أثر انخفاض أسعار منتجات المعادن على المستوى العالمي على أداء وعوائد شركة معادن في الوقت الذي تسعى فيه الدولة لرفع مخرجات قطاع التعدين الذي لم ينجح في استغلال سوى نحو 5% من الثروات الهائلة التي تكتنزها المملكة من مدخرات المعادن والاحتياطات الضخمة جداً التي حبا الله بها البلاد من ثروة اليورانيوم الذي يمثل 6% من إجمالي احتياطات الكرة الأرضية، في حين تنظر الدولة لقطاع المعادن بوصفه الركيزة الثالثة للصناعة السعودية إلى جانبِ النفطِ والغاز والبتروكيماويات، لتحقيق وإنفاذ رؤية المملكة 2030 التي تتضمن ضمن برنامج التحول الاقتصادي تحقيق نحو 100 مليار ريال سنوياً من قطاع المعادن وتوفير 90 ألف وظيفة. واعترف لـ"الرياض" وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية م. خالد الفالح ببطء نمو أداء قطاع التعدين لوجود عدة مشكلات بيروقراطية محلية وعالمية وظروف صعبة تحد من التوسع مركزاً على أن السبب الرئيس يكمن في تعدد الجهات الحكومية المانحة لتراخيص التعدين بالمملكة ملفتاً لإعادة هيكلة قطاع التعدين وبداية تجارية لمشاريع جديدة والتوجه نحو التميز التشغيلي لخفض التكلفة وزيادة الإنتاجية. وبالرغم من تحقيق شركة معادن لمبيعات بلغت قيمتها 9.5 مليارات ريال لعام 2016 شملت منها مبيعات الفوسفات 4.2 مليارات ريال، والألومنيوم 4.2 مليارات ريال، والذهب ومعادن الأساس 1.048 مليار ريال، إلا أن طموحات الحكومة تذهب إلى أكبر من هذه النتائج، في ظل ضخ الدولة تكاليف باهظة بتكلفة تزيد عن 130 مليار ريال في مشاريع البنية التحتية والتجهيزات الأساسية في مدينة رأس الخير حاضنة قطاع المعادن وتشمل مجمع الفوسفات ومجمع الالمنيوم ومشاريع البنية التحتية والميناء ومحطة التحلية والتوليد المشترك ومجمع الصناعات البحرية، والأخير من المؤمل أن يفتح أفاق رحبة لدعم تنافسية قطاع المعادن بالمملكة. وينتظر قطاع المعادن بالمملكة نقلة هائلة بتدشين انتاج مصانع مدينة وعد الشمال التي تستثمر معادن فيها 21 مليار ريال لاستثمار ما نسبته 7% من المخزون العالمي للفوسفات المتوافر في شمال المملكة حيث يبلغ إنتاج المنجم 11.6 مليون طن سنويًّا من المواد الخام حيث أنشأت شركة معادن مجمعًا لصناعة الأسمدة الفوسفاتية في رأس الخير، بالشراكة مع شركة "سابك" لدعم الأولى لاستخراج وتنقية خام الفوسفات في الجلاميد، ونقله بالقطارات إلى رأس الخير عبر خط للسكة الحديد، يبلغ طوله 1400 كم لإكمال تصنيعه من خلال أربعة مصانع عملاقة، تعد الأكبر عالميًّا، لإنتاج ثلاثة ملايين طن من الأسمدة الفوسفاتية سنويًّا. ومن المؤمل أن تساهم منتجات وقدرتها على التخصص في إنتاج اثنين من الأسمدة الفوسفاتية الأكثر استخدامًا على نطاق واسع في الزراعة الحديثة تشمل الفوسفات ثنائي الأمونيوم، والفوسفات أحادي الأمونيوم وإنتاج مركبات فوسفاتية أخرى، تحتوي على عنصر الكبريت، يتم إنتاجها لمواكبة احتياجات الأسواق المختلفة حيث من المنتظر أن يساهم إنتاج معادن من الأسمدة في تسميد نحو 70 مليون هكتار من أراضي زراعة الحبوب، التي يقدر إنتاجها بنحو 200 مليون طن من الحبوب، تكفي لغذاء نحو 500 مليون إنسان سنويًّا، في وقت تمضي معادن لمد شبكة تصدير منتجاتها من الفوسفات ومشتقاته إلى الدول الآسيوية، وأستراليا، وشرق إفريقيا، وأميركا اللاتينية.
مشاركة :