أعلن الاتحاد القطري لكرة القدم بالتعاون مع اللجنة العليا للمشاريع والإرث ومؤسسة أسباير زون أمس عن استضافة ملعب خليفة الدوليّ للمباراة النهائية لكأس الأمير. ويُدشن نهائي كأس سمو الأمير صفحة جديدة في تاريخ ملعب خليفة الدوليّ الذي تأسس عام 1976، وخضع لعملية تحديث بدأت في نوفمبر 2014 لتعديل مواصفات الملعب لتصبح متوافقة مع معايير ومتطلبات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) للملاعب المونديالية، وشملت بشكل رئيسي إضافة مدرج جديد للجمهور في الجناح الشرقي، وبناء سقف لتغطية الملعب، وإنشاء متحف رياضي، وذلك إلى جانب إضافة تقنية التبريد المبتكرة والتي ستضمن توفير أجواء مثالية للاعبين والمشجعين على مدار العام. وقد تضمنت عملية تحديث ملعب خليفة الدوليّ -التي عمل فيها حوالي 5800 عامل- توفير تغطية كاملة للمدرجات وزيادة عدد مقاعد الجماهير، خصوصاً من الناحية الشرقية لتتوافق مع متطلبات الاتحاد الدولي لكرة القدم، كما تم تغيير غرفتين من غرف الملابس وإضافة 61 جناحاً للضيافة في القسم الشرقي، وتحديث أجنحة كبار الزوار بالقسم الغربي، وإعادة تأهيل غرفة التحكم والاستوديوهات التلفزيونية، إلى جانب تغيير بعض أقسام الواجهات الخارجية. كما تم إنشاء متحف رياضيّ سيضمّ مقتنيات رياضية تاريخية ومعارض تفاعلية حديثة تعرض تاريخ الرياضة في قطر، وتعكس العلاقة التي تربط قطر بالرياضة العالمية. وسيتمّ الإعلان عن هذا المتحف قريباً بالتعاون مع متاحف قطر بإذن الله. كما تمّ تزويد ملعب خليفة الدوليّ بتقنية التبريد المبتكرة التي ستضمن توفير ظروف لعب متساوية وأجواء مريحة للاعبين والجماهير على حدٍّ سواء على مدار العام. وقد تولت مؤسسة «أسباير زون» مسؤولية الإشراف على المشروع، فيما تولت شركة دار الهندسة مسؤولية التصميم وشركة بروجاكس مسؤولية إدارة المشروع، أما الأعمال التنفيذية فقد أُسندت إلى تحالف يضمّ شركتي «مدماك» و «سيكس كونستراكت» التابعة لمجموعة «بي سيكس» البلجيكية، وذلك بالإضافة لحوالي 220 مقاولاً فرعياً ومزود خدمات عملوا في الملعب على مدى السنوات الثلاث الماضية أكثر من %90 منهم شركات قطرية، وبينها شركات ألمانية وبرتغالية وإماراتية ولبنانية وغيرها. وسيتصل ملعب خليفة الدوليّ بوسائل النقل العام من خلال شبكة الطرق الحديثة، بالإضافة إلى محطتين للمترو سيتم إنشاؤهما في محيط الملعب لضمان وصول الجماهير إليه بسهولة ويسر. كما سيتمكن المشجعون من الوصول إلى الفنادق ومراكز التسوق المحيطة بملعب خليفة الدوليّ مشياً على الأقدام؛ نظراً لقصر المسافة التي تفصله عنها. وكان ملعب خليفة الدوليّ قد حصل على شهادة التصنيف ذات الأربع نجوم بحسب «نظام تقييم معايير الاستدامة العالمي» الذي تشرف عليه «المنظمة الخليجية للبحث والتطوير»، ليُصبح بذلك من أفضل الملاعب في المنطقة من ناحية التصميم المستدام. يُذكر أن «نظام تقييم الاستدامة العالمي» هو نظام طورته المنظمة الخليجية للبحث والتطوير، وأدخلته اللجنة العليا للمشاريع والإرث في أنظمتها المعتمدة لمعايير البناء، وبات اليوم نظام تقييم معتمد من قِبَل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لإصدار شهادات للمباني الخضراء، وأخذ النظام بعين الاعتبار المعايير العالمية للأبنية الخضراء، مع تكييفها بما يتناسب مع المناخ والطابع المعماري لدول مجلس التعاون الخليجي. رئيس اتحاد الكرة: سعداء بعودة الملعب في تعليقه على تدشين ملعب خليفة الدولي، قال سعادة الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني -رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم-: «نحن سعداء بعودة ملعب خليفة الدولي لاستضافة منافسات الكرة القطرية، فهذا الملعب الذي يحتضن مقر المنتخب الوطني، ولطالما كان شاهداً على أبرز محطات ومنجزات الكرة القطرية، وها هو اليوم يعود بحلة أبهى وأكثر تطوراً، ليستضيف حدثاً رياضياً يحمل اسماً غالياً يجعله الأقرب إلى قلوب القطريين، وأي مناسبة أجدر أن يستضيفها ملعب خليفة الدولي بعد تحديثه من أغلى الكؤوس، التي يشرفها حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى بحضوره الكريم في كل عام، ونحن نتطلع بعد هذه المناسبة بإذن الله لكتابة التاريخ الخليجي من جديد، مع استضافة ملعب خليفة الدولي للمباراة الافتتاحية والنهائية للنسخة القادمة من كأس الخليج في ديسمبر القادم». الذوادي: تأكيد لالتزامنا قال سعادة حسن الذوادي -أمين عام اللجنة العليا للمشاريع والإرث-: «نشهد اليوم المحطة الأولى في طريق إنجاز ملاعب بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022، ونحن فخورون بعملنا إلى جانب مؤسسة أسباير، وسائر شركائنا لإنجاز عملية تحديث ملعب خليفة الدوليّ، كما أننا سعداء باستضافة الملعب للمباراة النهائيّة لكأس سموّ الأمير، والتي تأتي كتتويج لجهود العاملين في الملعب على مدى السنوات الماضية، خاصة مع تشريف حضرة صاحب السموّ أمير البلاد المفدى للمناسبة الأولى التي يستضيفها الملعب بعد إنجازه». مضيفاً: «إن إنجاز مشروع تحديث ملعب خليفة الدوليّ على بُعدِ خمس سنوات من استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 يؤكد على التزام دولة قطر، وسعيها الحثيث لتنظيم بطولة تاريخية في المرة الأولى التي تستضيف فيها المنطقة هذا الحدث العالميّ، وفي الوقت الذي يحتفل به جمهور كرة القدم في قطر بإنجاز ملعب خليفة الدولي، تواصل فرق العمل في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، وسائر المؤسسات الشريكة عملها لإنجاز مشاريع الملاعب، والطرق السريعة، ومحطات المترو ؛ لضمان أن تكون جميعها جاهزةً على أكمل وجه لاستقبال ضيوف دولة قطر بعد خمس سنواتٍ من الآن». الكواري: قلب نابض لأسباير زون قال السيد هلال جهام الكواري -رئيس المكتب الفني في اللجنة العليا للمشاريع والإرث-: «قد حرصنا خلال عملنا في ملعب خليفة الدولي على الحفاظ على روح الملعب، وتصميمه الأصلي، لما يحمله هذا الملعب من رمزية ومكانة في قلوب القطريين، ونحن سعداء بعودته اليوم كقلب نابض لأسباير زون، ومركز لاستضافة الفعاليات الرياضية، وأود بهذه المناسبة أن أتوجه بالشكر إلى فرق العمل، وإلى جميع شركائنا من المؤسسات الحكومية، ومن القطاع الخاص، والذين عملوا جنباً إلى جنب لإنجاز مشروع تحديث ملعب خليفة». الجمال: كل الملاعب ستكون جاهزة في 2021 أوضح المهندس ياسر الجمال، نائب رئيس المكتب الفني في اللجنة العليا للمشاريع والإرث: «يعد ملعب خليفة الدولي أول ملاعب كأس العالم التي يتم إنجازها، ولا يزال العمل جارياً في سائر الملاعب، إذ بدأت أعمال المقاول الرئيسي في 5 ملاعب أخرى، وأنهينا تصميم 7 من الملاعب المرشحة لاستضافة البطولة، ومن المخطط أن تكون كافة ملاعب البطولة جاهزة بإذن الله بحلول عام 2021». «هذه التقنيات لن تكون الإضافة الوحيدة التي ستضمن للجمهور تجربة مميزة خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، إذ ستكون أولى البطولات متقاربة المدن في تاريخ كأس العالم، ولن تحتاج الفرق ولا الجماهير للسفر من مدينة لأخرى للمشاركة في المباريات أو حضورها، إذ ستضمن شبكة النقل العام الحديثة -التي تعكف قطر على إنشائها- وصول الجماهير إلى الملاعب من مختلف مناطق إقامتهم، في زمن لا يزيد على ساعة واحدة كحد أعلى». المهندي: نشعر اليوم بالفخر قال المهندس منصور المهندي -مدير مشروع ملعب خليفة الدولي في مؤسسة أسباير-: «نشعر اليوم بالفخر ونحن نُعلن عن إنجاز مشروع تحديث ملعب خليفة الدوليّ، ليس فقط لكونه أول ملاعب بطولة كأس العالم لكرة القدم التي يتم إنجازها، بل أيضاً لما يحمله هذا الملعب من مكانة في قلوب القطريين، وقد حرصنا طوال مراحل العمل على إنجاز كافة تفاصيل الملعب وفق أعلى المواصفات، وعملنا على استخدام أحدث التقنيات التي تضمن تجربة مميزة للمشجعين واللاعبين، واليوم يُعدّ ملعب خليفة الدولي أول ملعب في المنطقة يتم تزويده كاملاً بالإضاءة بتقنية LED والتي تُمكّنه من استضافة الفعاليات الرياضية، وغير الرياضية لما تتمتع به من مرونة، وسرعة في الإطفاء، والإضاءة بشكل يُحاكي المسارح، والمنشآت الترفيهية، وهو بذلك يُماثل ملاعب عالمية كملعب أليانز أرينا في ألمانيا، وملعب ستامفورد بريدج في بريطانيا، ولا يفوتني هنا أن أذكر أن ملعب خليفة الدولي بات الآن يحمل الرقم القياسي العالميّ في سرعة فرش الأرضية العشبية، وذلك في وقت لم يتجاوز 13 ساعة، ونصف في حين يبلغ المعدل الأوروبيّ 18 ساعة». تكريس مفهوم الاستدامة يهدف مشروع تجديد ملعب خليفة الدولي في جزء منه للاستفادة من التقنيات الصديقة للبيئة التي ازدهرت في الأعوام الأخيرة، ولضمان أن تنجح قطر في تحقيق هدفها باستضافة بطولة كأس عالم صديقة للبيئة يطمح القائمون على ملعب خليفة الدولي في الحصول على شهادة نظام تقييم الاستدامة العالمي (GSAS). وتأكيداً على التزام قطر نحو الاستدامة سيكون بإمكان المشجعين الوصول إلى الملعب باستخدام شبكة المترو الجديدة التي يجري بناؤها حالياً. وستسهم محطة مترو المدينة الرياضية التي ستقام قرب ملعب خليفة في خفض الانبعاثات الكربونية الناجمة عن تنظيم البطولة. «خليفة الدولي» يحصل على تصنيف 4 نجوم حصل تصميم ملعب خليفة الدولي، الذي خضع لعملية تجديد وإعادة بناء شاملة، على استيفاء معايير الاستدامة المطلوبة، حيث نال ملعب خليفة الدولي، أحد الملاعب المرشحة لاستضافة مباريات بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022، شهادة التصنيف الأولية ذات الـ4 نجوم بحسب «نظام تقييم معايير الاستدامة العالمي»، الذي تشرف عليه «المنظمة الخليجية للبحث والتطوير». عملية تجديد وإعادة بناء ملعب خليفة الدولي تروم جعله ملعباً أكثر استدامة، بالإضافة إلى ذلك، ستكون الفرصة متاحة أمام الجماهير للوصول إلى الملعب باستخدام وسائل نقل أكثر استدامة، من خلال سهولة استخدام شبكات النقل التي ستكون متاحة، ومن ضمنها محطات مترو الدوحة القريبة. نظام متطور للتبريد والإنارة يتسع الملعب لأكثر من 40 ألف متفرج، وسيكون مبرداً بالكامل، بما في ذلك الملعب، وجميع المقاعد والممرات، ويضيف المهندس منصور: «عندما أجرينا تحليلات الظل، وجدنا أن جزءاً من الجانب الجنوبي من الملعب سيحجب عنه ضوء الشمس في حال استخدمنا مادة PTFE فقط، ولذلك استخدمنا مادة ETFE الأكثر شفافية، لأنها تسمح بمرور أكثر من %80 من ضوء الشمس إلى أرض الملعب». وقد انتهت الشركة من تغطية الملعب بالكساء الخارجي، وتزويده بشاشات تستخدم تقنية الدايودات الباعثة للضوء (LED)، كما يتم تركيب شاشات LED في مدخل «3-2-1 متحف قطر الأولمبي والرياضي»، الذي سيكون جزءاً من الملعب المجدد، بينما تواصلت عمليات الإكساء في جميع أنحاء الموقع، الذي تقدم العمل فيه بوتيرة جيدة طيلة الفترة الماضية. ويخضع هذا الملعب العريق، المرشح لاستضافة المباريات حتى الدور ربع النهائي في بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022، لعملية تجديد شاملة، لتلبية متطلبات ومعايير الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الخاصة بالملاعب التي تجري فيها مباريات كأس العالم. عبق من تاريخ الرياضة القطرية يعتبر ملعب خليفة من أهم المنشآت التي تم بناؤها في سبعينيات القرن الماضي، حيث أنشئ هذا الملعب عام 1976، وما زال يستضيف الكثير من البطولات التي لا تعد ولا تحصى، وهو عبق من تاريخ الرياضة القطرية في عهد صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لن تنساه الأجيال المتعاقبة عليه، وكان الملعب هو الانطلاقة الحقيقية للرياضة القطرية، وكانت أهم الأحداث التي أقيمت عليه دورة الألعاب الآسيوية وكأس آسيا والمباريات الدولية الكبرى، وأيضاً بطولة الخليج الرابعة التي أقيمت في أواخر مارس إلى منتصف أبريل، وشهد هذا الملعب وهذا التاريخ مشاركة العراق لأول مرة، وأيضاً أول مرة أقيمت عليه دورة الخليج، التي ما زالت إلى الآن تقام بعد قرار تاريخي من أصحاب السمو الرؤساء والملوك والسلطان، وأقيمت هذه الدورة من دور واحد فاز بها منتخب الكويت بقيادة المخضرم جاسم يعقوب. وكان هو البداية الحقيقية لانطلاق كرة القدم القطرية لما يحتويه الملعب من مرافق وغرف وقاعات مؤتمرات، إضافة إلى مواقف السيارات. ويتميز الملعب بقربة من مدينة الدوحة، وبسعته الكبيرة التي تتجاوز 40 ألف شخص، وهي الميزة التي جعلت الجماهير تزحف للحضور في أي من البطولات التي ذكرناها آنفا. ولم يقتصر ملعب خليفة على البطولات الكبرى فقط، بل تعداها إلى أن تقام عليها مباريات الدوري وبالتحديد المباريات الكبيرة، التي صقلت مواهب اللاعبين القطريين، لما وجدوه من مكان كامل يستطيع فيه اللاعب أن يؤدي واجبه في الملعب على أكمل وجه، ويكتسب خبرة اللعب على المباريات الكبيرة أمام الجماهير الغفيرة.;
مشاركة :