“بائع الشاي” ينعش الآمال في تحسن العلاقات مع باكستان

  • 5/20/2014
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

قد يكون انتخاب القومي الهندوسي نارندرا مودي أثار مخاوف لدى العديدين من مسلمي الهند البالغ عددهم 150 مليون نسمة، إلا أنه بعث آمالًا ولو حذرة في باكستان المجاورة بأن تشهد العلاقات بين البلدين تقاربًا بعد فترة طويلة من النزاعات والتوتر. وأثنى رئيس وزراء باكستان نواز شريف وهو نفسه زعيم من يمين الوسط، على «الفوز المذهل» الذي حققه مودي زعيم حزب بهاراتيا جاناتا بفوزه بالغالبية المطلقة في البرلمان الهندي في أول نتيجة من نوعها يحققها حزب واحد منذ ثلاثين عامًا. وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن شريف يستند إلى علاقات العمل التي أقامها مع أتال بيهاري فاجبايي، رئيس الوزراء الهندي السابق من حزب بهاراتيا جاناتا اليميني، لتبرير تفاؤله. وقام فاجبايي خلال ولاية شريف الثانية عام 1999 بزيارة لاهور لتوقيع اتفاق سلام، معززًا بذلك فرص التوصل إلى تطبيع للعلاقات بين القوتين النوويتين اللتين دارت بينهما ثلاثة حروب. وبعد ثلاثة أشهر قام بين البلدين نزاع إثر هجوم في منطقة كارجيل في الشطر الهندي من منطقة كشمير المتنازع عليها في الهملايا، ولو أن شريف وجه اللوم في هذه الأزمة إلى قائد الجيش آنذاك برويز مشرف الذي أطاحه لاحقًا في انقلاب عسكري، فاتهمه بأنه تسبب باندلاع النزاع دون علمه. ومع فوز كل من مشرف ومودي «بائع الشاي السابق» بتفويضين قويين، حيث فاز شريف أيضًا زعيم رابطة مسلمي باكستان - جناح نواز بغالبية كبرى في الانتخابات التي جرت العام الماضي، يرى أعضاء في البرلمان وخبراء أن عملية السلام المتعثرة بين البلدين قد تشهد اندفاعة جديدة. وقال شيري رحمن العضو في البرلمان عن حزب الشعب الباكستاني المعارض والسفير السابق إلى الولايات المتحدة متحدثًا لوكالة فرانس برس: إن الفوز الساحق الذي حققه مودي «يفترض أن يعطيه القوة البرلمانية والثقة للعمل مع باكستان من أجل إحلال الاستقرار في المنطقة». وتابع: «إن كانت سياساته ترتكز إلى الاقتصاد، عندها ستجد باكستان من الأسهل التعامل مع مودي، لكن الكرة الآن في ملعب الهند». وتبقى المسألتان الرئيسيتان اللتان تلقيا بثقلهما على العلاقات الثنائية منطقة كشمير المتنازع عليها والمجموعات الإسلامية الناشطة في الهند والتي تتهم نيودلهي باكستان بدعمهم. ولم تشهد العلاقات بين البلدين تحسنًا يذكر بعدما تدهورت الى أدنى مستوياتها إثر هجمات بومباي عام 2008 التي شنتها وحدة من المسلحين الباكستانيين واوقعت 166 قتيلا. وقالت سمبال خان الباحثة الباكستانية سابقًا في مركز وودرو ويلسون الدولي: إن تدني شعبية حزب الكونغرس الذي كان حاكمًا حتى الآن في الهند حد من قدرته على تحسين العلاقات مع باكستان بالرغم من انتهاجه سياسة أكثر علمانية وليبرالية. وقالت الباحثة «هناك انطباع عام بأن أي انفتاح أو خطوة قد تنبثق عن برنامج من يمين الوسط وتحظى بدعم مثل هذه الموجة من الشعبية، من أجل تحسين العلاقات أو إخراج المنطقة من الهيكليات القديمة تحظى بفرص في أن تتحقق في عهد مودي أكثر منها في ظل حكم حزب المؤتمر».

مشاركة :