أبَا جلالٍ نثروا عليكَ باقاتِ أزهارِ فأَتيتُ بينهم أَنْثُرُ عليكَ نظْمي وأَشعَارِي مئاتُ الرِّجالِ مشَوا حولَ نعشِكَ خُشَّعًا يدعوهُمُ حبُّ المودَّةِ وواجبُ الإِكْبارِ أَيَمُوتُ أبو جلالٍ والمحرق منهُ ترتجِي مزيدًا من الخير على تَعَاقُبِ الأَدْهارِ؟ إنَّهُ وجيهٌ من صميم المحرقِ مَنْبَتُهُ أَمَا ترى لِيَدَيْهِ سَيْلَ أمطارٍ وأنْهارِ كلٌّ يعرفُ قدرَكَ يا ذا الشَّهامةِ والقِرى فقد أحسنتَ في التَّعَامُلِ معَ الصديقِ والجارِ وفي التجارةِ كنتَ وجيهًا ذا قَدْرٍ ومنزلةٍ ما لكَ ندٌّ بين الوُجَهاءِ في الآراءِ والأفكارِ بدأْتَ الحياةَ في الرياضةِ حَكَمًا عادلاً لكَ الحزْمُ في المواقفِ واتِّخَاذِ القرارِ لكَ في التاريخِ صفحاتٌ بالمفاخِرِ حافلةٌ واكبْتَ الأميرَ عيسى في الزِّيَارَاتِ والأَسْفَارِ أَدَّيْتَ ما عليكَ من فرْضٍ وواجِبٍ لكَ الذِّكْرُ الجميلُ في الكُتْبِ والأسفارِ وخلَّفْتَ من الأبناءِ رجالاً عباقِرَةً في العِلْمِ والأخلاقِ من الشبابِ الأخيارِ فَاهْنَأْ أبا جلالٍ بمثواكَ الجديدِ ونَمْ مُغْتَبِطًا ترعاكَ عينُ الإلهِ وأنتَ بخيرِ جِوَارِ حَفِظَ اللهُ الأبناءَ الكرامَ وأبْقاهُم سَنَدًا لهُمُ التَّعَازي والمثُوْبَةُ من الإلهِ البَارِي محمد يعقوب يوسف المفتاح
مشاركة :