مع استعدادهما لدخول قصر الإليزيه غداً، يعطي إيمانويل وبريجيت ماكرون صورة زوجين غير عاديين تربطهما علاقة قوية لا يمثل فارق 24 سنة في العمر عبئاً ظاهرياً عليها أو على مسيرة اجتازاها يداً بيد وصولاً إلى أعلى مراتب السلطة. يوم 7 مايو، عشية فوزهما، أظهر الزوجان للملأ وأمام كاميرات العالم العلاقة الحميمة التي تجمعهما على طريقة عائلة أوباما عندما حيا أصغر رئيس في تاريخ فرنسا الحشد المحتفي به أمام هرم اللوفر الكبير وزوجته تمسك بيده وتقبله والدموع في عينيها.قال ماكرون لأنصاره في ختام الدورة الأولى من الانتخابات وهو يستقبل بريجيت بقبلة على المنصة إنها دائما حاضرة، والآن أكثر مما مضى، لولاها لما كنت ما أنا عليه. رافقت بريجيت الشقراء الأنيقة ذات العينين الزرقاوين ماكرون في تنقلاته واجتماعاته ومقابلاته وشهدت مباشرة لحظة بلحظة صعود تلميذها السابق. وإن لم تضطلع رسمياً بدور سياسي فإنها شاركت بحماس في حملته الانتخابية عبر مراجعة كل خطاباته أو تقديم المشورة له حولها. يقول المقربون منهما إنهما ملتصقان ببعضهما، لا بل شريكان متواطئان، كما يصفهما مقدم البرامج التلفزيونية ستيفان بارن الذي يقول إنه سمع بريجيت تقول: «عشر مرات: لا أتفق مع إيمانويل». ويقول فرنسوا باتريا الاشتراكي السابق الذي انضم إلى معسكر ماكرون منذ البداية: «لا يمكن أن تمر ساعة دون أن يتصل بها، إذا لم يرها». نظرة دونية للمرأة تدرك بريجيت -الرياضية النحيلة، الدائمة الابتسام، التي ترتدي سراويل ضيقة وأثواباً قصيرة، وأحذية ذات كعب عال دقيق، ولديها سبعة أحفاد- أن الفارق الكبير في العمر هو مادة للثرثرة في فرنسا كما في الخارج. لكنها تقابل الأمر بمزاح قائلة: «كان يجب أن ينتخب إيمانويل هذه السنة وإلا يمكنكم أن تتصوروا هيئتي بعد خمس سنوات». لكن زوجها يبدي أسفه لما يحيله إلى النظرة الدونية المعتادة للمرأة قائلاً لصحيفة نسائية: «لو أن الفارق كان معكوساً، لما شعر أحد بالصدمة، لاعتبر الناس الأمر رائعاً». خلال الحملة، اضطر ماكرون إلى نفي شائعات بأنه مثلي بقوله: «القول بأنه لا يمكن لرجل أن يعيش مع امرأة تكبره إلا إذا كان مثلياً أو زير نساء، يعبر عن نظرة دونية للمرأة». والزوجان معتادان على الأقاويل، فقصة حبهما غير المعتادة رافقتها الكثير من القصص، وهي بدأت في حين كان إيمانويل في الخامسة عشرة من عمره عندما انضم إلى ورشة عمل مسرحية في مدرسته في 1993 في مدينة أميان الهادئة في شمال فرنسا، بعدها وقع في حب مدرسته بريجيت المتزوجة والأم لثلاثة أطفال، ووريثة عائلة عريقة اشتهرت بصنع الحلوى في أميان. تحظى هذه العلاقة الرومانسية باهتمام صحافة المشاهير الفرنسية والعالمية، ويبدو أن الزوجين متساهلان مع المصورين الفضوليين، فمنذ سنة باتت صورهما تملأ أغلفة مجلة باري ماتش الفرنسية التي نشرت صور إجازتهما الصيفية العام الماضي قبل حملة الانتخابات بملابس البحر على شاطئ بياريتس. وحرصاً منه على حفظ مكانة بريجيت في البروتوكول الرئاسي وعد ماكرون باستحداث منصب السيدة الأولى ليحدد إطاراً رسمياً لهذا الدور المبهم في فرنسا وليعطيها دوراً يليق بها. وبرر خياره بقوله: «إنها لن تبقى مختبئة لأنها تشاركني حياتي ولأن رأيها مهم».;
مشاركة :