وفود سياحية وزائرون يهود يتوافدون على كنيس الغريبة لإقامة الاحتفالات الموسمية وسط انتشار أمني في محيط المعبد والمنطقة السياحة تحسبا لأي مخاطر أمنية.العرب [نُشر في 2017/05/11]يُتوقع أن يبلغ عدد الزائرين ما بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف زائر تونس- تبدأ الجمعة الاحتفالات الموسمية في معبد الغريبة، وهو كنيس يهودي، بجزيرة جربة جنوب تونس وسط انتشار وحدات من الشرطة والجيش في اطار خطة امنية مشددة . وانتشر الأمن في محيط المعبد والمنطقة السياحية والمطار والأسواق والشوارع الرئيسية، في وقت بدأت فيه الوفود السياحية والزائرون بالتوافد على الجزيرة من عدة دول في العالم. وقامت الوحدات الأمنية بتأمين النزل في الجهة ووضع نقاط تفتيش في مناطق حساسة بالجزيرة ودوريات أمنية على الشريط السياحي، وعلى الشواطئ تحسبا لأي مخاطر أمنية. وتمتد الزيارة الرسمية للمعبد الشهير بين يومي 12 و14 مايو وهي تسبق ذروة الموسم السياحي الصيفي في الجزيرة. وكان رئيس هيئة معبد الغريبة بيريز الطرابلسي أفاد في وقت سابق بارتفاع متوقع لأعداد الزائرين إلى المعبد هذا العام في ظل تحسن الوضع الأمني في البلاد، لتبلغ ما بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف زائر، مقابل نحو ألفي زائر في احتفالات العام الماضي. وأوضح بيريز أن أغلب الزائرين هذا العام سيأتون من دول أوروبية. وقبل أسبوع دعا مكتب مكافحة الإرهاب في إسرائيل، مواطنيه بعدم السفر إلى تونس، بدعوى أنها قد تشهد "هجمات إرهابية متنوعة في أماكن مختلفة من البلاد". ورد بيريز الطرابلسي بأن تلك الدعوات غير مبررة، مشيرا إلى أن الوضع في تونس أكثر أمنا مقارنة بإسرائيل. وقبل عام 2011 بلغ معدل حضور اليهود في احتفالات الغريبة نحو سبعة آلاف وكان العدد أعلى من ذلك، قبل الهجوم الإرهابي الذي استهدف المعبد في ابريل 2002 والذي خلف 21 قتيلا من بينهم 14 سائحا ألمانيا. ويحظى كنيس الغريبة بمكانة خاصة عند اليهود، ويعتبرونه أقدم معبد يهودي في أفريقيا، وتوجد فيه، بحسب الأسطورة، واحدة من أقدم نسخ التوراة في العالم. وأشار الطرابلسي إلى أن اليهود يزورون كنيس الغريبة منذ أكثر من 200 عام لإقامة طقوس دينية واحتفالات “الهيلولة”. وتتمثل هذه الطقوس والاحتفالات في إقامة صلوات وإشعال شموع داخل الكنيس والحصول على “بركة” حاخاماته وذبح قرابين (خرفان) والغناء وتناول نبيذ “البوخة” المستخرج من ثمار التين والذي يشتهر بصناعته يهود تونس دون سواهم. وتتوجه العديد من الفتيات المسلمات في جربة إلى المعبد خلال الحج محملات بالبيض ليكتبن عليه أمانيهن قبل تركها في مكان مخصص أملا في تحققها باعتباره مكانا مباركا، وهو ما تقوم به الفتيات اليهوديات سنويا خلال الحج لتحقيق أحلامهن حسب الاعتقادات اليهودية. وبعد الثورة التي أطاحت مطلع 2011 بنظام زين العابدين بن علي، تراجع عدد زوار الغريبة إلى بضع مئات فقط بسبب تصاعد عنف جماعات جهادية متطرفة. ودأب بعض المسلمين “الجرابة” (سكان جربة) على مشاركة اليهود طقوس “الغريبة” خاصة في نهاية الحج رغبة منهم في معرفة المزيد عن تقاليد اليهود وطقوس احتفالاتهم، خصوصا أن سكان الجزيرة من المسلمين تعودوا على التعايش مع اليهود الذين يشاركونهم المدارس والتجارة وجميع المرافق العمومية دون أي تمييز. ولا يؤدي اليهود التونسيون طقوسهم وتقاليدهم خلال أيام حج ‘الغريبة’ فقط بل أسبوعيا، حيث تعود سكان جربة على توقف تجارتهم ومصالحهم مع اليهود كل يوم سبت الذي يقام فيه ‘السبات’ وهو يوم راحة مقدس لا يؤدي فيه اليهود أي عمل كان”. ويقدر عدد أفراد الطائفة اليهودية في تونس اليوم بنحو ألفين، بعد أن كانوا في حدود 100 ألف في منتصف القرن الماضي، حيث هاجر أغلبهم نحو أوروبا وإسرائيل مع اندلاع الحروب العربية الإسرائيلية.
مشاركة :