قدّر الرئيس التنفيذي لشركة "جبل عمر" ياسر الشريف، أن عوائد قطاع الحج والعمرة تكاد تنافس العوائد والاقتصاديات النفطية وقد تتجاوزه، وهي أهم من مداخيل النفط على المدى البعيد. وأوضح "الشريف"، الذي كان أحد المتحدثين الرئيسيين في ملتقى شباب الأعمال الذي نظمه مركز الملك سلمان للشباب أمس في الرياض، أن النفط قد يتعرض لتذبذبات، ومن الممكن ظهور سائل طاقة بديل للنفط، مشيراً إلى أنه لا بديل للحج والعمرة، وذكر أن النفط يعتمد على براميل بترول وهذه سلع، أما الحج والعمرة فهو المكان والإنسان، وهو صناعة تقوم على سواعد الإنسان. وبيّن: "الفرص الاستثمارية تبدأ من الزائر في دولته عندما يقوم بعملية الحجوزات عبر برامج وتطبيقات يقدّمها شباب المملكة بكل الاختيارات والمزايا، ثم ينتقل من بلده عبر ناقل جوي متخصص في الحج والعمرة، ثم يصل إلى مطار الملك عبدالعزيز، ثم القطار السريع إلى الحرمين، ومنه إلى الحرم الشريف، ومن خلال كل هذه المراحل تتوفر الفرص الاستثمارية والخدمات في كل جزء ونقطة مما ذكره". وحول الغرف الفندقية، أوضح "الشريف" أنها تقدّر بنحو 352 ألف غرفة فندقية في مكة والمكرمة، وفي المدينة المنورة 57 ألف غرفة، وقال: "نحن نحتاج لأكثر من 1.5 مليون غرفة فندقية؛ لاستيعاب الأعداد الكبيرة من المعتمرين المقدرة بنحو 30 مليون معتمر في 2030، كما نحتاج إلى تطوير مشاريع عقارية"، مشيراً إلى أن السعودية أهم ركيزة في المشاريع الفندقية. وذكر أن القطاع الخاص يتحمّل جزءاً من المسؤولية في تأهيل الشباب للعمل في القطاع الفندقي، عبر توفير معاهد متخصصة لتدريب وإتاحة فرصة للشباب، مضيفاً أن عدداً كبيراً من الفنادق يعمل فيها شباب وشابات سعويات، وقال: "أي باب يتعلق بالحج والعمرة ستجد فيه فرصاً كبيرة للسعودية". ودعا إلى أهمية توظيف الكوادر من الشباب، وأن يساهم الحج والعمرة في توفير الفرص الوظيفية من خلال التأهيل والتدريب وتنمية المهارات، مؤكداً أن القطاع يحتاج إلى تمويل وضخ استثمارات كبيرة تنعكس على تدريب الشباب وإتاحة الفرصة لهم، والمهم توفير الآليات والهيكلة التي تمكّن وتساعد الشباب القطاع الخاص لتحقيق رؤية 2030. ودعا إلى تأسيس شركة خاصة من خلال صندوق الاستثمارات العامة تتخصص في الحج والعمرة؛ لتمويل وضخ الاستثمارات في القطاع، وضرب مثلاً بصندوق في ماليزيا متخصص في الحج والعمرة أصبح حجمه 60 مليار دولار، كما دعا إلى تأسيس غرفة تجارية متخصصة في الحج والعمرة، مؤكداً أهمية إقامة شراكات استثمارية مع دول أخرى. وأضاف: "الحج والعمرة يمثل 10% أو 30 مليار ريال من الناتج المحلي غير النفطي البالغ 365 مليار ريال"، وقال: "هذه المساهمة ضعيفة جداً"، معرباً عن أمله في أن تصل نسبة مساهمة الحج والعمرة في الناتج المحلي غير النفطي إلى 30%".
مشاركة :