«البرشمة الإلكترونية» بدءاً بـ«سماعات البلوتوث» وانتهاءً بـ«سناب شات»...!

  • 5/15/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

< تبقى ظاهرة شيوع انحرافات استخدام التطبيقات الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي وتطويعها لخدمة الأهداف ظاهرة تستحق التأمل والعجب، وما يخفف منها وجود بعض الاستخدامات الإيجابية التي تقدمها بعض الأسماء التي تعرض محتوىً راقياً يضيف إلى ذائقة وروح المتابعين العلم والنور والجمال، ولكن يبقى في الجانب الآخر من يستغل هذه البرامج لعرض مزيج من السفاهة والصفاقة التي تتجاوز مفهوم الدور الحقيقي لهذه البرامج وتحويلها إلى ترهات أو وسيلة لإيصال محتواه أياً كان من دون حسيب أو رقيب، بهدف زيادة عدد المتابعين واستغلال المناسبات والمواسم لهذه الأهداف كمواسم «الاختبارات» على سبيل المثال. ويعد برنامج «سناب شات» أحد البرامج التي سهل من خلالها ترويج المخدرات واستعراض كل ما له علاقة بالتعاطي من تجمعات لمتعاطين أو طرق الحصول عليها لفترة، وها هو يظهر مرة أخرى مع دخول موسم الاختبارات كأحد أهم وسائل «الغش» و«البرشمة» في عرض طرق الغش الاحترافية لأهداف كثيرة لعل أهمها هو جذب أكبر عدد من المتابعين، وكان من بين أشهر وأحدث الطرق التي لجأ إليها الطلاب في الفترة السابقة، استخدام الطلاب نظارات ذكية لتثبيت الكاميرات، ومن ثم تصوير أسئلة الامتحان وإرسالها إلى زملائهم في أماكن أخرى، بانتظار تلقي الإجابات من خلال الساعات الذكية، كما ابتكر الطلبة وسائل أخرى مثل الغش من خلال الهواتف النقالة وخصوصاً الهواتف الذكية، كما يستخدم الطلبة هذه الأجهزة لسهولة تعاملها مع النصوص، وشاشتها الكبيرة التي تظهر الكلام بشكل واضح، إضافة إلى خدمة البلوتوث المتاحة، والبريد الإلكتروني. إذ كان الطالب المحترف في طرق الغش يعمل على ربط الهاتف النقال بسماعات البلوتوث الصغيرة، حتى يشكلان مع بعضهما ثنائياً فعالاً للغش، وهناك ما ظهر أخيراً من طرق غريبة للغش وهي نظارة طبية تحوي سماعة لاسلكية متناهية الصغر بلون الجلد، وفي منتصفها كاميرا فيديو لا يمكن رؤيتها إلا بصعوبة شديدة، وعند دخول الامتحان تنقل كاميرا الفيديو ما يقرأه مرتديها في ورقة الأسئلة، ليراها شخص آخر يكون خارج الامتحان عبر «لابتوب» أو هاتف نقال فيقوم بالبحث عن إجابة السؤال ثم يقوم بتلقينه عبر السماعة اللاسلكية، فيما يقوم بعض محترفي الغش بطباعة المواد الدراسية على أوراق يلصقونها على زجاجات المياه سواء العادية أو الغازية، ويلصقونها على الأحذية. وأكد استشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين جمال الطويرقي: «أن لجوء الطلاب للغش والتنويع في أساليبه ما هو إلا نتاج غياب عامل (التربية) ورغبة الطالب في التجاوز بأقل مجهود، وذلك يعود لقضية (الرعب) من الامتحانات التي لم تطوَ ولم تتغير منذ أكثر من 30 عاماً، وجعل الاختبار هو المقيّم الوحيد للطالب والدليل الأول على نجاحه وفشله، فيلجأ الطالب على ابتكار طرق غريبة وذكية أحياناً لتجاوز الاختبار وهي الطريقة الأسهل من بذل المجهود والمذاكرة». ويضيف الطويرقي أن غياب الحزم في «العقاب» هو ما يجعل فئة «الغشاشين» تزداد وتنمو لأنه لا يوجد عقوبة حازمة تجعل الطالب عبرة لغيره، فهذا أحد أهم أسباب انتشار الغش بالوسائل كافة.

مشاركة :