القاهرة:عيد عبد الحليمد. سلمان كاصد، ناقد عراقي وأستاذ أكاديمي ورئيس مهرجان «المربد الشعري»، ورئيس اتحاد كتّاب «البصرة»، متخصص في فنون السرد، وله في ذلك مؤلفات متنوعة منها «صناعة السرد» و«عالم النص» و«الجذور والهوية» و«قصيدة النثر العربية».. كان «للخليج» الحوار التالي معه.* ترى أن الفن ضرورة في اللحظة الراهنة لمواجهة قوى التطرف، ما أهمية دور الفن في إعادة صياغة الحياة من جديد؟ وكيف؟ الوعي بأهمية الثقافة هو الذي يعيد تشكيل علاقتنا بالأشياء وبالفن والأدب، أنا الآن أرى أن هناك نهضة في جامعاتنا في دراسة الفن، هذه الفترة بالذات نواجه قوى ظلامية، سواء في مصر أو العراق أوغيرها من الدول العربية، لذا فعلينا أن نستعد بالقوى الثقافية لمواجهة هذه الأشياء. وبطبيعة الحال يبرز هنا دور المثقف في إيجاد الخطاب البديل والمقابل لللخطاب التعصبي العنفي الذي يصدر عن تلك الجماعات الظلامية التي لا تقبل بأي شكل من أشكال الحوار. * كتابك عن قصيدة النثر العربية يدرس باستفاضة هذه الظاهرة الفنية الأدبية من جوانب جديدة، ما منطلقاتك في تأليف هذا الكتاب؟ هذا إسهام بسيط، رأيت أن هذا الحقل لم يُدرس بشكل كبير، فكثير من النقاد انشغلوا بالنظريات ولم يقتربوا كثيراً من التحليل النقدي للنصوص، أنا اشتغلت على فكرة السرديات من خلال مجموعة من الأعمال الشعرية لشعراء من أجيال مختلفة، هذا الحقل الشعري بحاجة إلى كتابات أخرى لإضاءة المشهد.. وأنا عملت كثيراً على القضايا السردية، وبالتالي قلت لنفسي لماذا لا أعمل على السرديات الشعرية.* كيف رصدت أهم خصائص قصيدة النثر الموجودة في الشعر العربي؟ هناك المجاز واللازمنية والتزامنية، التي أشارت إليها «سوزان برنار»، هناك كذلك التكرار.. إن هذا الحقل النقدي للأسف لم يحرث بشكل جيد، معظم الكتابات الموجودة نقل عن نظريات غربية، ولا بد من وجود نظرية نقدية عربية في هذا الاتجاه. * أنت مغرم بالكتابة عن السرد، كيف ترى تضافر الفنون في اللحظة الراهنة، وما رأيك في تهميش القصة القصيرة؟ القصة القصيرة شكل أصيل من أشكال السرد العربي، وبالتالي هي شكل موجود، لا يمكن إلغاؤه هكذا ببساطة، ولا يجب التمييز بين الفنون السردية إلا في حدودها الوظيفية.. فنجيب محفوظ كان قاصاً كبيراً مثلما كان روائياً كبيراً، وختم حياته بالنص المفتوح مثل عمله «أحلام فترة النقاهة» وكان أيضاً محباً للشعر وعاشقاً له، ودائماً ما كان يستشهد به في أعماله.. وعندما سألوا طه حسين قالوا له: ماذا عن النثر؟ فأكد أنه أحد الفنون المهمة، وهو مع الشعر يمثلان عصب الذهنية العربية. * كيف ترى الحركة النقدية العربية الآن؟ هناك أصوات نقدية عربية جادة تعمل على تأكيد الخصوصية الثقافية العربية عبر أعمالها، مثل أعمال د. جابر عصفور ود. صلاح فضل ود. حاتم الصكر ود. عبدالسلام المسدي وغيرهم من أصحاب الجهود المتميزة، وهناك أجيال جديدة من النقاد الشباب والباحثين الذين يعملون على قراءة النصوص الأدبية قراءة واعية، تربط ما بين اللحظة الآنية وواقع المجتمعات العربية، وما بين الأطر النظرية النقدية الصالحة من التراث لمواكبة المتغيرات الحديثة، لكن هذه الحركة بحاجة إلى تكثيف نشاطها، نظراً لأن هناك طفرة نوعية في الحركة الأدبية بشكل عام، فهناك أسماء جديدة وأجيال متعاقبة في الشعر والرواية والقصة على مستوى الوطن العربي بحاجة إلى إضاءة لتجربتها من خلال دراسات نقدية جادة، وعلى الجامعات أن تعمل على الاقتراب من الحراك الثقافي العربي، لو تم ذلك فسوف ترى دراسات أكاديمية معمقة، ستغير بالتأكيد من رؤية المشهد كثيراً، وأعتقد أن هناك بوادر في هذا الاتجاه، من خلال مجموعة من الباحثين الجادين، والذين يملكون قدراً متميزاً من الرؤية والاكتشاف أيضاً.
مشاركة :