نفّذ مجلس أبوظبي للتعليم برامج تعليمية مبتكرة تتكامل مع المناهج الدراسية المطبقة بالمدارس، وتعمل على تعزيز شغف الطلبة بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، بما يسهم في بناء أجيال قادرة على مواكبة مرحلة اقتصاد المعرفة، وملاءمة متطلبات سوق العمل. ويعتبر برنامج «لِمَ؟» أحد برامج الابتكار التابعة للمجلس والداعمة لأجندته الهادفة إلى تشجيع ورعاية الجيل المقبل من العلماء والمبتكرين ورواد الأعمال، ومساعدتهم على تعزيز القدرات التي يحتاجونها للمنافسة عالمياً. وقال مسؤولون وطلبة خلال استطلاع على هامش تنفيذ المجلس هذا البرنامج، إن هذه النوعية من البرامج المبتكرة تواكب متطلبات المرحلة الحالية، التي تحتاج إلى تعزيز شغف الطلبة بالعلوم والتكنولوجيا والرياضيات. وأكدوا أن مرحلة الاقتصاد القائم على المعرفة تتطلب أن تكون المنظومة التعليمية في المدارس قائمة على الابتكار، والتركيز بشكل أكبر على الدراسة العلمية التي تواكب احتياجات سوق العمل، والتي أضحت تركز بالدرجة الأولى على القطاعات العلمية والتكنولوجية. ونجح برنامج «لِمَ؟» في تقديم فعالياته إلى أكثر من 150 ألف طالب وطالبة من الصف الثالث حتى السابع في المدارس الخاصة والحكومية بأبوظبي، منذ إطلاقه في عام 2012. وأكد المستشار في مكتب المدير العام المدير التنفيذي لمكتب التخطيط والشؤون الاستراتيجية بالإنابة في المجلس، الدكتور يوسف الشرياني، أن هذه المبادرات - ومنها برنامج «لِمَ؟» - تسهم في تحفيز الطلاب على تعلم المزيد عن العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات بأسلوب معرفي شائق يحمل الكثير من الفائدة، وهو ما يطمح المجلس لتحقيقه في إطار جهوده لتعزيز اهتمام الطلاب بالقطاعات القائمة على العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات من خلال الأنشطة التفاعلية. وأوضح الشرياني أن ما يجعل البرنامج جاذباً للطلبة هو اعتماد الأنشطة العلمية اللاصفية، التي أثبتت نجاحها في تعزيز المعرفة بمجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار لدى الجيل الجديد من طلاب المدارس، بحيث يمكنهم الإسهام بشكل فاعل في القطاعات المرتبطة بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في أبوظبي. وأشار إلى أن البرنامج يحظى باستجابة واسعة من الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين، ويواصل توسيع أنشطته سنوياً، لتحفيز وإلهام أعداد متزايدة من الناشئة في مختلف أنحاء الإمارة. من جانبه، قال إبراهيم محمد أحمد، وهو معلم لغة عربية، إن وجود مثل هذه البرامج في ظل التطورات التكنولوجية الهائلة والمتلاحقة التي نشهدها حالياً، وارتباط الطلبة بها، يشكل أهمية كبيرة من أجل تعزيز شغف الطلبة بالمجالات المرتبطة باحتياجات سوق العمل، وهي العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، عبر مبادرات تعليمية مبتكرة، وهو ما تقدمه هذه البرامج. وأكد أحمد عبدالله العوضي، وهو طالب في الصف السابع، أن تطبيق هذه البرامج على الطلبة في المراحل الدراسية المبكرة، يحفزهم على الدراسة العلمية، ويسهم في تأهيلهم لمواكبة متطلبات المرحلة الجامعية، ومن ثم سوق العمل. واتفق معه في الرأي زميله علي أحمد، مشيراً إلى أهمية وجود مثل هذه البرامج كعامل رئيس يساعد الطلبة على الإقبال على الدراسة العلمية، لافتاً إلى أن تنفيذ هذه البرامج بطريقة مبتكرة يعزّز من إقبال الطلبة عليها. يشار إلى أن مجلس أبوظبي للتعليم نفذ أخيراً، ضمن برنامج «لِمَ؟»، عرض «استعد للإقلاع» التفاعلي الجديد لطلاب المدارس، بهدف استكشاف المبادئ الأساسية للطيران، والتعرف إلى الدور الريادي لإمارة أبوظبي في هذا القطاع. وتضمن العرض تجارب شائقة تشمل إطلاق منطاد الهواء الساخن، ووصف كيفية احتراق الوقود في المحرك النفاث، واستكشاف وقود المستقبل، عبر مجموعة من العروض المذهلة. كما تضمن البرنامج ورشة الاستديو الإذاعي لاستكشاف علم الصوت، وعرض بناء جسم الإنسان، الذي يسلط الضوء على أعضاء الجسم الرئيسة، وأهمية الغذاء الصحي، وورشتي عمل روبوتات الليغو، وعرض أسرار الفضاء، الذي يتيح للطلاب استكشاف الكون، من خلال قبة سماوية متنقلة.
مشاركة :