أكد المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا الاثنين للصحافيين أن محادثات (جنيف 6) ستكون مختلفة عن سابقاتها بحضور جميع الوفود، مشيرا إلى أن المحادثات بين الأطراف ستتم مجددا بشكل غير مباشر. وقال المبعوث الأممي من مقر الأمم المتحدة في جنيف إن وفد النظام السوري برئاسة بشار الجعفري، مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك، وصل إلى جنيف استعدادا لبدء المفوضات يوم غد. هذه التصريحات تأتي قبل يوم من انطلاق جولة جديدة من مفاوضات السلام حول سوريا في جنيف بالتزامن مع إخفاق جديد لفصائل المعارضة على الصعيد الميداني، تمثل بإجلاء مقاتليها من ثلاثة أحياء في العاصمة دمشق. ديمستورا أشار إلى وجود اجتماعات وصفها بالهامة في عواصم دولية، وسيكون لها تأثير على سير المفاوضات في جنيف، دون إعطاء المزيد من التفاصيل.محادثات جنيف وأستانا مساران لحلّ للنزاع السوري بعد ست سنوات من الحرب التي تسببت بمقتل مئات الآلاف تستمر الجهود السياسية لتسوية النزاع السوري حالياً في سياق مسارين. الأول انطلق في العام 2014 بمدينة جنيف السويسرية، برعاية من الأمم المتحدة، وتمثل بمفاوضات غير مباشرة بين طرفي النزاع، لم تسفر عن تقدم يذكر بحسب المراقبين. فيما شهدت عاصمة كازاخستان أستانا انطلاق جولات محادثات موازية نهاية العام الماضي، اختصت بالشأن الميداني، برعاية من روسيا وإيران حليفتي الرئيس السوري بشار الأسد، وتركيا الداعمة للمعارضة. محادثات أستانا التي تلقي فيها روسيا بثقلها تشهد زخما أكبر، خصوصاً بعد توقيع مذكرة في الرابع من الشهر الحالي، تقضي بإنشاء مناطق “تخفيف التصعيد” في جبهات خاضعة للمعارضة في سوريا. وبحسب دي ميستورا، فإن محادثات أستانا الأخيرة أثمرت “بعض النتائج التي نجدها واعدة للغاية ونرغب قدر الإمكان بربط هذه النتائج بآفاق سياسية” في جنيف.النظام السوري يشارف على استعادة دمشق كاملة العاصمة دمشق، والتي لا يشملها اتفاق مناطق “تخفيض التصعيد“، شهدت تقدما كبيرا للحكومة السورية، من خلال تنفيذ اتفاقات إخلاء ثلاثة أحياء كانت لسنوات طويلة معاقل مهمة للمعارضة لتقترب بذلك من السيطرة شبه الكاملة على العاصمة للمرة الأولى منذ العام 2012. حيث يرى مراقبون أن إخلاء حيّي القابون وبرزة قد يمهد إلى سيطرة النظام على أنفاق المعارضة وبتالي إطباق الخناق على المناطق المتبقية لبعض الفصائل في الغوطة الشرقية على أطراف العاصمة. ماذا حققت مفاوضات جنيف على مدى ثلاثة أعوام؟ جولات مفاوضات السلام السابقة في جنيف فشلت في تحقيق نتائج ملموسة. ففي الجولة الأخيرة في آذار/ مارس، بدأت أطراف النزاع مناقشة ماعرف بـ “السلال الأربع” التي يتألف منها جدول الأعمال وهي الحكم والدستور والانتخابات ومكافحة الإرهاب. لكن المفاوضات تجري بين كل طرف ودي ميستورا، لا في لقاءات مشتركة. ويتمسك وفد المعارضة بمطلب رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة في المرحلة الانتقالية، الأمر الذي ترفضه دمشق بالمطلق وتعتبره غير قابل للنقاش أصلاً. ويرى مراقبون أن تشبث كل طرف بموقفه يجعل المفاوضات تدور في حلقة مفرغة، وأن التطور الوحيد الممكن على مستوى الأزمة السورية يتم من خلال التطورات العسكرية على الأرض. الرئيس السوري بشار الأسد اعتبر في مقابلة مع قناة “او ان تي” البيلاروسية أن مفاوضات جنيف “مجرد لقاء إعلامي“، مضيفا “لا يوجد أي شيء حقيقي في كل لقاءات جنيف السابقة، ولا 0,1 بالمليون، حتى هذا الرقم غير موجود”. وفي ما يتعلق بمحادثات استانا، قال الاسد “الوضع مختلف.. تلك المحادثات بدأت تعطي نتائج من خلال أكثر من محاولة لوقف إطلاق النار، آخرها ما سمي مناطق تخفيف التصعيد أو تخفيف الأعمال القتالية”. واتسمت الجهود الدبلوماسية لتسوية النزاع السوري في الاشهر الاخيرة بغياب تام للدور الاميركي في عهد الرئيس دونالد ترامب.
مشاركة :