تعهد الرئيس الفرنسي الجديد ايمانويل ماكرون أمس الأحد بعملية إعادة بناء أوروبية وإعادة «الثقة» إلى الفرنسيين، في خطاب مؤثر ألقاه إثر تسلم مهامه الرئاسية من سلفه فرانسوا هولاند في قصر الاليزيه.وقال أصغر الرؤساء الفرنسيين سنا (39 عاماً) بجدية ان «الفرنسيين اختاروا الامل وروح المبادرة»، واعدا بعدم التخلي عن أي من الوعود التي قطعها خلال حملته، مؤكداً «إرادته الدائمة للمصالحة وتقريب المواقف».وتابع الرئيس الذي اختار برلين وجهة لأولى رحلاته الرئاسية إلى الخارج الاثنين، ان «أوروبا التي نحتاج إليها ستشهد إعادة تأسيس وإطلاق لأنها تحمينا». أضاف الرئيس الفرنسي مُطَمئنا «سنتحمل مسؤولياتنا كافة لتوفير الرد المناسب على الازمات المعاصرة الكبرى، سواء كانت الهجرة او التحدي المناخي او النزعات التسلطية أو تجاوزات الرأسمالية العالمية أو الإرهاب طبعاً».وأكد ان «الفرنسيات والفرنسيين الذين يعتبرون أنهم منسيون وسط هذه الحركة العالمية الواسعة النطاق يجب أن يشعروا بحماية أفضل». وأضاف ماكرون «لن نتنازل عن شيء توخيا للسهولة او التسوية. لن يضعف أي شيء تصميمي» متابعا «لم يعد بامكاننا الاختباء خلف تقاليد او عادات قد تكون بائدة أحيانا». كما انعكست ارادته في توحيد صف الفرنسيين في إشادته بأسلافه الرئاسيين كافة من اليمين واليسار، من الجنرال ديغول إلى فرانسوا هولاند «الريادي من خلال اتفاقية باريس للمناخ، الذي حمى الفرنسيين وسط عالم هزه الارهاب»، ثم نيكولا ساركوزي «الذي لم يدخر جهدا لحل الأزمة المالية».وبعد خطاب التنصيب، اعلن رئيس المجلس الدستوري لوران فابيوس في صالة الاليزيه حيث اقيمت مراسم تسليم السلطة، «في هذه اللحظة بالتحديد تتولون مهامكم»، معبرا عن تمنياته له «بتهدئة الغضب وتبديد الشكوك وتجسيد الامل».واختتمت 21 طلقة مدفعية مراسم الاليزيه، وغادر ماكرون على متن آلية عسكرية إلى جادة الشانزيليزيه، ملوحاً للفرنسيين الذين انتشروا على جانبي طريقه. وأنهى مساره إلى قوس النصر راجلاً، حيث وضع الزهور على نصب الجندي المجهول الذي اقيم تكريماً للجنود القتلى في الحرب العالمية الاولى، قبل ان يختلط بالحشود. وبعد تنصيبه رسميا أصبح ماكرون القائد الأعلى للقوات المسلحة الفرنسية، كما حصل على الشفرات النووية الخاصة بالبلاد. ويفترض ان يعين ماكرون بسرعة رئيسا للوزراء، اليوم الاثنين على الارجح بحسب ما أفاد مقربون منه، قبل تشكيل حكومة في أول الامتحانات لقدرته على المصالحة. وفي إشارة إلى رغبته احياء المحور الفرنسي الالماني، اختار الرئيس الذي سيتوجه إلى ألمانيا في أول رحلة له إلى الخارج الاثنين، سفير فرنسا الحالي في المانيا فيليب اتيان (61 عاما) مستشارا دبلوماسيا له.وأكد الرئيس المنتهية ولايته فرانسوا هولاند (62 عاماً) انه يسلم «فرنسا في وضع أفضل مما كانت عليه عندما تسلمها» هو من سلفه اليميني نيكولا ساركوزي في 2012. وغادر هولاند الاليزيه وسط تصفيق المدعوين وحشد تجمع أمام القصر الرئاسي، بعدما سلم السلطة إلى ماكرون الذي رافقه إلى سيارته.ورحب رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر بتنصيب ماكرون، مشيداً ب«فتح صفحة جديدة لفرنسا، وانطلاقة جديدة لأوروبا». وأدى فوز ماكرون في الدورة الثانية من الانتخابات إلى تغيير المشهد السياسي بعد حملة شهدت تطورات كبيرة ونتائج تاريخية سجلها اليمين المتطرف، والغياب التاريخي للحزبين التقليديين اليميني واليساري، اضافة إلى شروخ كبيرة في بلد منقسم بين الرابحين والخاسرين . (وكالات)
مشاركة :