تعد المشاية الرياضية من أكثر الأجهزة الرياضية شهرة في الصالات الرياضية حول العالم، كما يمتلك البعض ذلك الجهاز في منزله، لسهولة استخدامه، ولكن هل فكرت من أين أتى ذلك الجهاز؟ وما هي قصته التاريخية؟ ظهرت «التريدميل» أو المطحنة التي تعمل بالأقدام أو المشاية الرياضية كما يطلق عليها اليوم، للمرة الأولى في عصر الدولة الرومانية، في القرن الأول الميلادي، عندما وجد الرومان أن لديهم حاجة لرفع الوزن الثقيل، فلجأوا لتلك الآلة البدائية، لتحل محل الونش، حسب ما ذكر موقع «لايف فيتنيس». فكان الرجال يسيرون داخل العجلة، ولأن تلك المشاية كان لها قطر أكبر، فكانوا يستطيعون رفع وزن أكبر بنصف عدد الطاقم، الذي يعمل على تلك الآلة. وفي عام 1800، عندما كانت الآلات الثابتة مدعومة بمصادر طبيعية لا يمكن الاعتماد عليها بشكل كامل مثل الرياح والمياه، كان المزارعون في حاجة إلى مصدر طاقة أكثر اتساقا. ووجدوا أن آلة المطحنة أو التريدميل يمكنها أن تستخدم قوة الكبح لدى الحصان، ووفقًا للمؤرخ بريان ويلز فإن وفقًا لذلك أصبحت وحدة قياس شدة القوة تقاس بالحصان، بناء على متوسط قوة سحب الحصان. وبعد ذلك ظهرت نسخ أصغر من آلة التريدميل تُدار بحيوانات أخرى أصغر مثل الكلب والخروف والماعز، وذلك لأداء بعض المهام المنزلية اليومية. وخلال العصر الفيكتوري اخترع المهندس البريطاني ويليام كوبيت تلك الآلة لاستخدامها في السجون، وتم تصميمها للعمل الشاق، وكان الهدف منها توظيف مجهود وطاقة المساجين واستخدامها لتحقيق أهداف إنتاجية، فكان المساجين يحركون العجلة بأيديهم وأقدامهم لطحن الذرة، وضخ المياه، فيما كان بضعها يستخدم بدون هدف إنتاجي، وكان الغرض منها توقيع عقاب بدني على المساجين، وفي نهاية المطاف، ألغى قانون السجون لعام 1889 الأشغال الشاقة، وأقر بدلًا من ذلك بأن يكون العمل داخل السجون له غرض بناء. فيما بعد ظهرت أول آلة تريدميل بشكلها المعروف الآن في عام 1952، على يد روبرت بروس، طبيب أمراض القلب والأستاذ بجامعة واشنطن، الذي استخدمها لغرض طبي، حيث كان يجري أبحاث هو والباحث واين كوينتون، لمتابعة وتشخيص بعض أمراض وحالات القلب، ومن خلال النتائج التي توصل إليها تم وضع بروتوكول بروس وهو اختبار لتقييم وظائف القلب. فيما ظهرت أول تريدميل رياضية في الأسواق على يد بيل ستاوب وكينيث كوبر من خلال شركة أيروبيكس، وذلك خلال فترة الستينيات من القرن الماضي، ومنذ ذلك الوقت وأصبحت تلك الآلة من الآلات الرياضية المفضلة والشهيرة في العالم، وظهر منها بعد ذلك أشكال حديثة، ومازالت تلقى شعبية كبيرة حتى وقتنا هذا.
مشاركة :