معركة الموصل توشك أن تنتهي بمجزرة كبرى بحق المدنيين

  • 5/12/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

مجازر منتظرة بفعل الخطة العسكرية المتبعة والقائمة على محاصرة التنظيم ما يجبره على القتال بشكل انتحاري.العرب  [نُشر في 2017/05/12، العدد: 10630، ص(3)]منفذ للنجاة الموصل (العراق) - أعلن الخميس في العراق عن ارتكاب تنظيم داعش لمجزرة وصفت بالمروّعة وذهب ضحيتها عشرات الضحايا من المدنيين المحاصرين مع مقاتلي التنظيم بالجانب الغربي من المدينة في مساحة تنحسر يوما بعد يوم، مع تقدّم القوات الحكومية في الأحياء المتبقية تحت سيطرة المقاتلين المتشدّدين. وقال ضابط في الجيش العراقي إنّ داعش أعدم أفراد 17 عائلة أثناء محاولتهم الفرار من مناطق تخضع لسيطرته في الجانب الأيمن من الموصل. واعتبرت مثل هذه المجزرة أمرا منتظرا، بل “حتميا” بحسب تعبير منتقدين للخطّة العسكرية المتّبعة في استعادة مدينة الموصل من تنظيم داعش، والقائمة على محاصرته بشكل كامل، الأمر الذي جعله يقاتل بشكل انتحاري متخذا من المدنيين دروعا بشرية. وفي وقت سابق، قال أسامة النجيفي نائب الرئيس العراقي إنّ “غلق جميع المنافذ بوجه الإرهابيين في الموصل دفعهم إلى اليأس واستخدام المدنيين كدروع. وكان يمكن اصطياد داعش عبر منفذ مسيطر عليه دون تحميل الأهالي ويلات القتال بين البيوت”. ونُقل الخميس عن العقيد أحمد الجبوري الضابط في قيادة عمليات نينوى قوله إنّ “مصادرنا داخل أحياء الموصل التي لا تزال تحت سيطرة التنظيم أبلغتنا أن داعش أعدم خلال 24 ساعة الماضية 17 عائلة أثناء محاولتها الفرار”، مبينا لوكالة الأناضول أن عدد القتلى يقدّر بأكثر من 60 شخصا. وشرح أنّ “التنظيم نفذ الإعدام بالضحايا في سوق البركة بمنطقة الزنجلي غربي الموصل، فيما أعدم آخرين بساحة الزنجلي ليجعل منهم عبرة للآخرين”. ويأتي ذلك ليضاعف المخاوف على مصير المدنيين، في وقت يضيق فيه الخناق على داعش في الموصل، وتسير المعركة ضدّه نحو الحسم، لكن بأثمان مرتفعة على الصعيد الإنساني. ويرى عسكريون وخبراء عراقيون أن التنظيم استنفد كافة مفاجآته القتالية في معركة الموصل. وقال قاسم الربيعي الضابط برتبة نقيب في قوات مكافحة الإرهاب التابعة للجيش العراقي إن “تنظيم داعش استخدم جميع أسلحته في العمليات العسكرية، لكنها لم تنفع في إيقاف تقدم قواتنا”. وأشار إلى أن هناك حالة “ارتباك في صفوف تنظيم داعش باتت واضحة من خلال تركه أسلحة وأعتدة كثيرة ومتطورة لم يستطع استخدامها خلال المعارك”. وقال العميد يحيى رسول المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة إن “داعش لا يتوانى في استخدام السلاح الكيميائي ضد المدنيين في الموصل، لكن عناصر التنظيم الآن محاصرون من قبل القوات الأمنية، ولدينا معلومات استخباراتية عن تحركاته ونواياه”. غير أن الخبير في الشؤون العسكرية خليل النعيمي قلل من قدرة التنظيم على استخدام أسلحة غير تقليدية قائلا إن “التنظيم خسر الكثير من خبرائه في مجال التفخيخ وصناعة الأسلحة المتطورة، بينهم أجانب وعراقيون خلال المعارك على مدى الأشهر الماضية”. ولفت إلى أن أبرز معامله ومعداته، التي كان يعتمد عليها في صناعة المتفجرات والأسلحة المتطورة، “إما دمرت بالقصف وإما تم الاستيلاء عليها من قبل القوات الأمنية”. وعلى صعيد الوضع الميداني، أعلن قائد الشرطة العراقية تحقيق قواته تقدما صباح الخميس في حي الاقتصاديين، بشمال الجانب الغربي لمدينة الموصل وفتح طريق للإمداد من الموصل نحو قضاء تلعفر غربها. وقال الفريق رائد جودت قائد الشرطة في بيان إن “فرقة الرد السريع مسنودة باللواء الآلي المدرع من الشرطة الاتحادية توغلت في المداخل الشمالية لحي الاقتصاديين وحاصرت دفاعات إرهابيي داعش بالعشرات من الآليات المدرعة ونشرت المئات من عناصر كتيبة القتال الليلي على أسطح المباني والمنازل في شارع الستين”. وأضاف أنه “تم فتح طريق الإمداد من الموصل إلى قضاء تلعفر الذي يسيطر عليه داعش أيضا غرب المدينة”.

مشاركة :