دمشق، موسكو - وكالات - في تطور لافت يعكس تنامي قدراتها العسكرية بفعل الدعم الأميركي، أعلنت «قوات سورية الديموقراطية» (قسد)، أمس، أن لديها «القوة الكافية» لتحرير مدينة الرقة، معقل تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في شمال سورية، بدعم من التحالف الدولي، في تأكيد لرفضها أي دور تركي في الهجوم.وقالت المتحدثة باسم «قسد» جيهان شيخ أحمد، في بيان، إن «عدد قواتنا الآن في تزايد وخاصة من أهالي المنطقة، ولدينا القوة الكافية لتحرير الرقة بمساندة قوات التحالف».وفي إشارة إلى نجاح «قسد» (التي تشكل «وحدات حماية الشعب الكردية» عمودها الفقري وتعتبرها أنقرة إرهابية) في قطع الطريق بين الرقة ودير الزور قبل أيام، أضافت المتحدثة «أصبحت الرقة الآن مدينة معزولة ولدينا معلومات تفيد بنقل العدو لقسم من قيادته إلى خارج المدينة كما يقوم بحفر الأنفاق تحت الأرض. ونتوقع أنهم سيحصنون المدينة وأن التنظيم الإرهابي سيعتمد على قتال الشوارع».وأشارت إلى أن قوات «قسد» حققت «تقدماً ملحوظاً خلال فترة زمنية وجيزة، وتمكنت من تحرير عشرات القرى والتلال الاستراتيجية ووصلت لنهر الفرات».وكانت هذه القوات، التي تعتمد عليها الولايات المتحدة بشكل أساسي في الحرب ضد «داعش» في سورية، اعلنت أنها تتوقع أن تصل إلى مشارف الرقة في غضون أسابيع قليلة، في إطار عملية «غضب الفرات» التي أطلقتها في نوفمبر الماضي الهادفة لمحاصرة الرقة تمهيداً لتحريرها.في موازاة ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أن جيش النظام السوري بفضل نجاحاته الميدانية شرق ريف حلب، تمكن من الوصول إلى ضفة نهر الفرات للمرة الأولى من 4 سنوات.وأوضح رئيس إدارة العمليات في هيئة أركان القوات المسلحة الروسية، سيرغي رودسكوي، خلال مؤتمر صحافي، أن القوات الحكومية تمكنت من الوصول إلى الفرات شرق مدينة خفسة وسيطرت على 15 كيلومتراً من الضفة، مشيراً إلى أنها تمكنت، خلال أسبوع من عملياتها ضد تنظيم «داعش» شرق ريف حلب، من تحرير 92 بلدة على مساحة تبلغ 479 كيلومتراً مربعاً.وأعلن أن الطيران الروسي، الذي يساند قوات النظام، وجه خلال أسبوع 452 ضربة إلى مواقع تنظيم «داعش» في ريف حلب الشرقي، أسفرت عن تصفية أكثر من 600 مسلح وتدمير 16 عربة لنقل الجنود و41 سيارة مزودة برشاشات ثقيلة و30 سيارة أخرى.وأشار إلى أن وحدات من الجيش السوري دخلت إلى عدد من المناطق التي كانت خاضعة لـ «وحدات حماية الشعب الكردية»، معلناً أنه «يتم حالياً استئناف عمل مؤسسات الإدارة المحلية التابعة لحكومة دمشق في تلك المناطق».وكشف أن محادثات «أستانة 3» المقرر عقدها يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين تتجه إلى إنشاء مجموعة عمل لتبادل الأسرى بين النظام والمعارضة ومناقشة تشكيل لجنة دستورية.وفي تصريحات إلى وكالة «انترفاكس» الروسية، أفاد مصدر ديبلوماسي، أمس، أن الطرف الأميركي تلقى دعوة للمشاركة في مفاوضات أستانة، مشيراً إلى أن مستوى المشاركة «يجب أن تحدده واشنطن».من جهة اخرى، طالبت الحكومة السورية الأمم المتحدة بإلزام تركيا بسحب قواتها التي وصفتها بـ «الغازية» للأراضي السورية.وذكرت وكالة أنباء النظام «سانا»، أمس، أن الجيش التركي قصف قوات الحكومة وحلفائها في شمال البلاد، أول من أمس، ما تسبب في سقوط قتلى ومصابين.وحضت وزارة الخارجية السورية الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن على «إلزام تركيا بسحب قواتها الغازية لأراضي الجمهورية العربية السورية فوراً ووقف الاعتداءات».ميدانياً، قصفت قوات النظام حي الوعر المحاصر في حمص، أمس، رغم الإعلان عن هدنة، كما ذكرت أنباء أن روسيا هددت بتصعيد عسكري في الحي لإجبار مقاتلي المعارضة المسلحة على الخروج أو عقد «مصالحة» تفضي عمليا لتسليم الحي.وذكر ناشطون أن قوات النظام شنت قصفا مكثفا بأسطوانات متفجرة وقذائف الدبابات والمدفعية والهاون على حي الوعر، ما أسفر عن سقوط جرحى، ودمار في الممتلكات، وأدى إلى تعليق صلاة الجمعة.ويعد هذا الخرق الأول من قبل قوات النظام لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين لجنة أهالي الحي وممثلين عن روسيا والنظام، وكان الاتفاق بضمانة ووساطة روسية.من جهته، نقل موقع «سمارت» الإخباري السوري المعارض عن مصدر من لجنة التفاوض أن الوفد الروسي اقترح خروج 300 مقاتل بسلاحهم مع عائلاتهم إلى محافظة إدلب.وأضاف المصدر ان الجانب الروسي هدد بتكثيف القصف على الحي في حال عدم قبول العرض الذي ينص أيضا على أن من يتبقى من المدنيين والمقاتلين يجب أن ينخرط في «التسوية» مع النظام، وأن من لا يشمله «عفو» النظام من المطلوبين سيحاكم بتهمة «الإرهاب».إلى ذلك، سقطت قذيفة صاروخية على منزل محافظ حمص طلال البرازي، أمس، ما أدى إلى اصابة اثنين من مرافقيه.
مشاركة :