طهران - ا ف ب - في حي من طهران تسكنه فئات من الطبقة العاملة، ويعج بأناس يعملون بتحميل البضائع، ويملؤه صخب الدراجات النارية والشاحنات الصغيرة، يخبو الحماس في شأن الانتخابات الرئاسية الأسبوع المقبل.فقد اختبر الايرانيون كل توجهات الحكم، إصلاحيين ومحافظين من المؤسسة وشعبويين أصحاب الخطابات النارية... وخلال السنوات الأربع الماضية، رجل الدين المعتدل الرئيس حسن روحاني الذي وقع اتفاقا تاريخيا يهدف إلى إعادة إيران الى الساحة الدولية.لكن سكان حي مولوي في جنوب العاصمة يقولون إن حياتهم لم تشهد الكثير من التحسن. وباتت محلات الحي، الذي كان يوماً مركزاً تجارياً رئيسياً، مهترئة وملوثة بآثار دخان ملايين عادمات السيارات.ويعبر بائع الملابس البالغ من العمر 35 عاماً، باباك كياني، عن هذا التشاؤم بقوله «لا أرى أي شيء مميزاً يحصل في المستقبل، بغض النظر عن مَن سيصبح رئيساً»، مضيفاً «قد أصوت، ولكنني أعرف أن ذلك لن يغير شيئا».ويقع مولوي قرب نهاية شارع رئيسي يمر وسط العاصمة، بعيدا عن المقاهي الجديدة الراقية ومراكز التسوق الفخمة في شمال طهران. ويخشى المسؤولون ألا يشارك الناخبون القاطنون في أحياء فقيرة كهذه في انتخابات الجمعة المقبل.ويحض المسؤولون الايرانيون باستمرار الناخبين على المشاركة في التصويت، إذ ينظر الى الامتناع الى حد كبير على انه ضربة لشرعية النظام.ويقول السكان إنهم يشعرون بأن المرشحين الستة الذين اختارهم مجلس صيانة الدستور الخاضع لهيمنة المحافظين تجاهلوهم. ويشكو محسن الذي يعمل في بيع الجملة في البازار المحلي، من أن «أحداً لا يتحدث عنّا». وفي المناظرات الرئاسية التلفزيونية «لا أحد يأتي على ذكر الشاب البالغ من العمر 30 عاماً الذي لا يزال غير قادر على بناء عائلة لأن لا مال لديه».ونجحت حكومة روحاني في القضاء على التضخم وفاوضت من أجل إلغاء العديد من العقوبات الاقتصادية المتعلقة ببرنامج ايران النووي، إلا أن محسن يشير إلى أنه عاش أربع سنوات صعبة. وقال «لا نبيع أو نشتري شيئا (...) شيكاتنا لا تصرف».وأضاف ان القيود الاجتماعية وقبضة الشرطة القاسية لا تزال على ما هي عليه رغم وعود روحاني بإعطاء مزيد من الحريات للمجتمع.وانتقد محسن الحظر الذي صدر أخيراً على الحفلات الموسيقية والمقاهي في مدينة مشهد المقدسة.وقال إن سيارته احتجزت لمدة اسبوع لأنه رفع صوت مسجلها عاليا بعدما فاز فريقه لكرة القدم في مباراة مهمة.ويتحدث بعض السكان عن ذكريات جيدة خلال عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، رغم تصريحاته المثيرة للجدل التي زادت التوترات بين ايران والقوى الغربية.ويذكر العديد من أبناء الطبقة العاملة قيام حكومته بتوزيع المعونات المالية وتنفيذ المشاريع التطويرية، على الرغم من أن ذلك تسبب في تضخم كبير أدى إلى انتشار أبنية مهجورة في طهران.وقال ناصر زماني الذي يعمل في الحراسة الامنية «أريد التصويت فقط لأحمدي نجاد»، مضيفاً «الأمور كانت رائعة وكانت هناك وفرة في عهد أحمدي نجاد. عملت في قطاع البناء وكان سوق العمل جيدا بشكل كبير (...) يا إلهي، كان رئيسا عظيما».لكن مجلس صيانة الدستور النافذ منع أحمدي نجاد والمئات غيره من المرشحين من خوض الانتخابات.وأشار زماني إلى أنه سيصوت بدلاً من ذلك لرئيس بلدية طهران المتشدد محمد باقر قاليباف.ويعبر سكان آخرون عن خيبة أمل يشعرون بها مثلا ناديا غيليشي التي تقول إن أملها في أن تتحسن الأمور ضئيل للغاية.وتضيف «ازداد الفقر والبطالة وأصبح الشباب مدمنين على المخدرات (...) لم تكن هناك إلا نتائج سلبية خلال الأعوام الأربعة الماضية».
مشاركة :