قالت مصادر المعارضة السورية أمس الاثنين، إن وزير الدفاع في حكومة المعارضة استقال بعد خلافات مع رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض وهو ما أبرز الانقسامات الجارية بين القوى التي تحاول الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. وعين أسعد مصطفى في منصب وزير الدفاع في نوفمبر في إطار خطة للائتلاف الوطني السوري لإدارة المناطق التي سيطرت عليها قوات المعارضة في البلاد التي تمزقها حرب أهلية. لكن حكومة المعارضة في المنفى لم تتمكن من السيطرة على جماعات المعارضة المتناحرة ومنها جماعات تابعة لتنظيم القاعدة ولم تلق سوى مساعدات هامشية من داعميها الغربيين. وعمل مصطفى وهو في الستينيات وزيرًا للزراعة في حكومة والد بشار الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، لكنه انشق بعد اندلاع الانتفاضة المناهضة لحكم أسرة الأسد الممتد منذ 40 عامًا في مارس عام 2011 والتي تحولت إلى حرب أهلية. وقال مصدر من المعارضة مقرب من وزير الدفاع إنه استقال الليلة الماضية احتجاجًا على نقص الأموال المقدمة إلى مقاتليه من أحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني. لكن مصدر في الائتلاف قال إن مصطفى استقال بعد أن رفض الجربا تعيينه رئيس وزراء مؤقت وهو منصب يشغله الآن أحمد طعمة الإسلامي المعتدل. وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته إن مصطفى «لم يحقق شيئًا فقدنا سوريا فقدناها للجهاديين وللأسد». وارتفعت حصيلة القتلى في النزاع السوري المستمر منذ منتصف مارس 2011 إلى أكثر من 162 ألف شخص، بحسب حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أصدرها أمس الاثنين. وجاء في بريد إلكتروني للمرصد أنه وثق مقتل «162402 شخصًا منذ انطلاقة الثورة السورية في 18 مارس 2011، تاريخ ارتقاء أول شهيد في محافظة درعا، حتى 17 مايو 2014». والقتلى هم 53978 مدنيًا بينهم 8607 طفلًا، و61170 من عناصر قوات النظام والمجموعات المسلحة الموالية لها، و42701 من مقاتلي المعارضة وبينهم جهاديون، بالإضافة إلى 2891 قتيلًا مجهولي الهوية. وينقسم مقاتلو المعارضة إلى جنود منشقين ومدنيين حملوا السلاح ضد النظام ومقاتلين من جنسيات عربية واجنبية وجهاديين. وبلغ عدد القتلى في صفوف هؤلاء الآخيرين 13500. كما أشار المرصد إلى أن خسائر النظام تتوزع على الشكل التالي: 37685 من عناصر الجيش والأمن، و23485 من اللجان الشعبية وجيش الدفاع الوطني، و438 عنصرًا من حزب الله اللبناني و1224 مقاتلًا من جنسيات غير سورية. وعبر المرصد عن اعتقاده بان العدد الحقيقي للقتلى في صفوف الكتائب المقاتلة السورية والقوات النظامية أكثر من ذلك، لكن يصعب عليه توثيقها بدقة «بسبب التكتم الشديد من الطرفين على الخسائر البشرية». ويقول المرصد إنه يعتمد على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل سوريا للحصول على معلوماته. ميدانيًا، تصاعدت حدة القتال في بلدة المليحة شرقي دمشق، في حين شهدت حلب، شمالي غرب سوريا، معارك بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة وصفها ناشطون بأنها «عنيفة». وقال ناشطون سوريون معارضون، إن الجيش السوري جدد قصفه على بلدة المليحة، حيث ألقت الطائرات الحربية براميل متفجرة عدة على مناطق مختلفة، في حين سقطت صواريخ أرض أرض على البلدة. واندلع قتال عنيف حول المليحة خلال الأسابيع الأخيرة، حيث شنت القوات الحكومية حملة قصف شديدة على المنطقة، والتي ينظر إليها مقاتلو المعارضة على أنها هامة من الناحية الإستراتيجية، نظرًا لقربها من العاصمة دمشق. في غضون ذلك، اندلعت اشتباكات بين مسلحي المعارضة والجيش السوري بمنطقة الشيخ نجار في مدينة حلب. وأفاد ناشطون بمقتل أربعة أشخاص على الأقل، إثر استهداف القوات الحكومية سيارة في حي مساكن هنانو في المدينة. المزيد من الصور :
مشاركة :