واشنطن - وكالات - وضع الرئيس الأميركي دونالد ترامب إدارته في موقف محرج، بعدما أعلن في مقابلة متلفزة، أنه قرر إقالة رئيس مكتب التحقيقات الفيديرالية (اف بي اي) جيمس كومي، قبل حصوله على توصية بذلك من وزارة العدل.وقال في مقابلة مع قناة «أن بي سي» الإخبارية، بثتها ليل أول من أمس، «كنت سأقيله أياً كانت التوصيات... إنه مزهو بنفسه وثرثار».كما أقر ترامب بتجاوز القانون والتدخل في التحقيقات، حينما قال إنه سأل كومي، في ثلاث مناسبات منفصلة، عمّا إذا كان هو (ترامب) يخضع للتحقيق في مزاعم التدخلات الروسية في الانتخابات الرئاسية الماضية.وجددت اعترافات الرئيس، مطالبة الكونغرس بتوجيه اتهام له وعزله، سيما أن ما أعلنه يتناقض مع رواية اكبار المسؤولين في البيت الأبيض، وبينهم نائب الرئيس مايك بنس، الذين أكدوا أن ترامب اتخذ قرار الإقالة بناء على توصية من كبار المسؤولين في وزارة العدل.وأثارت مقابلة ترامب ضجة واسعة، وكذب مسؤولون سابقون وحاليون في «إف بي آي» القصة التي رواها ومفادها أن «كومي طلب تناول العشاء معه في البيت الأبيض، وهو ما تم».وقال الرئيس «إن كومي أبلغه بأنه ليس تحت التحقيق، وبأنه يرغب في الاستمرار رئيساً لـ (إف بي آي)»، مضيفاً «أجبته أنني سأخذ طلبه في الاعتبار وسأرى».لكنّ المسؤولين الذين تحدثوا إلى «إن بي سي» وصحيفة «نيويورك تايمز»، نفوا ما ذكره الرئيس، وقالوا «إن البيت الأبيض هو الذي دعا كومي إلى العشاء»، كما أكدوا أن كومي ملتزم «ولا يمكن أن يبلغ الرئيس إذا ما كان تحت التحقيق أم لا».وفي تغريدات صباحية، أمس حذر ترامب كومي من تسريب تفاصيل أحاديثهما للصحافة، ملمحاً إلى احتمال تسجيلها.وكتب ترامب «ليأمل جيمس كومي بألا تكون أحاديثنا قد سجلت قبل أن يبدأ بتسريبها إلى الصحافة».وتوازياً، أعاد قرار إقالة كومي مطالبة أعضاء في الكونغرس بتوجيه الاتهام لترامب وعزله.وقالت عضو مجلس النواب الديموقراطية ماكسيني واترز «إن الرئيس يمكن أن يتهم بعرقلة سير العادلة، بعدما اعترف أن إقالة كومي كان قراره الشخصي»، مضيفة «دائماً أردد هذا، إنه (ترامب) يقودنا (عبر الكونغرس) إلى توجيه اتهام له وعزله». وخلال المقابلة، وصف ترامب ما يتردد عن علاقته بروسيا بأنها «قصة مختلقة» تهدف إلى تبرير هزيمة الديموقراطيين في الانتخابات الرئاسية.
مشاركة :