مستقبل العلاقات بين أنقرة وواشنطن مرهون بملفات غولن والأكراد

  • 5/14/2017
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

محللون: أردوغان سيواجه صعوبة في تغيير رأي ترامب بخصوص تسليح الاكراد وتسليم غولن ما يثير احتمالات استمرار البرودة في العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا.العرب  [نُشر في 2017/05/14]اردوغان جازف بمصداقيته إلى حد كبير بمغازلته ترامب اسطنبول - يتجه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى واشنطن الثلاثاء للقاء نظيره الاميركي دونالد ترامب للمرة الأولى على أمل إقناعه بموقفه من عدة ملفات وإعادة الزخم الى العلاقات الثنائية المتوترة منذ أشهر. مع نهاية ولاية باراك اوباما تدهورت العلاقات التركية الاميركية وسط اختلاف البلدين على عدد من الملفات، أبرزها تسليح المقاتلين الأكراد السوريين في "وحدات حماية الشعب" وتسليم الداعية فتح الله غولن. وينذر المحللون بالصعوبة التي سيواجهها اردوغان في تغيير رأي ترامب في هذين الملفين، ما يثير احتمالات استمرار البرودة في العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا، البلد المسلم الكبير العضو في الحلف الأطلسي. كذلك تجري زيارة اردوغان في فترة حساسة، بعد اسبوع بالكاد على إعلان الأميركيين أنهم سيزودون "وحدات حماية الشعب" الكردية السورية بالسلاح في مواجهة الجهاديين، رغم اعتبار انقره هذه المجموعة "ارهابية". شكل هذا الاعلان وتوقيته بالذات صدمة في أنقره، حيث أثار انتخاب ترامب الآمال بفتح "صفحة جديدة" في العلاقات الثنائية استنادا الى علاقة شخصية قوية بين قائدين يعتمدان اسلوبا حازما في الحكم. لكن رغم ادانة القادة الاتراك لاعلان تسليح المقاتلين الأكراد يبدو أنهم أحجموا عن مهاجمة ترامب بحدة، لكأنهم يأملون بإقناعه بموقفهم. سرد شكاوى لكن مستقبل العلاقات بين أنقرة وواشنطن يبقى مرهونا بملفات شائكة أخرى، على غرار طلب تسليم الداعية التركي فتح الله غولن المقيم في المنفى في الولايات المتحدة وتتهمه السلطات التركية بالتخطيط لمحاولة انقلاب 15 يوليو في تركيا. يضاف إلى ذلك توقيف رجل الاعمال التركي الايراني رضا زراب والاداري في مصرف "هالكبنك" (بنك الشعب) محمد هاكان اتيلا في الولايات المتحدة للاشتباه في خرقهما العقوبات المفروضة على ايران. وصرح الباحث في مركز المجلس الاطلسي للبحوث ارون ستاين لوكالة فرانس برس "أخشى ان يتحول اللقاء (بين اردوغان وترامب) الى سرد للشكاوى، من وحدات حماية الشعب الى رضا زراب، مرورا بمصرف هالكبنك". وفي ما عدا إهانة لانقرة جرى الإعلان عن تسليح المقاتلين الاكراد أثناء وجود قادة اركان الجيش والمخابرات الأتراك في واشنطن للتحضير لزيارة رئيسهم. وتدعم الولايات المتحدة "وحدات حماية الشعب" وتعتبرها الأقدر على التصدي ميدانيا لتنظيم الدولة الاسلامية وطرد الجهاديين من معقلهم السوري بالرقة. لكن تركيا لا ترى في تلك القوات الكردية السورية إلا امتدادا ل"حزب العمال الكردستاني" التركي الذي يخوض منذ 1984 حربا دامية ضد السلطة التركية، وصنفته انقره وحلفاؤها الغربيون "منظمة ارهابية". وناشد أردوغان الحكومة الأميركية العودة "بلا تأخير" عن "خطئها" معلنا أنه سيطرح هذه النقطة أثناء محادثاته وترامب. مغازلة ترامب أشار ستاين الى ان "اردوغان جازف بمصداقيته إلى حد كبير بمغازلته ترامب" وتابع "أتوقع أن يسعى اردوغان إلى إقناع ترامب بتغيير موقفه، لكنه على الارجح يدرك بنفسه ان ذلك لن يجدي". نتيجة التوتر الذي تفاقم أثناء رئاسة اوباما، فشلت تركيا والولايات المتحدة في بث الزخم في علاقاتهما التجارية. كما بلغت معاداة الاميركيين مستويات عليا في تركيا حيث ينشر الاعلام الحكومي دوريا نظريات مؤامرة واشنطن ضالعة فيها. في موازاة تدهور العلاقات مع الاميركيين تقربت تركيا من الروس، وبدأت تعاونا وثيقا معهم في الملف السوري انعكس على سبيل المثال في رعايتها اتفاق تهدئة في اواخر ديسمبر. واختصر الباحثان كمال كيريشدجي من مؤسسة بروكينغز للبحوث وأصلي آيدنطاشباش من المجلس الاوروبي للعلاقات الدولية في تقرير، وضع الشراكة التركية الاميركية التي كانت "مثالية" في الماضي، وأصبحت اليوم "مختلة وتصدر نتائج لا ترضي أيا من الطرفين".

مشاركة :