تهدف المشاريع المدرسية إلى تعزيز الدروس التي يتلقاها الطالب في المدرسة، وتجعله يطبق هذه الدروس عملياً مما يساهم في زيادة استيعابه للمادة التي يتعلمها، وقد تكون عبأً إضافياً على الطالب وولي أمره، ولكننا نلاحظ في بعض المدارس أنها تقوم نهاية العام الدراسي بإتلاف هذه المشاريع (المجسمات، الوسائل التعليمية، البحوث ..إلخ) وتتخلص منها، فهل جهود الطالب فقط لرصد درجات خلال الفصل الدراسي؟ ولماذا لا يتم الاستفادة من هذه المشاريع في الأعوام المقبلة؟ من جهتها، قالت المعلمة طاهرة حسن: "أنا كمعلمة لا أطلب مشاريع أبداً وأقوم بعمل المشاريع في الصف ولو طلبت فإنني أطلب أن يكون من عمل الطالب في ورقة عادية، ولكن بعض أولياء الأمور لا تلتزم بذلك بل تسأل باستمرار عن رغبتهم بعمل مشاريع كبيرة لتشجيع أولادهم ثم يريدون المعلمة أن تحتفظ بها مع أنها لم تطلبها". من جانبهم، أبدى عدد من أولياء الأمور رأيه تجاه الموضوع، فقالت أم حوراء" أنا أقترح عليهم أن يعيدوها إلى أولياء الأمور". فيما ذكرت أم بدر أنه: "لو يتم تعليقها في المدرسة أو يقومون بعمل مكان لها كي يستفيد منها الطلبة الذين سيأتون لاحقاً ". وأشارت حوراء حسن إلى أن: "ولي الأمر حينما يقوم بعمل مشروع عليه عمل مشروع يدوم أي يكون عمرها الزمني طويل ولا يتلف بسرعة ". وذكرت مريم أن: "في إحدى المرات سهرت والدتي على مشروع لأختي وحينما ذهبت أختي به للمدرسة تم عرضه فقط ثم عادت به للمنزل ، والتعب والسهر الذي سهرته والدتي ؟ كما وأن على المعلم أن يطلب مشروع بسيط بحيث يقوم الطالب بعمله بنفسه لا والدته أو مكتبة وبالتالي لا يستفيد منه أبداً " وفي السياق ذاته ذكر العديد من المواطنات بأن :"ليس جميع أولياء الأمور يملكون ميزانية توفير أدوات المشروع ، كما وأن ليس كل ولية أمر متعلمة تستطيع أن تساعد ابنها في عمله ، كما وأن على المدرسة توفير وقت بداخل المدرسة لكل طالب وتوفير الأدوات اللازمة كي يقوم بعمله بنفسه وبذلك يحقق الهدف من العملية التعليمية ". وقالت أن زهراء: "أنا من رأيي على المعلمين والمعلمات أن يتوقفوا عن طلب هذه المشاريع المكلفة على أولياء الأمور ، لأن في الأساس ليس الطالب من يقوم بها ، بل والدته أو مكتبة ما تقوم به وبهذا لا يستفيد الطالب أبداً ، فإن الهدف من البحث تعليم الطالب ولكن ما نراه ليس كذلك ، فإن كل ما كان المشروع ضخم زادت الدرجة من دون أي معايير سليمة ، فأنا أرى بأن البحث الحقيقي لو ورقة بخط يد الطالب يتحدث فيها عن شيء معين مفيد ". وأكملت أم زهراء: "وإن كان لابد من عمل مشروع ما فليخصصوا لكل طالب حسب مهارته ، الذي يملك موهبة الرسم يقوم بعمل مشروع بالرسم ، الموهوب في التصوير يقوم بعمل مشروع يتعلق بالتصوير، وهكذا حيث يقوم كل طالب بعمل مشروع يحبه وينجز فيه ويتعلم منه بنفسه ". وتذكر طالبة الهندسة آلاء العصفور :" إننا نعمل على بروجكتات كبيرة ولكن للأسف نراها فيما بعد مهملة و تم اتلافها ، نحن تعبنا على عملها ولكن في النهاية لم يتم تقديرها ". وتشير ولية الأمر أم محمد: "لديّ أكثر من ولد في المدرسة ، وإنني أرى بأن هذه المجسمات ليس لها أي فائدة غير أنها ترهق كاهل الأسر مادياً دون أي قيمة تربوية فهي ترسخ المادية في ذهن الطالب والاهتمام بشكل المجسم أو المشروع بغض النظر عن فكرته ونوعه وطريقة عرضه ، فنرى المدارس تكرم الطالب الذي يحضر أكبر عدداً من المجسمات وتعتبره متميزاً دون النظر لطريقة العرض مع أن الهدف الرئيس لهذه المشاريع هو تقوية شخصية الطالب وتشجيعه على التحدث ، ومع التطور التكنلوجي وسهولة تلقي المعلومات لا أجد أي معنى لهذه الوسيلة التي عفا عليها الزمن ، ويجب الارتقاء إلى الطرق الإلكترونية لاقتصادها مادياً وسهولة استخدامها ومواكبتها للزمن الراهن". وأبدت أم علي رأيها قائلةً: "المشروع المدرسي يجب اعداده داخل الصف عن طريق العمل الجماعي ، لتعزيز مهارات الطفل وتحفيزه على الإبداع وابتكار الأفكار ، ويمنع اعداده في المنزل عن طريق الاعتماد على الأم والمكتبة أو أصحاب تصميم المجسمات ، حتى يتم تفادي تأخير تسليم المشروع من جهة ، وعدم التخلص مما يتم انجازه بمبالغة من قبل الأهالي في بعض الأحيان بحجة أنه لا يوجد مكان يتسع لكل هذه المشاريع ، فإن في كل فصل يتم تنظيم اللقاء التربوي ويتم شرح طريقة عمل المشروع وعرضه بهذه الطريقة وننصدم بعدها بطلبات مختلفة لبعض المواد".
مشاركة :