يستعد الزوجان إيمانويل وبريجيت ماكرون لدخول قصر الإليزيه الأحد المقبل ليعيشا فيه سويا للسنوات الخمس المقبلة. قصة حب إيمانويل وبريجيت غير التقليدية التي طالما حظيت باهتمام الصحفيين تدخل مرحلة جديدة بعد أن أصبحت بريجيت "السيدة الأولى" وهو اللقب الذي يريد أن يحدد إيمانويل له "دورا" يليق بشريكة حياته. مع استعدادهما لدخول قصر الإليزيه الأحد المقبل، يعطي إيمانويل وبريجيت ماكرون صورة زوجين غير عاديين تربطهما علاقة قوية لا يمثل فارق 24 سنة في العمر عبئا ظاهريا عليها أو على مسيرة اجتازاها يدا بيد وصولا إلى أعلى مراتب السلطة. ويوم 7 أيار/مايو، عشية فوزهما، أظهر الزوجان للملأ وأمام كاميرات العالم العلاقة الحميمة التي تجمعهما على طريقة عائلة أوباما عندما حيا أصغر رئيس في تاريخ فرنسا الحشد المحتفي به أمام هرم اللوفر الكبير وزوجته تمسك بيده وتقبله والدموع في عينيها. وحرصا منه على حفظ مكانة بريجيت في البروتوكول الرئاسي وعد ماكرون باستحداث منصب السيدة الأولى ليحدد إطارا رسميا لهذا الدور المبهم في فرنسا وليعطيها "دورا" يليق بها. وبرر خياره بقوله إنها "لن تبقى مختبئة لأنها تشاركني حياتي ولأن رأيها مهم". وقد قال ماكرون البالغ من العمر 39 عاما لأنصاره في ختام الدورة الأولى من الانتخابات وهو يستقبل بريجيت (64 عاما) بقبلة على المنصة "إنها دائما حاضرة، والآن أكثر مما مضى، لولاها لما كنت ما أنا عليه". ورافقت بريجيت الشقراء الأنيقة ذات العينين الزرقاوين ماكرون في تنقلاته واجتماعاته ومقابلاته وشهدت مباشرة لحظة بلحظة صعود تلميذها السابق. وإن لم تضطلع رسميا بدور سياسي فإنها شاركت بحماس في حملته الانتخابية عبر مراجعة كل خطاباته أو تقديم المشورة له حولها. وتدرك بريجيت، الرياضية النحيلة، الدائمة الابتسام التي ترتدي سراويل ضيقة وأثوابا قصيرة وأحذية ذات كعب عال دقيق، ولديها سبعة أحفاد، أن الفارق الكبير في العمر هو مادة للثرثرة في فرنسا كما في الخارج. لكنها تقابل الأمر بمزاح قائلة "كان يجب أن ينتخب إيمانويل هذه السنة وإلا يمكنكم أن تتصوروا هيئتي بعد خمس سنوات". "ترامب يكبر ميلانيا بـ 24 عاما أيضا، فماذا في ذلك؟" لكن زوجها يبدي أسفه لما يحيله إلى "النظرة الدونية المعتادة للمرأة" قائلا لصحيفة نسائية: "لو أن الفارق كان معكوسا، لما شعر أحد بالصدمة، لاعتبر الناس الأمر رائعا". وبالمثل، تقول المدافعات عن حقوق النساء: من يهتم في الحقيقة بالأربع وعشرين سنة التي تفصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب البالغ 70 عاما عن زوجته ميلانيا وعمرها 47 عاما؟ وخلال الحملة، اضطر ماكرون إلى نفي شائعات بأنه مثلي بقوله "القول بأنه لا يمكن لرجل أن يعيش مع امرأة تكبره إلا إذا كان مثليا أو زير نساء، يعبر عن نظرة دونية للمرأة". والزوجان معتادان على الأقاويل، فقصة حبهما غير المعتادة رافقتها الكثير من القصص، وهي بدأت في حين كان إيمانويل في الخامسة عشرة من عمره عندما انضم إلى ورشة عمل مسرحية في مدرسته في 1993 في مدينة أميان الهادئة في شمال فرنسا. بعدها وقع في حب مدرسته بريجيت المتزوجة والأم لثلاثة أطفال، ووريثة عائلة عريقة اشتهرت بصنع الحلوى في أميان. "مهما فعلت سأتزوجك" وتتذكر بريجيت ما قاله لها عندما أصبح في السابعة عشرة "مهما فعلت، سأتزوجك". وتضيف "أبهرني ذكاء هذا الشاب. وشيئا فشيئا انهارت كل حججي أمام إصراره". ويقول إيمانويل في كتابه "ثورة" "كان لدي هاجس واحد، فكرة ثابتة: أن أعيش الحياة التي اخترتها مع المرأة التي أحب". وحصل على مراده وتزوجا في 2007. وعن ذلك يقول إنه كان "التكريس الرسمي لحب بدأ في السر، وغالبا ما تم التكتم عليه، ولم يفهمه كثيرون قبل أن يصبح مفروضا عليهم". وبذلك أصبح زوج الأم والجدة الذي يطلق عليه أحفادها لقب "دادي". وكثيرا ما حظيت هذه العلاقة الرومانسية باهتمام صحافة المشاهير الفرنسية والعالمية، ويبدو أن الزوجين ماكرون متساهلين مع المصورين الفضوليين فمنذ سنة، باتت صورهما تملأ أغلفة مجلة باري ماتش الفرنسية التي نشرت صور إجازتهما الصيفية العام الماضي قبل حملة الانتخابات بملابس البحر على شاطئ بياريتس. فرانس 24 / أ ف ب نشرت في : 12/05/2017
مشاركة :