رحيل تركي السديري... ملك الصحافة السعودية

  • 5/15/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

فقدت السعودية، أمس، الكاتب الصحافي السعودي تركي السديري، وبرحيله تفقد الساحة الإعلامية أحد أبرز فرسانها والأكثر شهرة في المشهد السعودي. توفي الكاتب الصحافي السعودي، تركي السديري، أمس، عن عمر ناهز 73 عاما. وإثر انتشار خبر وفاته، دشن المغردون السعوديون عبر موقع التواصل الاجتماعي، تويتر، هاشتاغاً بعنوان "تركي السديري"، الذي تصدر قائمة الأعلى تداولا عبر "تويتر". ونعى الراحل العديد من رجال الإعلام والفن والشخصيات العامة، إضافة إلى بعض المؤسسات المهنية. ولد تركي بن عبدالله السديري في عام 1945م بمدينة الغاط التابعة لمنطقة الرياض، وتلقى تعليمه بمدينة الرياض، وعمل رئيسا لتحرير جريدة الرياض. واشتهر السديري بلقب "ملك الصحافة"، بعدما أطلقها عليه العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وانتخب أول رئيس لاتحاد الصحافة الخليجية في عام 2005. قاد السديري صحيفة الرياض لعقود، وجعل منها إحدى أهم الصحف الخليجية والعربية، واشتهر بزاويته "لقاء" في الصفحة الثالثة من النسخة الورقية. ويعد الكاتب الراحل أحد أهم الصحافيين السعوديين والخليجيين، حيث اهتم بالشأن السياسي والاجتماعي، كما تميزت أفكاره بالاعتدال ودعم الرؤى المستنيرة. اتحاد الصحافة بدوره، نعى اتحاد الصحافة الخليجية وفاة عميد الصحافة السعودية الرئيس السابق لاتحاد الصحافة الخليجية وأحد مؤسسيه الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى بعد حياة حافلة بالعطاء والمثابرة والاجتهاد قضاها في خدمة الكلمة الحرة وفي التأسيس لصحافة نزيهة وقادرة على قيادة المجتمع الخليجي والارتقاء به. وقال البيان إن الوسط الصحافي والإعلامي الخليجي خسر برحيل السديري واحدا من الصحافيين المخضرمين، والذي يعد من أبرز القيادات الصحافية في المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون، وتتلمذ على يديه عشرات الصحافيين. كان الفقيد مثالا للأخلاق الحسنة وعرف بالتفاني والإتقان في أداء عمله منذ التحاقه ببلاط صاحبة الجلالة، وبرزت قدراته الأكبر بعد تسلمه إدارة تحرير صحيفة الرياض التي ظل يشغل فيها هذا المنصب حتى وقت قريب، كما أن للفقيد بصماته في تطوير الصحافة الخليجية من خلال ترؤسه اتحاد الصحافة الخليجية منذ تأسيسه في عام 2005 وحتى قبل شهور قليلة، عندما طلب إعفاءه لأسباب صحية، وبغية ضخ دماء جديدة في شرايين هذه المنظمة الخليجية. محطات مهمة حرص السديري في فترة مبكرة من حياته على تكريس وقته وجهده على قراءة مؤلفات توفيق الحكيم والمنفلوطي ويوسف السباعي ومحمود تيمور وعدد كبير من الروائيين العرب، للاستزادة من هذا النتاج الأدبي، ثم ذهب إلى الأدب الروسي الذي أبحر فيه، فقد قرأ لدستويفسكي وبوشكين وتشيخوف، كما اهتم بالروايات الفرنسية وبالأدب الأميركي خاصة الأدب الزنجي. وعقب مرحلة القراءة دشن مرحلة كتابة القصة القصيرة، وذلك لمتابعته لتطور الرواية العالمية وبالذات العربية. وكان لذلك الكم الهائل من الروايات العالمية دور مهم وفعال في صناعة تركي السديري الصحافي المثقف والكاتب اللامع، الذي انعكست ثقافته الأدبية على كتاباته الرياضية في "الجزيرة" و"اليمامة" و"الرياض"، التي تميزت بأسلوب فريد من نوعها، وبالتالي تفوقت على مقالات الكثيرين من الكتاب الرياضيين في ذلك الوقت. وبدأ بزوغ نجم السديري الذي نثر إبداعاته الأدبية والصحافية من خلال مقالاته في الصحف، ومع استمرار التألق أوجد لتركي السديري المصداقية التي جعلته مطلبا للإعلاميين والمهتمين للظفر بأقواله وتصريحاته وآرائه التي تلقى قبولا وحرصا من المتلقين على اختلافهم. تقلد السديري مناصب عدة في مؤسسة اليمامة الصحافية، ولم يكن طريقه لرئاسة تحرير جريدة الرياض سهلا بطبيعة الحال، فقد تدرج من محرر رياضي إلى منصب سكرتير المحليات، ومن ثم سكرتير للتحرير، وأخيرا عين رئيسا للتحرير واستمر في المنصب مدة 41 عاما. وقدم فنانون وإعلاميون كثر واجب العزاء بهذا المصاب، وكان من بينهم الفنان ناصر القصبي، قائلا: رحم الله أستاذنا الكبير تركي السديري، كانت صفحات "الرياض" الفنية طوال عهده تمتاز بالرصانة والجدية، وسيبقى اسمه خالدا في صحافتنا المحلية. وأشار الكاتب أحمد الواصل في تغريدة إلى أنه أستاذ الأجيال الصحافية... يقفل الباب شاهدا... لتركي السديري الرحمة، ولذويه لطف رب السماء.

مشاركة :