أعلنت السلطات التركية أن "مسجد آيا صوفيا" سيبقى مفتوحاً للزوار خارج ساعات الصلاة، في خطوة قد تهدف إلى تخفيف الانتقادات الدولية لتحويل المتحف السابق إلى مسجد. وأكد أردوغان أنهم "سيحافظون على تراث آيا صوفيا الثقافي". أعلنت تركيا أن آيا صوفيا ستكون مفتوحة للزوار خارج أوقات الصلاة. قالت هيئة الشؤون الدينية في تركيا الثلاثاء (14 تموز/ يوليو 2020) إن "مسجد آيا صوفيا" سيبقى مفتوحاً أمام الزوار خارج ساعات الصلاة التي سيتم خلالها تغطية الأيقونات المسيحية في الكاتدرائية السابقة. ووافق مجلس الدولة، أعلى محكمة إدارية في تركيا، الجمعة بطلب من عدة جمعيات على إبطال قرار حكومي يعود للعام 1934 ينص على اعتبار الموقع متحفاً. وفور صدور القرار، أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان تحويل المتحف إلى مسجد، على أن تُفتح أمام المسلمين للصلاة فيها في 24 تموز/ يوليو. وأكدت الهيئة التركية للشؤون الدينية في بيان الثلاثاء أن الرموز المسيحية في الكنيسة السابقة "لا تشكل عقبة أمام أداء الصلاة". وأضاف البيان أنه "سيتم إخفاء الأيقونات المسيحية بالستائر والسبل الأخرى المناسبة". وأشار الاعلام التركي إلى إمكان حجب الأيقونات لدى إقامة الصلوات الخمس اليومية من خلال وسائل تقنية لتخفيف الإضاءة عليها. وتابع بيان هيئة الشؤون الدينية: "لا عقبة من الناحية الدينية لفتح آيا صوفيا أمام الزوار خارج ساعات الصلاة". وآيا صوفيا تحفة معمارية شيدها البيزنطيون في القرن السادس وكانوا يتوّجون أباطرتهم فيها. وقد أدرجت على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو)، وتعد واحدة من أهم الوجهات السياحية في إسطنبول. واستقبلت العام الماضي 3,8 ملايين زائر. واعتباراً من 24 من الجاري سيكون الدخول إليها مجانياً. وبعد استيلاء العثمانيين على القسطنطينية في 1453، تم تحويلها إلى مسجد في العام نفسه ثم إلى متحف في 1935 بقرار من رئيس الجمهورية التركية الفتية حينذاك مصطفى كمال أتاتورك بهدف "إهدائها إلى الإنسانية". وأثار قرار تحويل المتحف إلى مسجد انتقادات في الخارج خصوصاً من اليونان،وأعرب البابا فرنسيس عن "حزنه العميق" لهذا القرار. غير أن أردوغان جدد الثلاثاء رفضه هذه الانتقادات مؤكداً أن آيا صوفيا "تم تحويلها من متحف وليس كنيسة، إلى مسجد"، وأضاف: "سنحافظ على تراث آيا صوفيا الثقافي كما فعل أسلافنا". لكن أثينا انتقدت مجدداً قرار تركيا بتحويل آيا صوفيا في إسطنبول إلى مسجد ووصفته بأنه "غير ضروري وتافه". وقال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس: "اختارت تركيا بهذا الفعل الرجعي قطع الروابط مع العالم الغربي وقيمه"، وأضاف: "في مواجهة هذه البادرة غير الضرورية والتافهة من تركيا، تبحث اليونان الرد على جميع المستويات" في إشارة إلى آيا صوفيا. وتابع ميتسوتاكيس: "يجب على أوروبا مرة واحدة وإلى الأبد صياغة قائمة محددة من الإجراءات والعقوبات على بلد يسعى لإثارة المشاكل الإقليمية ويتحول إلى تهديد لاستقرار منطقة جنوب شرق البحر المتوسط بأكملها"، حسب قوله. م.ع.ح/ص.ش (أ ف ب)
مشاركة :