ستبحثُ قمم ترامب في الرياض خططًاً عسكرية أمريكية متعددة لمجابهة إرهاب طهران في العديد من الدول التي تخترقها وتعتبر زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المقبلة للملكة العربية السعودية زيارة على قدر عالٍ من الأهمية، بل زيارة تاريخية بمعنى الكلمة وهناك أهدافً معلنة وأخرى سرية للزيارة والتي من المقرر أن يعقد فيها الرئيس ترامب قمة تاريخية مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وقمة أخرى مع زعماء عرب وخليجيين وقمة إسلامية موسعة .ويأتي توقيت الزيارة في وقت حرج للغاية، فهناك أوضاع متدهورة في سورية، بينما تتلاعب كل من موسكو وطهران بدمشق، وهناك عمليات تهجير طائفية وعنصرية وقد وصف بعض السوريين ذلك بأن إيران تعيد هندسة دمشق طائفيًا وعلى الهوى الفارسي الإيراني ، كما أن هناك أوضاعًا مضطربة في العراق، وميليشيات طائفية تمارس أدوارًا إجرامية بأعداد ضخمة تتخطى الـ 130 ألف مأجور ومرتزق ضمن ما يسمى بميليشيات الحشد الشعبي "ماعش" بالإضافة إلى مخططات فارسية إيرانية سافرة تخطط لاحتلال اليمن وجعله شوكة في ظهر السعودية والخليج العربي ونشر المذهب الطائفي في ربوع العالم العربي، والقيام بعملية احتلال وتمدد فارسية واسعةٍ بغيضة .في نفس الوقت هناك مخططات روسية، وبوتين الذي ظل لسنوات يتسول المعونات الاقتصادية من واشنطن، رجع ليمارس دورًا على حساب العالم العربي فلم يعُد له موطئ قدم إلا في سورية، ومن هناك يحاول التوغل عسكريًاً وسياسيًا وأمنيًا فجاءت الزيارة بأهداف سياسية وعسكرية على أجندة لقاءات الرياض وقد وضع الرئيس ترامب على أجندة زيارته التاريخية للمملكة العربية السعودية، ترميم العلاقات الأمريكية – العربية والإسلامية، خصوصًا وأنه كانت هناك شكوى عربية وإسلامية بأن إدارة أوباما السابقة أجرمت بحق المنطقة، ورفعت يدها تمامًا عما يدور فيها، فنتجت الأوضاع المزرية الحالية فباتت استعادة الدور الأمريكي الضخم في المنطقة العربية مطلوبًة أكثر من أي وقت مضى فالمنطقة تحيط بها مخططات إيرانية – روسية خبيثة .وقد أصبحت إدارة الرئيس ترامب مقتنعة تمامًا بأن طهران لن تخرج من سورية، ولن ترفع يدها عن العراق، ولن تقبل الهزيمة الساحقة المرة في اليمن، ولن تتنازل عن لبنان وميليشيات (حزب اللات !) العميلة فيه لذا فالحل الوحيد هو خنقها سياسيًا، وكشف مخططاتها وشل حركتها في الهيمنة والتوسع عبر عقوبات ضخمة وغير مسبوقة من جانب الولايات المتحدة والغرب والمجتمع الدولي ، أما على الجانب العسكري، فإن كافة التقديرات تشير إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية، ومن خلال قمة الرياض المقبلة ستتشاور مع السعودية ومع حلفائها من الدول الإسلامية لتوجيه ضربات عسكرية مختلفة إلى إيران فإيران موجودة في اليمن والعراق وسورية ومواجهتها لن تكون في دولة واحدة فقط .وجاء التخطيط للجولة، التي تبدأ بالمملكة العربية السعودية وإسرائيل والفاتيكان ثم بروكسل وصقلية، للمشاركة في اجتماعات حلف شمال الأطلسي (الناتو) وقمة مجموعة الدول الصناعية السبع أواخر مايو الجاري لتهدف إلى الإعلان عن "عهد جديد" في السياسة الخارجية الأمريكية وأثبت التخطيط للمحطة الأولى من جولة ترامب، وهي المملكة العربية السعودية، إن هذه الزيارة معدة بشكل محدد لدحض الانطباعات عن أن ترامب معاد للمسلمين، وذلك بعد بعض الأفعال التي أثارت العالم الإسلامي، مثل المرسوم التنفيذي بحظر دخول مواطنين من بعض الدول الإسلامية للولايات المتحدة، ودعوته خلال الحملة الانتخابية إلى منع دخول المسلمين وذلك مهم جدًا لأنه من الواضح أن الناس حاولوا رسم صورة بطريقة ما عن الرئيس ترامب ، بينما يريد ترامب حل نفس المشكلة التي يريد الكثير من قادة العالم الإسلامي حلها ، كما يأمل ترامب خلال جولته الأولى أن يعبّر عن ثقته في حلفاء أمريكا التقليديين فإدارة ترامب تُدركُ أن إدارة سلفه باراك أوباما تجاهلتهم بعد الاتفاق النووي مع إيران، وتجنب زيارة إسرائيل خلال رحلته الأولى للمنطقة عام 2009. عبدالله الهدلق
مشاركة :