أكد الباحث بتاريخ المدينة، المستشار في مركز بحوث المدينة، الدكتور عبدالباسط بدر، أن حضارة البابليين القدامى الذين لا تزال آثارهم موجودة قامت عليها المدينة المنورة بحسب الشواهد والنصوص التاريخية، داعيا المعنيين بالتراث والتاريخ إلى التنقيب والتحقق من النصوص الواردة في كتب المؤرخين المتأخرين الذين عثروا على آثار للحضارات القديمة. لتحقق من الرواياتدعا بدر أثناء حديثه خلال ندوة «المدينة المنورة حاضنة الحضارات على مر العصور» التي نظمها نادي المدينة المنورة، أول من أمس، إلى التحقق من روايات من أطلق عليه شيخ الآثاريين السعوديين عبدالقدوس الأنصاري في كتابه «بين التاريخ والآثار» الذي ذكر رحلته لاكتشاف جبل متوهج جنوب المدينة، ووجد بالقرب منه مجموعة قباب عبارة عن قبور لعمالقة بالقرب من قريتهم المدفونة، وعاد يدعو المهتمين بالآثار للتنقيب عن تلك الحضارة دون أن يستجيب له أحد في ذلك الوقت، مشيرا إلى أن الأنصاري وصف الموقع بأنه يقع بعد مسجد قباء جنوب المدينة بمسيرة 4 ساعات للراكب على دابته. وناقشت الندوة التي أقيمت ضمن سلسلة برامج أدبي المدينة الثقافية بمناسبة «المدينة عاصمة للسياحة الإسلامية» بداية تأسيس المدينة المنورة، وأكد الدكتور عبدالباسط بدر أن أول من أسس المدينة هم البابليون الذين بدأت حضارتهم عندما استقرت سفينة رسول الله نوح بأرض بابل فيما يسمى سواد العراق، وتفرقوا بعد ما أضلهم ملكهم النمرود الذي أمرهم بالوثنية والشرك ليتفرقوا في الأمصار، ويقع اختيارهم لسكن المدينة التي وجدوها حدائق خضراء تشقها الأودية وتحميها الحرار والجبال ونقلوا حضارتهم لها. حضارة ما بعد الطوفان استعرض بدر عددا من النصوص التاريخية القديمة التي رصدت بداية تأسيس المدينة المنورة والحضارات التي تعاقبت عليها قبل الحضارة الإسلامية، ناقلا عن الأمام السمهودي (مؤرخ مدني شهير) قوله «إن من أسس المدينة مجموعة من الجيل الثامن خرجوا من أرض بابل أول حضارة عرفها التاريخ، وهو الموقع الذي رست به سفينة رسول الله نوح ومن بينهم قبيلة يقودها أحد أحفاد رسول الله نوح يقال له «يثرب»، وصلوا للمدينة ونزلوا فيها وسموها باسم زعيمهم يثرب». وقال بدر، إن البابليين الذين أسسوا المدينة هم أبناء أول حضارة تكونت بعد الطوفان قامت على العدالة والزراعة، حيث اشتهروا بتقدمهم في علم القانون والزراعة ونقلوها للمدينة التي أصبحت تقود العالم بهذه الحضارة حتى اكتمل تقدمها بالحضارة الإسلامية أعمق وأعدل حضارة عرفها الإنسان حتى هذا اليوم. وعدد بدر الحضارات التي تعاقبت على المدينة، ذاكرا أن من بين تلك الحضارات حضارة العمالقة الذين قدموا من جنوب الجزيرة العربية، وسكنوا المدينة المنورة بعد البابليين ونقلوا حضارتهم لها، ثم عقبهم اليهود الذين برعوا في الزراعة ثم الأوس والخزرج ثم الحضارة الإسلامية.
مشاركة :