«الوردية».. مرض أصحاب البشرة البيضاء

  • 5/14/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الوردية هو مرض جلدي التهابي مزمن يؤثر بشكل رئيسي على الوجه، ويتفاقم مع مرور الوقت إذا تم إهماله بدون علاج، وغالبا ما يشخص بطريقة خاطئة على أنه حب الشباب أو الأكزيما، أو أي نوع آخر من حساسية الجلد. ويعتبر مرض الوردية أكثر شيوعا بين أصحاب البشرة الفاتحة ويصيب نحو 5٪ من الأمريكيين، وعلى الرغم من أن الأسباب ليست مفهومة تماما وليس هناك علاج شافٍ حتى الآن، إلا أن هناك العديد من الطرق لتخفيف الأعراض.يسبب المرض احمرار الوجه وظهور البثور الصغيرة الحمراء التي تكون مليئة بالصديد، ويقدر أن حوالي 1 من كل 20 أمريكياً، أو ما يعادل نحو 14 مليون شخص يعانون من هذا المرض، ونسبة لأن تشخيص المرض عادة ما يتم بطريقة خاطئة، فإن معدلات الإصابة قد تكون أعلى بكثير، حيث كشفت دراسة أجرتها مؤسسة «جالوب» أن 78٪ من الأمريكيين لا يعرفون شيئاً عن مرض الوردية أو أعراضه أو ما يجب القيام به حيال ذلك. ويعتبر المرض أكثر شيوعا بين الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة من أصول شمال أوروبا، ومع ذلك، كشفت الدراسات أنه بدأ في الانتشار أكثر في أجزاء كثيرة من آسيا، بما في ذلك الشرق الأوسط وجنوب آسيا والصين، خاصة في المناطق التي شهدت ازدهار التنمية الاجتماعية والاقتصادية في السنوات الأخيرة. وقد أثار هذا العديد من التكهنات بأن نمط الحياة قد يكون عاملا مؤثرا، وليس فقط لون البشرة، كما يقول آخرون إن معدل الإصابة أكبر في تلك المناطق نسبة لتطور تقنيات الرعاية الصحية والتشخيص.الأعراض والعلامات تتعدد أعراض وعلامات مرض الوردية ومع ذلك فإنها قد تختلف اختلافا كبيرا من شخص إلى آخر. وتعتبر الأعراض والعلامات المذكورة هنا هي الأكثر شيوعا، وأهمها التورد (سهولة احمرار الجلد)، وهي الحالة التي عادة ما تكون أول علامة تظهر على المريض، وهي ما استُند عليه في تسمية المرض، حيث يمكن لنوبات التورد أن تستمر لمدة خمس دقائق، ويكون انتشارها من الخدين في الوجه وصولاً إلى الرقبة والصدر، ويشعر بعض الأشخاص بسخونة في الجلد أثناء النوبات. ومن الأعراض أيضا فرط التفاعل في جلد الوجه حيث إن الأوعية الدموية الحساسة تتمدد بسهولة أكبر بسبب المهيجات الموضعية مثل اللمس والمحفزات المادية الأخرى كأشعة الشمس. ويتم تشخيص المرض بطريقة خاطئة في كثير من الأحيان بوصفه أنه حساسية في الجلد، لكن في مرض الوردية، فإن السبب الأساسي يتمثل في الأوعية الدموية الحساسة وليس خلايا الجلد الحساسة. وقد يستمر الاحمرار أحيانا لفترات أطول في شكل بقع أو ما يشبه حروق الشمس، وسبب ذلك أن مئات الأوعية الدموية الصغيرة بالقرب من سطح الجلد تتوسع أو تتمدد. وقد يسبب المرض بقعا صغيرة وبثورا تظهر على الوجه، وهو ما يعرف أيضا باسم الوردية الالتهابية، ويشبه إلى حد ما مظهر حب الشباب في سن المراهقة وبذلك يشيع التشخيص الخاطئ، ويتمثل الفرق هنا في أن مرض الوردية لا ينعكس في شكل رؤوس سوداء على البثور، خلافا لحب الشباب.تلتهب الشعيرات الدموية للخدين ضمن مراحل تطور المرض، إضافة إلى الأنف، وتصبح تلك الالتهابات مرئية ويطلق عليها الأوعية الدموية الوردية، وتكون مشابهة في شكلها لخيوط شبكة العنكبوت، كما يمكن أن تظهر بقع على الجلد تشبه إلى حد كبير البقع التي تظهر على مدمني الكحول، حيث يصبح مصدر قلق الكثيرين من مرضى الوردية اتهامهم الخاطئ بإدمان الكحول، ولكن السبب الحقيقي يكون التهاب الأوعية الدموية وليس شرب الكحول، مع العلم أن الكحول قد تعمل على تهييج نوبات الوردية للمرضى، بيد أنه وعلى الرغم من ذلك لا يعد أحد أسبابه.أسباب الوردية لم يتمكن الخبراء حتى الآن من معرفة الأسباب الرئيسية للمرض، ولكن أطباء الجلدية يعتقدون أن التشوهات الخلقية في الأوعية الدموية للوجه قد تكون من العوامل المؤثرة التي تسبب التورد والاحمرار وظهور الشعيرات الدموية على الوجه. كما أن البشرة الفاتحة قد تكون أحد أسباب المرض، إلا أن التاريخ العائلي يعتبر من الأهمية بمكان، حيث إن 30 إلى 40 % من الأشخاص المصابين بالوردية لديهم أقارب يعانون منها، كما تعتبر البكتيريا البوابية (H. pylori) من الأسباب الرئيسية المؤدية للإصابة بالمرض، وهي بكتيريا تتواجد في الجهاز الهضمي للإنسان، وتعمل على تحفيز إنتاج الـ«براديكينين» (bradykinin)، وهو بروتين يؤدي إلى توسع الأوعية الدموية، حيث يعتقد الخبراء أنها تلعب دورا في تطور المرض. ولاحظ الأطباء كذلك أن سوس الوجه (Demodex folliculorum) الذي يعيش بصورة طبيعية على جلد الوجه بدون أن يسبب أي أعراض، تزداد أعداده بصورة كبيرة لدى مرضى الوردية، إلا أنه لم يعرف حتى الآن إذا ما كان السوس أحد المسببات الرئيسية للمرض، أم أن المرض نفسه هو الذي يؤدي إلى زيادة أعداده.تفاقم المرض تساهم بعض العوامل في تفاقم المرض، وذلك عن طريق زيادة تدفق الدم إلى الوجه، ومنها المأكولات والمشروبات الساخنة ومنتجات الألبان والمأكولات اللاذعة والكافيين، إضافة إلى ضوء الشمس والرطوبة والرياح ودرجات الحرارة المرتفعة والمنخفضة جدا، كما يعد الإجهاد ومشاعر القلق والتوتر من العوامل ذات التأثير الكبير، علاوة على بعض الأدوية مثل السيترويدات والأدوية المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم، والأمراض الحادة مثل الحمى ونزلات البرد والسعال والكحول.التشخيص والخيارات العلاجية يتم تشخيص مرض الوردية إكلينيكياً، حيث يشخص المرض عن طريق فحص جلد وجه المريض بدقة وملاحظة مناطق الاحمرار ووجود الشعيرات الدموية الصغيرة، إضافة إلى أن سؤال المريض عن الأعراض والمهيجات قد يساعد في التشخيص. كما يعتبر التشخيص المبكر والعلاج الناجع من أهم الأسباب التي تقلل من تطور المرض.لا يوجد حتى الآن علاج شافٍ تماما للمرض، ولكن ظهرت فعالية بعض الأدوية والعقاقير وبعض التغييرات التي تطرأ على أسلوب الحياة في التخفيف من حدته. قد يجمع الطبيب في حالات معينة بين العلاجات الموضعية التي تمسح على الجلد، وبين الأدوية التي يتم تناولها عن طريق الفم، حيث تعمل المراهم الموضعية على التخفيف من حدة الالتهاب والاحمرار على الجلد مرة أو مرتين يوميا، مثل الـ«مترونيدازول» والـ«ريتنون» والـ«تتراسيكلين». وإضافة إلى ذلك توصف المضادات الحيوية مثل «ماينوسيكلين» والـ«اريثرومايسين» والتي تعرف بتأثيرها المضاد للالتهاب وفعاليتها أكثر من العلاجات الموضعية. كما تستخدم بعض الأدوية الأخرى التي تؤدي إلى تقليل الإفرازات الدهنية للغدد الموجودة على الوجه. ويمكن في الحالات المتقدمة استخدام الليزر لعلاج الأوعية الدموية المرئية، وقد تحدث بعض الأعراض الجانبية الطفيفة، مثل الاحمرار وخشونة الجلد والتورم، ولكنها سرعان ما تختفي خلال أسابيع قليلة، وتعتبر أيضا جراحات التجميل أحد الحلول المتاحة في بعض الأحيان.تساعد التغييرات في أسلوب الحياة والممارسات المنزلية كثيرا في التحكم بأعراض المرض وتخفيفها، ومنها استعمال الكريمات الواقية من أشعة الشمس عند الخروج نهارا، ووجوب تغطية الوجه عند الخروج في فصل الشتاء لحمايته من درجات الحرارة المنخفضة، كما ينصح باستعمال منظفات الوجه التي لا تحتوي على الكحول أو أي من المهيجات الأخرى للجلد، والاهتمام بترطيب المناطق المتضررة من بشرة الوجه، وينصح أيضا تجنب المأكولات والمشروبات الساخنة والحراقة والكحول، وتعتبر التمارين الرياضية والنوم الجيد والنظام الغذائي الصحي والموزون ورياضة اليوقا وتمارين التنفس، عوامل تعمل على تعزيز قدرة الجسم على مقاومة المرض، علاوة على دورها في تقليل الإجهاد والتوتر وبالتالي الوقاية من نوبات التهيج. أسباب الوردية لم يتمكن الخبراء حتى الآن من معرفة الأسباب الرئيسية للمرض، ولكن أطباء الجلدية يعتقدون أن التشوهات الخلقية في الأوعية الدموية للوجه قد تكون من العوامل المؤثرة التي تسبب التورد والاحمرار وظهور الشعيرات الدموية على الوجه. كما أن البشرة الفاتحة قد تكون أحد أسباب المرض، إلا أن التاريخ العائلي يعتبر من الأهمية بمكان، حيث إن 30 إلى 40 % من الأشخاص المصابين بالوردية لديهم أقارب يعانون منها، كما تعتبر البكتيريا البوابية (H. pylori) من الأسباب الرئيسية المؤدية للإصابة بالمرض، وهي بكتيريا تتواجد في الجهاز الهضمي للإنسان، وتعمل على تحفيز إنتاج الـ«براديكينين» (bradykinin)، وهو بروتين يؤدي إلى توسع الأوعية الدموية، حيث يعتقد الخبراء أنها تلعب دورا في تطور المرض. ولاحظ الأطباء كذلك أن سوس الوجه (Demodex folliculorum) الذي يعيش بصورة طبيعية على جلد الوجه بدون أن يسبب أي أعراض، تزداد أعداده بصورة كبيرة لدى مرضى الوردية، إلا أنه لم يعرف حتى الآن إذا ما كان السوس أحد المسببات الرئيسية للمرض، أم أن المرض نفسه هو الذي يؤدي إلى زيادة أعداده.

مشاركة :