بكين - تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ الأحد بتخصيص 124 مليار دولار لخطة طريق الحرير الجديد ليكون طريقا للسلام ولم الشمل والتجارة الحرة ودعا لنبذ النماذج القديمة للتنافس ودبلوماسية ألعاب القوة. ويمنح أهم حدث دبلوماسي في الصين هذا العام، قمة مشروع طريق الحرير التي تستمر يومين ويشارك فيها زعماء 29 دولة، شي فرصة جديدة لتعزيز طموحات الصين في قيادة العالم بينما يروج الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمبدأ "أميركا أولا" ويشكك في مبادرات التجارة الحرة العالمية الحالية مثل نافتا. وتهدف هذه القمة الى إحياء طريق الحرير القديمة التي كانت تستخدم لنقل منتجات امبراطورية الوسط الى اوروبا والعكس بالعكس، عبر آسيا الوسطى، على ظهور الجمال. وتقضي دورة 2017 التي دعت اليها الصين، الى مناقشة مجموعة من الاستثمارات في مشاريع للسكك الحديد والطرق السريعة والمرافئ والطاقة. وتروج الصين لما تطلق عليه رسميا مبادرة الحزام والطريق كسبيل جديد لدعم التنمية العالمية منذ أن كشف شي النقاب عن الخطة الطموحة في 2013 بهدف تعزيز الروابط بين آسيا وأفريقيا وأوروبا وما وراء ذلك من خلال استثمارات في البنية التحتية بمليارات الدولارات. وقال شي في افتتاح القمة التي تختتم الاثنين "يجب أن نبني منصة منفتحة للتعاون ودعم اقتصاد عالمي حر والعمل على أن ينمو." وتابع أنه ينبغي على العالم تهيئة الظروف لدعم التنمية الحرة وتشجيع وضع أنظمة "عادلة ومقبولة وشفافة للتجارة العالمية وقواعد الاستثمار". وقال شي "التجارة محرك مهم للتنمية الاقتصادية." وأضاف أنه ينبغي أن يعزز العالم نظام التجارة متعددة الأطراف وإقامة مناطق تجارة حرة وتسهيل التجارة الحرة. وتعهد شي بتمويل ضخم لطريق الحرير الجديد يشمل 100 مليار يوان إضافية (14.50 مليار دولار) لصندوق طريق الحرير القائم و380 مليار يوان قروضا من بنكين كبيرين و60 مليار يوان مساعدات للدول النامية والمؤسسات الدولية في دول طريق الحرير الجديد. وإلى جانب ذلك سيشجع شي المؤسسات المالية على التوسع بأنشطة التمويل باليوان في الخارج بما يصل إلى 300 مليار يوان. ولم يذكر إطارا زمنيا للقروض الجديدة والمساعدات والتمويل الذي تعهد به الأحد. وتعقد هذه القمة فيما أجرت كوريا الشمالية صباح الاحد قبل ساعات من افتتاح القمة، تجربة على صاروخ بالستي، كما ذكر الجيش الكوري الجنوبي. وهذه اول تجربة تجريها منذ انتخاب الرئيس الكوري الجنوبي الجديد الاسبوع الماضي. وقال ان "العزلة تؤدي الى التخلف والانفتاح هو مثل معركة اليرقة التي تخرج من شرنقتها. وهذا يترافق مع الالم، لكن هذا الالم يعطي حياة جديدة". واكد الرئيس الصيني الذي تطرق الى ذكرى تجار مثل ماركو بولو سلكوا الطريق التجارية القديمة، ان "روح طريق الحرير اصبحت تراثا كبيرا للحضارة الانسانية". واضاف ان "طريق الحرير القديمة قد أزهرت في زمن السلام لكنها فقدت قوتها في زمن الحرب. واستمرار مبادرة طرق الحرير الجديدة يتطلب بيئة سلمية ومستقرة". وحضر الى بكين الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي طيب رجب اردوغان ورئيسا الحكومة الاسباني ماريانو راخوي والمجري فيكتور اوربان، على غرار رئيسي الوزراء الايطالي باولو جنتيلوني واليوناني الكسيس تسيبراس. لكن معظم المسؤولين الغربيين لم يحضروا. وارسل اكثر من 100 بلد بالاجمال وفودا الى الصين. وتتمثل فرنسا برئيس الوزراء السابق جان-بيار رافاران.
مشاركة :