مشاريع تنموية عملاقة تغير طبوغرافية مركزية مكة

  • 8/3/2013
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

شارك من خلال تويتر فيسبوك جوجل بلس اكتب رأيك حفظ حينما توسطت الشمس كبد السماء، دقت ساعة عكاظ معلنة رصد حراك الحشود البشرية في أطهر بقعة مقدسة وفي آخر جمعة في شهر رمضان، الرصد هذه المرة جاء مغايرا، عكاظ تحلق في سماء مكة المكرمة وعلى ارتفاع يفوق 4 آلاف قدم، كان موعد الرحلة الواحدة ظهرا، المكان قاعدة الطيران المدني للأمن العام في نسيم جدة هناك تأهبت طوافات مروحية ذات طراز فريد أشبه ما تكون بالفراشات بينما يرتدي صقورها زيهم العسكري. في مقر عمليات الانطلاق كانوا يتبادلون تهاني العيد باكرا، حيث وقف العميد خالد السالمي ليحيي زملاءه الضباط والأفراد ويحثهم على إكمال مهمة الرصد الجوي، لنتجه بعدها صوب طائرة أقلتنا إلى الأعلى لرصد الأرض من علو ولتكون البقعة المقدسة داخل عدسة عكاظ نقلا للواقع كما هو دون رتوش، رحب بنا ربان الطائرة معلنا إشارة إقلاع الطائرة. ومن ارتفاع 200 قدم رصدنا منظر الطريق السريع الرابط بين جدة ومكة المكرمة كالنهر المتدفق، ورغم أن أمس يوم جمعة، إلا أن الكثافة المرورية فيه لم تكن مزدحمة، كانت الحركة انسيابية، مضينا في تلك الرحلة لندخل بعد 8 دقائق سماء مكة، كان المنظر من ذلك العلو مختلفا تماما مكة، ورشة عمل كبرى، مشاريع نماء في كل أرجائها، طلبنا من كابتن الرحلة أن يميل بالطائرة صوب الكعبة المشرفة وفي حديث عفوي مملوء بالشكر لله سبحانه ردد قائلا وموجزا أبرز مهام عمله نستشعر عظمة المسؤولية والأمانة الملقاة على عاتقي وزملائي، لذلك نحرص على نقل أبسط التفاصيل للجهات التي نعمل بالتنسيق معها فنحن نرصد أدق التفاصيل ونرى من فوق ما لا قد يراه الآخرون وكما ترون الوضع جدا مطمئن، وفعلا كانت الانسيابية عالية حتى في مركزية الحرم المكي الشريف وجمال حركة الناس على الأرض متدثرين بالبياض والدعوات والأمنيات. ارتفعت الطائرة فوق 4000 قدم، كان المنظر مهيبا لكنه جميل، باحات الحرم ممتلئة بالمصلين، الطرقات بدت وكأنها عقد من اللؤلؤ المنثور، قليل من المركبات في ظل غياب الاختناقات، الشوارع شبه خالية. منظر مكة من السماء كان مختلفا وهادئا على غير المعتاد ولعل الحملة بتخفيف العمرة أتت أكلها إلى جانب التنظيم الجيد فانتظام السيارات والبشر على الأرض شكلوا لوحة فريدة، ألوانها بشر اجتمعوا من أقصى الأرض تلبية لنداء ربهم وإطارها رجال أمن بمختلف التخصصات اختاروا شرف الخدمة ونبل الرسالة. يحدد قائد الرحلة مسارنا فيها وارتفاعنا سننزل على ارتفاع 1500 قدم لتكون الرؤية أدق وسنميل يمنة يسرة، لا داعي للخوف. كان منظر المطاف المعلق فريدا يبدو كصحراء لا ترى فيها سوى أعداد بسيطة من الناس يفصل بين كل منهم مسافة مترين أو تزيد (هكذا طبقت نظرية تفتيت الحشود البشرية في صحن المطاف). المنطقة المركزية في الحرم المكي وعلى الرغم من الكثافة البشرية إلا أن الحركة فيها كانت تتسم بالمرونة، لم نرصد أي تلبكات مرورية تذكر على غير العادة.

مشاركة :