سيطرت قوات النظام على مزيد من القرى في ريف حلب الشرقي في معركتها مع «تنظيم داعش» مدعومة من كتائب المدفعية الروسية. واستمرت أمس الاشتباكات بين الطرفين قرب مطار الجراح العسكري أو ما يعرف بمطار كشكش، حيث سيطرت قوات النظام على 10 قرى وتلال ومزارع، وتمكنت من الوصول إلى محطة ضخ المياه الثانية على نهر الفرات، بالتزامن مع وصولها لأطراف مطار الجراح، الذي يعد من أهم معسكرات تنظيم داعش في سوريا، وسط استمرار محاولته استعادته. وشهد مطار الجراح في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2014، تحليق طائرة حربية امتلكها تنظيم داعش من أصل 3 طائرات، حيث شوهدت تحلق حينها على علوٍ منخفض، في أجواء المنطقة، بعد إقلاعها من مطار الجراح العسكري، وهو ما أفاد به حينها المرصد السوري لافتا إلى أن «داعش» أصبح يمتلك 3 طائرات حربية قادرة على الطيران والمناورة، يعتقد أنها من نوع ميغ 21 وميغ 23، كان قد حصل عليها بعد سيطرته على المطارات العسكرية التابعة للنظام في محافظتي حلب والرقة. وأول من أمس، تمكنت قوات النظام من تحقيق تقدم واسع بحيث عززت سيطرتها على الضفاف الغربية لنهر الفرات، بعد سيطرتها على بلدة الخفسة ومحطة ضخ المياه الأولى القريبة منها، كما سيطرت على القرى التي انسحب منها التنظيم قبيل سيطرتها على قرية الذخيرة أمس، ووصولها لتماس مع مناطق سيطرة مجلس منبج العسكري، في الريف الجنوبي لمدينة منبج، المحاذي للريف الشمالي الغربي لبلدة الخفسة، بحسب المرصد. وكان «داعش» قد خسر عشرات القرى والمزارع والبلدات في ريفي حلب الشمالي الشرقي، منذ 17 يناير (كانون الثاني) إثر عملية عسكرية أطلقتها قوات النظام بقيادة مجموعات العقيد سهيل الحسن، المعروف بـ«النمر» وبدعم من نخبة «حزب الله» اللبناني وبإسناد من المدفعية الروسية، إضافة إلى خسارته عشرات القرى والبلدات والمدن في ريف حلب الشمالي الشرقي لصالح قوات عملية «درع الفرات». ولا يزال التنظيم يسيطر على نحو 25 قرية وبلدة في ريف حلب الشرقي تتضمن بلدتين رئيسيتين هما دير حافر ومسكنة وقرى أخرى بريفيهما. وعلى الرغم من تقلص السيطرة وانهيار «داعش» بشكل متلاحق في الريف الحلبي، بحسب المرصد، فإنه لا يزال يهدد قوات النظام في مدينة حلب - ثاني كبرى المدن السورية -، عبر عزلها الشريان الرئيسي الذي يوصل مدينة حلب بمناطق سيطرة النظام في بقية المحافظات السورية، حيث يمكن للتنظيم قطع هذا الطريق الواصل بين مدينة حلب وأثريا بريف حماه عبر منطقة خناصر، في حال تنفيذه هجوما على هذا الطريق الاستراتيجي الذي تعرض في وقت سابق لهجمات، الأمر الذي سيعود على النظام بعواقب وضائقة اقتصادية كبيرة في مدينة حلب، ويثير استياء المدنيين الذين لم يهدأوا بعد بفعل عمليات «التعفيش» التي يمارسها المسلحون الموالون للنظام وبفعل انقطاع المياه عن مدينة حلب منذ نحو ثمانية أسابيع.
مشاركة :