الطبقة (سورية) - وكالات - أعلنت «قوات سورية الديموقراطية» (قسد)، أمس، أن الهجوم لطرد تنظيم «داعش» من مدينة الرقة، معقله في سورية، سينطلق بداية الصيف في إطار عملية عسكرية واسعة مستمرة منذ أشهر.وقالت القيادية في هذه القوات المدعومة من الولايات المتحدة روجدا فيلات، لوكالة «فرانس برس» على هامش مشاركتها في مؤتمر صحافي بمدينة الطبقة، انه «بعد تحرير الطبقة (...) الهجوم على الرقة سيكون في بداية الصيف».وكانت «قسد»، وهي تحالف من الفصائل الكردية العربية، بدأت عمليتها العسكرية باتجاه الرقة في نوفمبر من العام الماضي، وسيطرت خلال أربع مراحل على العديد من القرى والبلدات في محافظة الرقة شمال سورية، كان آخرها مدينة الطبقة الاستراتيجية، الأربعاء الماضي.وأضافت فيلات «نبارك تحرير الطبقة ونحن مستمرون في تجميع قواتنا من اجل الهجوم على الرقة الذي رجحت ان يبدأ في يونيو المقبل».وسيكون هذا الهجوم على الارجح المرحلة الاخيرة من العملية العسكرية باتجاه أبرز معاقل «داعش» في سورية.وخلال المؤتمر الصحافي، قال نائب القائد العام لـ «قسد» قهرمان حسن «أعتقد انه في بداية الصيف سيتم اقتحام المدينة»، مشدداً على أن التوقيت مرتبط بالظروف والتكتيكات العسكرية.ومنذ بدء عملية «غضب الفرات» لطرد المتطرفين من الرقة في نوفمبر 2016، تمكنت «قسد» من التقدم وقطع طرق إمداد رئيسية للتنظيم إلى المدينة. وتتواجد حالياً في أقرب نقطة لها على بعد ثمانية كيلومترات شمال شرقي الرقة.وأكد حسن ان «الحملات العسكرية ستستمر حتى تتحرر جميع القرى والنواحي والبلدات المرتبطة في محافظة الرقة».وتحظى عمليات «قسد» بدعم جوي من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، وبري عبر نشر مستشارين أميركيين على الارض.وجاءت السيطرة على الطبقة غداة إعلان واشنطن للمرة الاولى عن خطة لتسليح «وحدات حماية الشعب» الكردية، المكون الرئيسي لـ «قسد»، الأمر الذي أثار غضب أنقرة التي تصنف تلك الوحدات بـ «الارهابية».واقتصر الدعم الاميركي للأكراد سابقاً على توفير الغطاء الجوي والمستشارين، فيما كان التسليح حكراً على الفصائل العربية ضمن «قسد»، والتي تسلمت بداية العام الحالي مدرعات عسكرية.وقال حسن في هذا الشأن «في بداية تحرير الرقة أو الدخول الى المدينة، سنتلقى مثل ما وعدونا (الاميركيون) الدعم بالاسلحة النوعية او المدرعات»، مضيفاً «لم يصلنا (الدعم) حتى الآن. أعتقد انه سيصل خلال الفترة القريبة».ولا تزال مدينة الطبقة شاهدة على حكم «الدواعش»، إذ تنتشر لافتات تحرض على القتال منها «اعلموا ان الجنة تحت ظلال السيوف» و«أعدوا لهم ما استطعتم من قوة» و«من بلغ العدو بسهم رفعه الله درجة».وفوق المباني المدمرة، لا تزال ترفرف رايات التنظيم السوداء، فيما رفعت في نقاط عدة رايات «قوات سورية الديموقراطية» الصفراء اللون.وفي بيان أصدرته أمس، أعلنت «قسد» أنها ستسلم إدارة مدينة الطبقة لمجلس مدني بعد تطهيرها من فلول «داعش» ومن الألغام.وأكدت أن مؤسسة سد الفرات (الواقع في المدينة) هي مؤسسة وطنية سورية ستخدم جميع المناطق السورية من دون استثناء.في سياق متصل، اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن قرار الولايات المتحدة تسليح «وحدات حماية الشعب الكردية» يتناقض مع علاقتها الاستراتيجية مع تركيا.وقال في مؤتمر صحافي، أمس، ان هذه الخطوة «تتعارض مع علاقاتنا وتفاهماتنا الاستراتيجية مع الولايات المتحدة»، بيد أنه رجح أن يتم حل نقاط خلاف مع واشنطن إلى حد كبير خلال زيارته الأسبوع المقبل إلى أميركا، معتبراً أن هذه الزيارة ستمثل بداية جديدة للعلاقات بين البلدين.ورأى أردوغان، الذي يزور البيت الأبيض الأسبوع المقبل للقاء الرئيس دونالد ترامب، أن الولايات المتحدة تمر «بمرحلة انتقالية»، وأن قراراً مثل تسليح الأكراد يعود إلى سياسات الإدارة السابقة، مشدداً على أن بلاده ستواصل «مكافحة الإرهاب» في سورية والعراق.واشار إلى أن التهديدات في شمال سورية، ليست موجّهة ضد الولايات المتحدة أو روسيا، وإنما تستهدف تركيا والسوريين.وتساءل «هل هناك دولة تكافح داعش مثلنا؟ لا، جميعهم يتحدثون فقط»، مشدداً على أن بلاده «تكافح التنظيم الإرهابي على أعلى المستويات».من جهته، أعلن رئيس الوزراء التركي بينالي يلدريم أن الولايات المتحدة أبلغت بلاده بأن «وحدات حماية الشعب» الكردية لن تبقى في مدينة الرقة بعد تحريرها، وأن التركيبة السكانية في المنطقة لن تتغير نتيجة لذلك.
مشاركة :