المضربون عن الطعام إلى مكتسبات خاصة، بل إلى إرسال رسالة سلمية لكل العالم وحملة الضمير، للتنبيه إلى أنهم يفتقدون الحق الأدنى من الحقوق الإنسانية، والتي يصرّ المحتل على مصادرتها منهم، وليقولوا إنهم متمسكون بقضيتهم.     الإضراب عن الطعام هو سبيل المقاومين، مجددا، ليقولوا لا للمحتل، ويسمعوا صوتهم لكل العالم الحر، ويحكوا قصة الظلم الكبير، بكشف الوجه البشع للمحتل والسجان.   هم يعلمون تماما ما يُقْدمون عليه، وأنهم بمقاومتهم السلمية ربما يفقدون حياتهم، لكنهم قرروا أن الاستمرار بالصمت على جرائم الاحتلال لن يرحمهم، ولن يردّ الجلاد عن مزيد من الظلم، فهذا المحتل الذي قضى ببقاء جثمان أحد المضربين في ثلاجة الموتى لقضاء ما تبقى من محكوميته بعد أن توفي نتيجة إضرابه عن الطعام في ثمانينيات القرن الماضي، لا ينفع معه شيء، لأنه فاقد القيم والأخلاق والإنسانية لا يعطيها حتى للموتى.     الإضراب عن الطعام رسالة للسجّان والمحتل، ورسالة للعالم بأنهم مصرّون على مقاومة المحتل بما أتيح لهم من أدوات وسبل، ويبدو أنه لم يبقَ لهم غير أجسادهم ليقاوموا بها.     ما يطلبه الأسرى في سجون الاحتلال، أقل بكثير مما يتوقعه العالم وما تتيحه التشريعات والعهود والمواثيق الدولية، فهؤلاء يقدمون أجسادهم وأرواحهم قربانا لقضيتهم، وأكثر ما يطالبون به التوقف عن سياسة العزل الانفرادي، وإعادة الأسرى المعزولين إلى العيش مع رفاقهم في نفس الزنازين.     كم تبدو مطالبهم قليلة ولكنها تكشف فقدان المحتل للأخلاق كونه يستمر في سياسات الاعتقال الإدارية أو تجديدها بدون مبررات، وكذلك عدم توفير الطبابة للمرضى من الأسرى والمعتقلين، ما أدى إلى تفاقم أمراضهم وأوجاعهم.     تخيلوا هم لا يطالبون بأكثر من الرعاية الطبية والدواء والمعدات والأجهزة الطبية اللازمة، ويصرون على وجود أطباء مختصين لمتابعة أحوالهم، ومن مطالبهم احترام إنسانيتهم والتوقف عن تعذيبهم وإهانتهم، وهو ما يبدع ويتفنن به الاحتلال، كما يطالبون بتحسين ظروف الزيارة والتواصل مع عائلاتهم، بحيث تكون الزيارات أطول، ويسمح لهم بمعانقة عائلاتهم ومصافحتهم.   هم يطالبون بتوفير هواتف عمومية في السجون، وإدخال الكتب، والسماح لهم بالتقدم لامتحانات الثانوية، والانتساب للجامعة، وزيادة عدد المحطات التلفزيونية المتاحة.   هي حقوق بسيطة وأساسية، ولكن المحتل يمنعها، والغاية كسر إرادة الأسرى، وردهم عن مقاومتهم، وهو يسعى إلى ذلك بطرق مختلفة ومتعددة بدون أن يكترث لأي جهة، حتى ولو كانت المواثيق والأعراف الدولية.     بإضرابهم عن الطعام يقدم الأسرى دليلا جديدا للعالم عن ظلم الاحتلال، ما يضيف ورقة رابحة لأشكال المقاومة الجديدة التي ظهرت في الوقت الحديث، ومنها تلك القرارات المنتزعة من المنظمات الدولية التي تقرّ أن إسرائيل دولة احتلال، وأن القدس عربية.     بإضراب أجسادهم التي نحلت وضعفت، يضيف المقاومون ورقة جديدة تكشف وجه المحتل البشع، وهي ورقة تضاف إلى حركة مقاطعة البضائع الإسرائيلية التي غزت العالم واخترقت ولايات أميركية ونجحت في أوروبا، في تطور ملموس ومهم في حركات المقاومة لسياسات إسرائيل العنصرية الظالمة. ليس للمقاومة شكل واحد، كما ليس للمحتل وجه واحد بشع، بيد أن أرقى أنواع المقاومة أن يضحّي المرء بروحه، علّ صوته يصل العالم، وينجح أكثر في كشف وجه المحتل البشع.            شارك هذا الموضوع:اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)

مشاركة :