واشنطن – الوكالات: سعى مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) بالوكالة اندرو ماكيب امس الخميس إلى طمأنة الكونغرس بشأن استقلالية التحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات، بعد يومين من إقالة الرئيس دونالد ترامب المفاجئة لسلفه جيمس كومي. وقال ماكيب خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ ان «عمل عناصر اف بي آي مستمر مهما تبدلت الظروف وأيا كانت القرارات». وأضاف «لم تجر أي محاولة لعرقلة تحقيقنا حتى الآن. لا يمكن منع عناصر اف بي آي من فعل الصواب لحماية الأمريكيين وصون الدستور». كما تعهد لاحقا في معرض الرد على سؤال سناتور ديمقراطي، الامتناع عن إطلاع ترامب أو البيت الأبيض على مستجدات التحقيق. ووعد أيضا بإبلاغ الكونغرس بأي محاولة تدخل من السلطة في التحقيق، الذي اعتبر «شديد الأهمية»، فيما يحاول البيت الأبيض التقليل من أهميته ويدعو إلى طي صفحته. كذلك وجه ماكيب تحية تقدير إلى كومي، مجازفا بإغاظة الرئيس، مؤكدا ان تولي منصب مساعده كان «أكبر امتياز وشرف في حياته المهنية». وأضاف «يمكنني ان اقول لكم ايضا ان المدير كومي حظي بدعم كبير داخل اف بي آي وما زال»، في رسالة قوية إلى البيت الابيض الذي يؤكد منذ الثلاثاء ان المدير المقال خسر ثقة موظفيه. من جهته، أكد ترامب الخميس انه كان يعتزم منذ البداية اقالة كومي. وتشكل هذه الجلسة أول ظهور علني لماكيب الذي تسلم على عجل الادارة الموقتة للشرطة الفيدرالية في انتظار تعيين خلف لكومي وتثبيته. وتتضمن الجلسة المخصصة للتهديدات العالمية أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، شهادات خمسة مسؤولين كبار في الاستخبارات الأمريكية، بينهم مديرا وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) ووكالة الامن القومي (ان اس ايه). وكان يفترض في البدء ان يشارك كومي فيها. عزت الادارة الأمريكية قرار ترامب إقالة كومي الذي عينه باراك أوباما في 2013 لمدة عشر سنوات، إلى طريقة إدارته لقضية البريد الإلكتروني الخاص بهيلاري كلينتون. لكن المعارضة الديمقراطية وعددا من النواب الجمهوريين، ناهيك عن كثير من الخبراء والمسؤولين الحكوميين السابقين، يشككون علنا بالدوافع التي أعلنها البيت الابيض، ويشتبهون في محاولة للتعتيم أو أقله للتخويف. وتركز التحقيقات التي بدأت الصيف الماضي على عمليات القرصنة الروسية ضد المعسكر الديمقراطي وعلى «تنسيق» محتمل بين روسيا وعدد من أعضاء حملة ترامب. فكومي بنفسه هو من أكد في مارس امام الكونغرس ان مكتب التحقيقات الفيدرالي ينظر في هذا الاحتمال. وازداد استياء الرئيس الأمريكي مع اطلاعه يوما بعد يوم في الاعلام على عناصر متعلقة بالقضية التي ارخت بتأثيرها على بداية ولايته. وكان ترامب اضطر إلى التخلي عن مستشاره السابق للامن القومي الجنرال مايكل فلين، الخاضع للتحقيق خصوصا بشأن رحلة مقابل أتعاب إلى روسيا واتصالات متكررة بينه وبين السفير الروسي في واشنطن قبل الانتخابات الرئاسية وبعدها. كذلك ألزم وزير العدل جيف سيشنز الانسحاب من التحقيق الروسي بعد الكشف عن لقائه بالسفير الروسي في العام الفائت. وأفادت صحيفة واشنطن بوست ان ترامب كان يزداد غيظا في الأيام الأخيرة كلما ذكر التلفزيون القضية الروسية، فاتخذ قرارا نهاية الأسبوع الفائت بإقالة كومي.
مشاركة :