سيطرت قوات النظام السوري، أمس، على مطار الجراح العسكري في ريف حلب الشرقي بشمال سورية، عقب معارك عنيفة مع تنظيم «داعش»، في حين أكدت الأمم المتحدة أن اجتماع «جنيف 6» المرتقب عقده الثلاثاء المقبل، سيكون «مختصراً ومركزاً»، مستبعدة عقد لقاء مباشر بين وفدي النظام والمعارضة السورية. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، لـ«فرانس برس»، إن قوات النظام سيطرت، أمس، على مطار الجراح العسكري بعد معارك عنيفة. وأضاف «انسحب الجزء الأكبر من المتطرفين، فيما تعمل قوات النظام حالياً على تمشيط المطار، وتخوض اشتباكات محدودة مع بعض عناصر التنظيم المتبقين فيه». وبدأت قوات النظام بدعم روسي منتصف يناير الماضي، هجوماً في ريف حلب الشرقي، يهدف إلى توسيع نطاق سيطرتها في المنطقة، وتمكنت من طرد «داعش» من أكثر من 170 قرية وبلدة، بحسب المرصد. ووصلت قوات النظام إلى مشارف مطار الجراح العسكري في السابع من يناير، لتخوض منذ ذلك الوقت معارك يرافقها قصف جوي للسيطرة عليه. وتعرض المطار، بحسب عبدالرحمن، لدمار كبير نتيجة القصف العنيف. وقال مصدر عسكري لـ«فرانس برس»، إن «الجيش السوري انتهى من عملية السيطرة على مطار الجراح، وعدد من القرى المحيطة»، مؤكداً أنه «سيتابع تقدمه في مناطق سيطرة التنظيم الإرهابي، ولديه استراتيجية لتوسيع نقاط سيطرته في ريف حلب الشرقي». وتهدف قوات النظام حالياً، وفق المرصد، بشكل أساسي للتقدم والسيطرة على بلدة مسكنة الواقعة على ضفاف بحيرة الأسد، وتبعد 13 كيلومتراً شرق المطار. سياسياً، أعلن نائب مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، رمزي عز الدين رمزي، أن اجتماع «جنيف 6» المرتقب عقده يوم الثلاثاء المقبل، سيكون «مختصراً ومركزاً». وقال في مؤتمر صحافي عقد في دمشق عقب لقائه نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، «بالمختصر المفيد سيكون المؤتمر مختصراً ومركزاً، وهذا ما نريد تحقيقه، ونتطلع إلى الإسهام الإيجابي والبناء من قبل الحكومة السورية لإنجاح هذا الاجتماع، الذي نعتبره اجتماعاً مهماً». ووصف لقاءه مع المقداد بأنه كان «مفيداً وإيجابياً». وأضاف أن ما سمعه من المقداد «يعطيه أملاً» بأن الموقف السوري سيكون بنّاء خلال الاجتماع المقبل، مشيراً إلى أن الطرفين بحثا التطورات المرتبطة بالأزمة في سورية والإعداد للاجتماع المقبل للمحادثات السورية - السورية المنتظر عقده في جنيف الثلاثاء المقبل. وحول تنفيذ اتفاق «تخفيف التوتر»، الذي تم التوصل إليه في العاصمة الكازاخية أستانة، قال رمزي «إننا نضع أهمية كبيرة لتخفيف التوتر وخفض التصعيد، ولدينا أمل كبير في أن يؤدي اتفاق أستانة إلى ذلك، وهذا من شأنه تهيئة المناخ المناسب لمسار جنيف، وأن تثبيت وقف إطلاق النار شيء مهم وأساسي لخلق المناخ المناسب لمحادثات جادة». وأكد أن وقف إطلاق النار في الوقت نفسه لا يمكن أن يكون له استمرارية من دون أفق سياسي «وهذا أمر مهم جداً». وحول إمكانية عقد جلسة اجتماع مباشرة بين وفد الحكومة السورية والمعارضة، قال رمزي إن موقف الأمم المتحدة يتمثل في التحرك نحو المفاوضات المباشرة في أقرب فرصة، معرباً عن اعتقاده في الوقت نفسه بأن «هذا الأمر لم يتحقق بعد».
مشاركة :