دبي -  يتطلع لبنان إلى أن يتجاوز قريبا الأزمة التي أثيرت مع دول الخليج العربي بسبب تصريحات وزير الإعلام جورج قرادحي حول الحرب في اليمن ودور التحالف الذي تقوده السعودية، لكن تحقيق ذلك منوط بشرط رئيسي يعتبر الأساس في التوتر الحاصل وهو سلوك حزب الله المدعوم من إيران. وأكد عن ذلك وزير خارجية البحرين عبداللطيف الزياني في حديثه خلال منتدى حوار المنامة للأمن المنعقد في البحرين والذي قال فيه إن  مستقبل العلاقات بين الطرفين يتوقف على ما إذا كان بإمكان "حزب الله" تغيير سلوكه. وقال الزياني إن على لبنان إثبات أن حزب الله يمكنه "تغيير سلوكه" لرأب الصدع مع دول الخليج العربي، مضيفا أن "المشكلة داخل لبنان، وليس بإمكاننا دعم هذه العملية ما لم يغير "حزب الله سلوكه"". ولفت وزير خارجية البحرين أن "الأمر تحد كبير للبنانيين حتى يراجعوا سياساتهم مع حزب الله ومحاولة إيجاد طرق لتطبيق القرارات على أرض الواقع"، مضيفا "رأينا حزب الله يهدد السعوديين". ويواجه لبنان أسوأ أزمة دبلوماسية مع دول الخليج جراء تصريحات أدلى بها وزير الإعلام اللبناني انتقد فيها التدخل الذي تقوده السعودية في اليمن. ودفعت هذه التصريحات السعودية والبحرين والكويت إلى طرد سفراء لبنان لديها واستدعاء سفرائها لديه. وبسبب القلق من تزايد نفوذ حزب الله، حجبت دول الخليج، المانح التقليدي للمساعدات إلى لبنان، دعمها لهذا البلد الذي يعاني من أزمة اقتصادية عميقة. وقال الزياني "يمكننا تقديم الدعم ومحاولة إيجاد حلول في المستقبل، لكن ذلك بعدما يتبين أن حزب الله يمكن أن يغير سلوكه". وذكرت السعودية أن الإجراءات التي اتخذتها ضد لبنان في الشهر الماضي، والتي تشمل حظرا على الواردات، لم تكن ردا على تصريحات الوزير فحسب وإنما لإبداء عدم الارتياح بشأن سيطرة حزب الله على السياسة في لبنان. كان وزير الإعلام اللبناني الجديد جورج قرداحي قد أدلى بتصريحات خلال مقابلة قبل انضمامه إلى الحكومة ويرفض الاعتذار عنها أو الاستقالة من منصبه. وعبر زعيم جماعة حزب الله عن دعمه له في الخلاف الدبلوماسي ورفض الدعوات المطالبة باستقالته.