الكويت ليست بمنأى عن الهجمات الإلكترونية التي تطول القطاعات الاقتصادية كافة، إذ إن البنى التحتية والأنظمة المعتمدة داخل الهيئات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص، ليست كافية لمنع سرقة البيانات.هذه خلاصة حديث بعض خبراء الاتصالات في السوق المحلي، إذ أشار رئيس القطاع التجاري في «كواليتي نت» للاتصالات، عيسى الكوهجي، إلى أن الكويت كبقية دول العالم، ليست بمنأى عن أي عمليات اختراق إلكترونية قد تطول شركاتها ومؤسساتها المختلفة.وأشار إلى أن النمو الكبير في استخدام تطبيقات الهواتف الذكية مثل «فايبر» و«واتساب» و«تانغو» و«سكايب» ساهمت بزيادة عمليات الاختراق في الفترات الأخيرة، وهو ما يعود إلى عدم ارتباطها بالشبكات بشكل مباشر.ولفت الكوهجي في تصريح لـ «الراي» إلى أن القطاعات المصرفية والنفطية هي الأكثر عرضة للتعرض للهجمات الإلكترونية في الفترة الحالية، وهو ما يعود إلى أهميتها الاقتصادية الكبيرة، وإلى حجم المعلومات والبيانات الكبيرة التي تملكها، إضافة إلى عدد العملاء الكبير لديها.وذكر أن هيئة تنظيم الاتصالات تبذل جهوداً كبيرة في الفترة الحالية، بالتعاون مع شركات الاتصالات العاملة في السوق المحلي، بحيث تعمد إلى التنسيق معها بغية حماية أنظمتها، وتطالبها برفع مستوى الحماية الأمنية لأنظمتها، ومواكبة أرقى المعايير في هذا الإطار.وذكر أن الخسائر في عمليات الاختراق قد تكون مادية أو معنوية بالنسبة للشركات، بحيث يمكن أن ينجح القراصنة من سحب أموال من حسابات مصرفية على سبيل المثال، أو قد يعمدون إلى سحب كل البيانات المالية والإدارية الخاصة بالشركة لإظهار قدراتهم الكبيرة على معرفة كل تفاصيل العمل والأنشطة التي تمارسها.وذكر أن الإجراءات التي اتخذت في الفترة الأخيرة في الكويت، ساهمت في زيادة حذر «الهاكرز» من التعامل مع الشركات والمصارف والمصانع الموجودة فيها، إلا أن خطر الاختراق لا يمكن أن يزول نهائياً خصوصاً في ظل التطور الكبير والنمو المتواصل للأنظمة المعلوماتية والتقنية التي يستخدمها القراصنة.من جهته، أشار رئيس تنفيذي سابق في إحدى شركات الإنترنت، إلى أن ضعف البنى التحتية في قطاع الاتصالات المحلي قد يجعلها عرضة لهجمات إلكترونية مستمرة في الشركات والهيئات العاملة في القطاعين الحكومي والخاص.ولفت إلى أن التعاقد مع خبراء في الأمن الإلكتروني، وشراء برامج متطورة، يسهم في حماية عمليات وبيانات الشركات من السرقة والنصب الإلكتروني، مؤكداً أن الوقائع تظهر أنه من المستحيل على أي دولة أو شركة أن تقف بوجه مثل هذه العمليات ووقفها بالكامل.واعتبر أنه كلما كبــــرت شبكة الشركات، كلما ارتفعـــت الحاجة لزيادة الإنفاق على الحماية الإلكترونية، مبيناً أن المبالغ المطلوبة لحماية البيانات تبدأ من 10 آلاف دينار بالحد الادنى في الشركات الصغيرة وقد تصل إلى نحو 5 أو 6 ملايين ديـــــنار في الشركات النفطية والمصارف الكبرى.وشدّد على ضرورة تطوير البنى التحتية وأبراج الاتصالات في الكويت، داعياً إلى جماية قطاع الاتصالات وحمايته وتأمينه ضد أي هجمات تبدأ عبره وتطول بقية القطاعات، خصوصاً أن الاتصالات تعد اليوم من أبرز المساهمين في النشاط الاقتصادي على مستوى الكويت وجميع دول العالم.بدوره، قال مستشار أمن المعلومات والهجمات الإلكترونية، رائد الرومي، إن الهجمات الإلكترونية التي شهدها العالم في اليومين الأخيرين طالت دول الخليج بشكل مباشر، إذ تبين من خلال تحليل منصة الهجمات الالكترونية في «كاسبرسكي» أنها فاقت 130 ألف هجمة في الكويت، من دون أن يتبين حتى الآن ما إذا كــــان نـــــوع هذه الهجمات من نفس الهجمات التي تضرر منها العالم.وأضاف الرومي أن المركز الوطني للأمن الإلكتروني بالسعودية حذر أخيراً من خشية وصول فيروس «الفدية الخبيثة» الى دول الخليج، مؤكداً أنه حتى الآن لم يتحدث أي مســــؤول كويتي عن هذا الموضوع، وهو أمر «مستغرب».وأضاف الرومي في تصريح لـ «الراي» أن هذه الهجمات الإلكترونية التي طالت دول العالم ولم تصل على الأرجح إلى الخليج هي من نوع «Ransomware» أو برامج «الفدية» والتي تسمى «wannacry»، وهي برامج خبيثة تقوم بتقييد التعامل مع أي نظام تشغيل مصاب بها، بحيث تقوم بطلب مبالغ مادية من أصحاب الأجهزة المصابة بها، كي يسمح مبرمجها العودة للعمل بشكل طبيعي على الجهاز.وأوضح أن القراصنة عادة ما يبدأون هجماتهم في أيام العطل، حتى يتمكنوا من الوصول إلى أكبر قدر ممكن من الأجهزة لإحداث أكبر أثر وتأثير في ظل غفلة من كثير من إدارات نظم المعلومات التي تغفل في مثل هذه الأيام عن تشديد رقابتها.وأضاف أنه تم رصد الكثير من محاولات القرصنة في الكويت، إلا أنها لم تكن من النوع التي تعرضت إليه كثير من الدول حول العالم، داعياً جميع مديري نظم المعلومات في أي منشأة إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة أي هجمات وشيكة.ولفت إلى وجود طرق عدة لانتشار مثل هذه البرامج الخبيثة، إما عن طريق تحميل ملف مصاب بها من أي موقع أو عن طريق ثغرة في الشبكة أو الجهاز، أو عن طريق نقل الملفات عبر أجهزة «الفلاش ميموري» أو عن طريق الهندسة الاجتماعية ، مؤكداً أن أكبر ناقل لها هو البريد الإلكتروني.وأشار إلى أنه تبين بعد تحليلات الهجمات، أن أغلب الحواسيب المصابة لم تقم جهاتها بتحديثها بشكل دوري، خصوصاً الإصدارات القديمة من نظام «وندوز XP» و «Vista» و«ويندوز سيرفر» 2003 إلى 2008.واستعرض الرومي عدداً من الأساليب و الطرق المتبعة في أمن المعلومات للحماية من برامج خبيثة مشابهة وهي، تحديث أنظمة الحماية بشكل دوري، وعدم تحميل الملفات والبرامج إلا من مصادر موثوقة، وعدم النقر على أي روابط يتم إرسالها عبر البريد الإلكتروني أو مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وعمل النسخ الاحتياطية بشكل مستمر، والتأكد من تشغيلها، ومتابعة الشبكة على مدار الساعة، والبحث عن ملفات مشبوهة.
مشاركة :