كتب الفصل الأجمل هذا الموسم مع بني قادس وتمكن من إعادته لوضعه الطبيعي.. راهن على قدراته كمدرب وطني وسط ظروف صعبة.. قلب المعادلة ورد على منتقديه بأنه كان يحتاج الفرصة والثقة.. اليوم القادسية مجددا بين الكبار للموسم القادم.. المدرب الوطني بندر باصريح خص (الميدان) بحوار حصري تحدث فيه عن كواليس تلك الرحلة المعقدة ومغامرته الكبيرة معها والتي انتهت فصولها بسلام.. قبل أن يكشف الكثير عن حقيقة عقده الجديد مع النادي.. ورحلته مع الفريق الأولمبي والتي امتدت لعامين متتاليين.. بالإضافة للكثير من الأمور التي أوضحها في هذا اللقاء» عقب المباركة لك بالبقاء بين الكبار من خلال منافسات الموسم القادم.. هل من الممكن أن نعرف كيف استقبلت خبر تكليفك مدربا للفريق في ظل تلك الظروف التي كانت تعصف بالفريق؟ بالتأكيد المرحلة كانت حساسة جدا، والأمر كان مفاجأة بالنسبة لي خصوصا أنني كنت أملك فقط أحد عشر يوما أخوض من خلالها أهم مواجهتين هذا الموسم والتي يتحدد على ضوئهما إما الهبوط أو البقاء، لذلك كنت في تحد كبير جدا في قبول هذه المهمة من عدمه، ولا أخفيك أنني قمت باستشارة الوالد والوالدة وكذلك بعض المقربين مني والذين لهم باع طويل في مجال التدريب والحمد لله توكلت على رب العالمين وقبلت تلك المهمة الصعبة التي وفقت فيها مع البقية بالبقاء من جديد بين أندية دوري جميل للموسم القادم. لم يكن لديك خشية من عدم تحقيق نتيجة إيجابية مما قد يولد ظهور ردة فعل سلبية تجاهك من قبل المحبين والمقربين من النادي؟ للأمانة هذا الأمر كان موجودا ولا يمكن أن أخفي ذلك التوجس، خصوصا في فترة صعبة وحرجة كما يعرف الجميع، لكن أنا تعودت دائما أن أعيش التحدي وسط مثل هذه الظروف، وهذه فرصة كذلك لتُظهر للناس إمكانيات المدرب الوطني، والحمد لله كانت تجربة ثرية وقيمة تكللت بالنجاح وذلك بفضل الله ثم بالعمل والجهود التي قمنا بها بالتعاون مع الإدارة واللاعبين في ظل الظروف التي كانت محيطة بالفريق من استبعاد مدرب وتواضع نتائج وكذلك القرب من مناطق الخطر.. ما الذي عملت عليه لإبقاء الفريق مجددا بين الكبار؟ في مثل هذه المرحلة أو هذا المنعطف الصعب بدأنا بالعمل على التهيئة النفسية، كون مثل هذه الظروف التي تصاحب إقالة مدرب وهو مع الفريق لفترة طويلة يجب أن يتبعها تهيئة نفسية حتى يعود الفريق لوضعه الطبيعي، أضف إلى ذلك أننا قمنا بدراسة الأخطاء الحرجة والتي كانت تكلف الفريق الكثير وتمكنا من معالجتها، وأيضا قمنا بعمل بعض الإضافات على التشكيلة وهذا بالتأكيد ساهم كثيرا في رسم لوحة مميزة للفريق خلال المواجهتين الحاسمتين. خرجت بعض الأصوات في «سوشل ميديا» سواء من خلال «تويتر» أو «فيسبوك» وقامت بانتقاد الخطوة التي اتخذتها الإدارة من خلال اسناد مهمة تدريب الفريق في آخر جولتين لك وهو الأمر الذي تسبب في ظهور حالة من التوجس لدى تلك المعرفات.. ما هي الرسالة التي من الممكن أن توجهها لهم بعد ضمان بقاء الفريق في دوري جميل السعودي؟ من الطبيعي أن تخشى تلك الجماهير على النادي وهذا بكل تأكيد نابع عن حب ووفاء لناديهم الذي يمثل مدينة الخبر بأكملها وأنا أعذر أولئك الذين عاتبوا الإدارة لأني أدرك قيمة العشق والحب الذي يكنه هؤلاء تجاه هذا النادي العريق والكبير، خصوصا أن التوقيت حرج والفترة قصيرة والأمر فيه هبوط وبقاء لكن الحمد لله تحقق ما كنا نصبو إليه ورسالتي لهم أنني أتمنى أن تكون نظرتهم قد تغيرت والأهم من ذلك أننا حققنا ما كانوا يأملون به من خلال تلك الفترة الصعبة وأنتظر منهم دعمهم الكبير لي.. في كل عام سيناريو إما البقاء أو الهبوط يتكرر مع بني قادس خصوصا خلال الجولات الأخيرة في الدوري.. إلى أي شيء تعزو ذلك.. ومتى من الممكن أن نجد القادسية ينافس الكبار كما كان في فترة زمنية سابقة؟ بالفعل هو سيناريو مؤلم ومزعج في نفس الوقت وهذه الجزئية لا غبار عليها إطلاقا، أنا تعودت دائما ألا أقيم عمل أحد لكن تأكد أنه لا يوجد عمل بدون أخطاء سواء أخطاء فنية في الكادر التدريبي أو من خلال اختيار العناصر الأجنبية التي لم توفق مع الفريق، كذلك أحيانا ربما عدم الثبات على عناصر مميزة طوال الموسم، وهي أمور تساهم بكل تأكيد في تدني نتائج أي فريق، لكن بإذن الله هذا الأمر خلال المواسم القادمة سيختفي تماما وسيعود القادسية كما كان. هل فعلا فتحت إدارة النادي قنوات اتصال معك من أجل الاستمرار مع الفريق الأول للموسم القادم.. وما الجديد في ذلك؟ تعامل إدارة النادي وعلى رأسها معدي الهاجري التي تقوم بجهود جبارة حتى يبقى النادي مميزا وفي أبهى صورة أضف إلى ذلك أن الهاجري داعم لكل ألعاب النادي وليس مقتصرا فقط على كرة القدم وهذا أمر يعرفه الجميع ويصرف الكثير من وقته حبا وعشقا لهذا النادي، وأنا بالتأكيد أتمنى أن أكون على رأس هرم الجهاز التدريبي الموسم القادم لكن صدقني لا يوجد أي جديد بخصوص ذلك وأنا ابن النادي وأعشق هذا الكيان العظيم ويكفي أنني لمست فرحة إدارة النادي وأعضاء الشرف بعد النتائج المميزة التي حققتها مع الفريق، ولا نعرف ماذا تخبئ الأيام القادمة لكن رسالتي دائما أنني سأخدم النادي في أي مكان يحتاجونني فيه. هل سيكون لديك خطة تتمثل في جلب أو الاستعانة بلاعبي الفريق الأولمبي من أجل تطعيم الفريق الأول، كونك صاحب تجربة مع الفريق الأولمبي خلال الموسمين الماضيين؟ من الطبيعي أن يتم تطعيم الفريق الأول ببعض العناصر المميزة من الفريق الأولمبي وهذا أمر مهم جدا كون الفريق الأولمبي رافدا للفريق الأول، ولا أخفيك أن لدينا عناصر مميزة ورائعة في الفريق الأولمبي تنتظر الفرصة فقط وبإذن الله وقتها لكل حادث حديث. في حال عدم استمرارك مدربا للفريق الأول هل من الممكن أن تقود دفة الفريق الأولمبي من جديد خلال الموسم القادم؟ أظل مدربا محترفا ولا أعلم ماذا تخبئ لي الأيام القادمة، وتأكد كما ابلغتك أنني جاهز في أي مكان لدعم القادسية وسأكون فخورا بهذا الشرف الكبير سواء في الفريق الأولمبي أو الفريق الأول، فما يهمني هو مصلحة النادي من خلال أي موقع أعمل فيه؟ كيف تُعلق على هبوط الخليج لدوري الأولى وكذلك دخول الباطن في نفق الملحق وهما من أندية المنطقة الشرقية؟ بالتأكيد يؤلمنا كثيرا هبوط أبناء الدانة لدوري الدرجة الأولى كذلك دخول الباطن الملحق الذي أتمنى أن يعود من خلاله لدوري جميل خلال الموسم القادم، والأمر كان مزعجا كثيرا كذلك بعد دخول أندية القادسية والاتفاق والفتح لمنطقة الخطر وهذا بالتأكيد مؤشر واضح أن أندية الشرقية كانت تعاني كثيرا خلال الموسم الماضي، وأنا قد أعزو ذلك لعدم وجود توفيق من خلال اختيار المدرب المميز وربما تغييره في منتصف الموسم وهذا بالتأكيد يؤثر سلبا على استقرار الفريق، أضف إلى ذلك عدم التوفيق بالتعاقد مع محترفين مميزين وبعض الأخطاء أو الاجتهادات التي لم تكن موفقة لكن بإذن الله ستعود قريبا للدوري الممتاز. كلمة أخيرة.. أقدم شكرا خاصا لمعدي الهاجري وإدارته على ثقتهم الكبيرة وأشكرهم على وقوفهم ودعمهم لي سواء في الفريق الأول أو من خلال الفريق الأولمبي خلال العامين الماضيين، وشكرا خاصا لجريدة «اليوم» ممثلة في «الميدان» على وقوفها ودعمها لنادي القادسية وتشرفت بأني أجريت أول حوار صحفي بعد ضمان البقاء للموسم القادم من خلال هذه المطبوعة المميزة.
مشاركة :