مرضى ومعاقون وكبار سن من أبناء الجالية المصرية في المملكة وزوارها والمعتمرين. لم تقعدهم ظروفهم الخاصة عن المشاركة في عملية انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ولم يوهن عزيمتهم طول الصفوف، ولم تهزم إرادتهم أشعة الشمس الحارة. جاؤوا يشاركون في العرس الديمقراطي الذي تشهده بلادهم هذه الأيام، ولم يرضوا بالتخلف عن مواكب الناخبين. جاؤوا والهمة تكسو وجوههم، والفخر يكاد ينطق في ملامحهم. دافعهم الوحيد هو المشاركة في تحديد مستقبل بلادهم، والإسهام ولو بالقليل في تخليص بلادهم مما مرت به من ويلات إبان العهد السابق الذي انتهى باندلاع ثورة 30 يونيو.هذه أم عبدالله، المرأة المسنة التي أقعدها مرض السكر، جاءت لزيارة ابنها المحاضر بإحدى الجامعات الأهلية بالمملكة. لم تمنعها إعاقتها عن المشاركة، وتقول "مهما فعلت فلن أستطيع أن أرد الدين الذي في رقبتي لمصر، فقد أعطتنا كل شيء، وأبسط ما نقابل به عطاياها هو المشاركة في هذه الانتخابات".وتبدي أم عبدالله سعادتها بدقة التنظيم والاحترام الذي قوبلوا به من القائمين على أمر الانتخابات في القنصلية بجدة، وقالت "منذ دخولنا أرض القنصلية استقبلونا بترحاب، وهيأوا لنا أماكن خاصة، ورافقونا خلال عملية التصويت". في الجانب الآخر تقول أم عبدالرحمن، المقيمة التي أصيبت بشلل نصفي أقعدها عن الحركة إنها لم تكن تتوقع أن تكون ضمن الناخبين لاختيار الرئيس المصري الجديد. وتشير إلى أنها تقيم بالمملكة منذ فترة طويلة برفقة زوجها، وحين نادت مصر المغتربين وطالبتهم بالتصويت لم يسع قلبها الفرحة، وقررت أن تتحامل على أوجاعها لأجل مصر، وأصرت على الحضور والمشاركة رغم طول المسافة التي تفصل بين مسكنها ومبنى القنصلية. السيدة التي تجلس بدون حراك حملها متطوعون وأدخلوها المقر الانتخابي، حيث كان في استقبالها السفير عادل الألفي والقنصل محمد فايز، اللذين هبا لرفع الصندوق الانتخابي كي يساعداها للإدلاء بصوتها. وقالت إلى "الوطن" إن أكثر ما لفت انتباهها هو الوجود الأمني المكثف لقوات الأمن السعودية، الذي بعث أجواء من الأمان والثقة في نفوس الناخبين.
مشاركة :