محمد العلي.. ثمانون عاماً من «الضمير»

  • 8/3/2013
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

جدة- عبدالعزيز الخزام كشاعر، يعتبره كثيرون الأب الروحي للشعر الحديث في المملكة، وككاتب فإنه يُعدُّ من أبرز الكتاب والمفكرين والتنويريين الذين يتجادلون مع الحاضر بحثاً عن أفضل الطرق نحو المستقبل والحياة. إنه الشاعر والمفكر الكبير محمد العلي الذي دخل مؤخراً عِقد الثمانين من عمره الحافل وهو بكامل شبابه وأناقته وأحلامه. وفضلاً عن التقدير الذي يحظى به اسم محمد العلي، باعتباره واحداً من أبرز التنويريين في الوطن، إلا أنه يتمتع بمحبة لا حدود لها لدى أوساط الأدباء من الرواد والشباب على حد سواء. وتشكل علاقته مع الشعراء، والأدباء بعامة، هنا، من مختلف الأجيال الأدبية، حالة استثنائية، وعندما تسأل الواحد من هؤلاء عن اليد التي ساندته وقوَّمته وصفَّقت له، فإن هذه اليد المملوءة بالمحبة والخير لن تكون سوى يد محمد العلي. وعلى الرغم من أن شهرة العلي اكتسبها من الشعر، إلا أنه يعد واحداً من أبرز من كتب العمود الصحفي في المملكة، ولطالما ظلت زاويته الصحافية، التي تنقَّل بها بين عدة صحف سعودية وخليجية، مثالاً للزاوية المنتمية إلى العصر، وفي قائمة أكثر الزوايا مقروئية لدى المثقفين، وحتى لدى القارئ العادي، الذي ربما لم يتعرف على العلي الشاعر والمفكر، لكنه عرفه بوصفه كاتباً ذا ضمير ثقافي ووطني، يحرّض على الجدل والشك، ويؤمن بالإنسان، وبكل القيم التي تصون كرامته وحريته. وقد عُرف محمد العلي بواقعيته الكبيرة، وهو دائماً ما كان يردد: «إن المثقف هو القادر على هضم تصورات ثقافية في سياقها التاريخي، وهو القادر، بنفس القوة، على إيجاد حالة من التطلع إلى الأفضل، ويوصلها بطريقة ما إلى المجتمع». ولطالما فرض العلي العزلة على نفسه، حيث بقي طوال مسيرته الحياتية، كأي قيمة حقيقية، زاهداً في المناصب والشهرة والريادة، رغم أحقيته بها جميعاً، لتبقى زاويته «المائية» هي الجسر الوحيد الذي يربط القارئ بـ«خليجه» الهادر، وحدائقه المملوءة بالفن والحق والخير.

مشاركة :