في محاولة لجذب الناس إليها وعدم اقتصاد وجودهم فيها على أوقات الصلاة فقط، وقعت رئاسة هيئة الشؤون الدينية ووزارة البيئة والتخطيط العمراني التركية اتفاقية تهدف إلى تقسيم المساجد إلى مجموعات بحسب مواقعها بهدف إحياء دورها بشكل أكبر في المجتمع.وقال مفتي إسطنبول حسن كامل يلماظ إن التعديلات التي سيتم إجراؤها ستقسم المساجد إلى فئات بحسب الموقع الجغرافي، حيث سيتم تصنيف المساجد إلى مساجد الأحياء ومساجد الأسواق ومساجد الميادين، ومساجد التجمعات السكنية وغيرها وكل مسجد سيحتوي على معايير يجب توافرها فيه وأماكن خاصة بكل فئة من الفئات كالرجال والنساء والأطفال.وأوضح يلماظ خلال المؤتمر الدولي الثامن لموظفي الشؤون الدينية الذي عقد أمس في إسطنبول أن المساجد لن تصبح مكانا للصلاة فقط بل ستضم أيضاً أماكن يمكن للمواطنين الالتقاء والجلوس فيها ومكتبات للقراءة وستصبح المساجد أماكن يمكن للمواطن الذي يشعر بالضيق من كثرة الجلوس بين الجدران الخرسانية بالأبنية والشقق أن يذهب إليها ويلتقي أقرانه في جو مختلف لممارسة نشاط نافع كالقراءة أو غيرها من الهوايات التي تتفق وروح المساجد ودورها.ولفت إلى أن علاقة المواطنين بالمساجد تراجعت بصورة كبيرة وأصبحت تقتصر على الذهاب إليها لأداء الصلاة فقط كما قل عدد النساء اللاتي يذهبن إلى المسجد بصورة كبيرة والتغييرات الجديدة ستجعل علاقة المواطنين بالمساجد أقوى مما هي عليه اليوم.ويوجد عدد من المساجد الكبيرة في العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول يوفر أنشطة متنوعة للمواطنين على هامش وجودهم لأداء الصلاة، حيث توجد مكتبات ومعارض للكتب يمكن قضاء وقت أطول فيها.وتضم مدينة إسطنبول وحدها مئات المساجد التاريخية، تحوي كثيرا من الأنشطة الاجتماعية فضلا عن قيمتها التاريخية منها مسجد أبي أيوب الأنصاري، حيث عسكر المسلمون أثناء فتح إسطنبول عند ما يعرف بقبر الصحابي أبي أيوب الأنصاري الذي توفي أثناء محاولة المسلمين الأولى لفتح القسطنطينية.وبعد بناء المسجد كان يستقبل مراسم تتويج السلاطين العثمانيين، حيث يدخلون ليتم تتويجهم كسلاطين وخلفاء في احتفال ديني، وينتظرهم سفراء الدول الغربية خارج باحة المسجد باعتبار المسجد أرضاً مقدسة لا يجوز أن يدخلها غير المسلمين.وحول المسجد يوجد كثير من المحال التجارية المتخصصة في بيع المشغولات الإسلامية والسبح والعطور والبخور وغيرها، فضلا عن أماكن الجلوس وخلفه تقع هضبة «بيير لوتي» الشهيرة التي تعتبر مقبرة قديمة أيضاً، فمنذ فتح القسطنطينية بدأت كمقبرة للجنود المسلمين في محاولات الفتح المختلفة، وانتهت كمقبرة للوزراء والأدباء والقادة والكتاب، ولا تزال تعتبر مقبرة حتى الآن بالنسبة للأرستقراطيين الأتراك لكن الهضبة أصبحت مزارا سياحيا جاذبا بحكم موقعها وإطلالتها على خليج القرن الذهبي في إسطنبول ويتم الوصول إليها بالتلفريك أو بالسيارة.وهناك مسجد السلطان أحمد أو الجامع الأزرق وهو من أهم المساجد التي يقصدها الأتراك والسياح على حد سواء واشتهر باسم الجامع الأزرق؛ بسبب التصميم الداخلي الذي غلب عليه اللون الأزرق وحول المسجد ساحة واسعة للجلوس ومزود بمكتبة وبه أيضا متحف عثماني يعكس نمط الحياة في عهد الدولة العثمانية.ويعد جامع الفاتح نقطة جذب كبيرة للأتراك والسياح أيضا ويقع في قلب منطقة الفاتح، ويضم قبر السلطان محمد الفاتح، وبجواره المباني القديمة التي كانت خدمية؛ كالجامعة والمدرسة، التي أغلقت مباشرة بعد إنهاء الخلافة العثمانية ويعتبر تحفة معمارية ورمزا لمنطقة الفاتح الإسلامية. وهناك أيضا جامع السليمانية الذي بناه المهندس التركي الأشهر المعمار سنان، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى السلطان سليمان القانوني.ويعد جامع السلطان بايزيد مجمعا خدميا عملاقا، به مؤسسات خدمية وأوقاف تعليمية وطبية ملحقة وعمل بهذا في خدمة أهالي إسطنبول وطلاب العلم حتى فترة انتهاء الخلافة العثمانية.
مشاركة :