القاهرة: «الخليج» رفض الأزهر الشريف، أمس، البيان الصادر من الجهاز الإعلامي التابع لتنظيم «داعش» الإرهابي، الذي اتهم أهل مصر بالكفر والخروج من الملة، واستحل دماءهم وأموالهم في سبيل ما يسمى دولة الخلافة.وقالت مشيخة الأزهر، في بيان أمس، إنه من أعجب العجب عدم الاعتبار بالفتن المحيطة بنا ومن حولنا، وكيف ضاعت أوطان بلا ذنب ارتكبته الأمم والشعوب، مؤكدة أن أفظع شيء وأشنعه أن تكون الدعوة إلى إسالة الدماء، واستباحة الأعراض، وإخراج المسلمين بشكل جماعي من الملة، بل الأفظع من ذلك أن يدعى أن ذلك سبيل إلى الدعوة إلى الإسلام، ما يخالف النصوص الشرعية في الدعوة بالحسنى وحرية العقائد. وأدان الأزهر، الخطوات الإجرامية التي دعا إليها هذا التنظيم الإرهابي، مؤكدا أنها تمثل الباطل بعينه، حيث يستهدف أمتنا الغالية، بأعمال نكاية وإجهاد وتخريب وتدمير وترويع وإفساد باسم الدين والجهاد، بدلاً من الإعمار والبناء والاستقرار والتنمية، التي هي مقاصد نبيلة دينية ووطنية وإنسانية، مع أن التاريخ والواقع يؤكد أن مصر هي قلب العالم الإسلامي والعربي النابض، وقد شاع ذكرها في القرآن الكريم وهي مرتبطة بقصص كثير من الأنبياء.وأشار الأزهر إلى أن جيش مصر العظيم كان على مر التاريخ، ولايزال يحمي البلاد من كيد الأعداء، ويخدم الوطن دوماً، وكذلك الشرطة، التي أمَّنت الناس في بيوتهم، وصانت أعراضهم وأموالهم ودماءهم، مؤكداً أن دعوة الأعداء لمهاجمة الأوطان بدعوى إثارة المسلمين للجهاد خيانة عظمى للأديان والأوطان، التي جعل الله حبها من الإيمان، كما أن الحكم بالردة ليس شأن الأفراد، وإنما شأن ولي الأمر أو من ينيبه من قاض وغيره، على أساس جرأة من يحكم بردته على إنكار معلوم من الدين بالضرورة وإصراره عليه، وإلا صارت حياة الناس فوضى، وسالت الدماء دون انقطاع، كما أن شيوع الفاحشة في مجتمع ما لا يمكن أن يكون أبداً سبباً في الحكم بالردة أو تكفير مرتكب الفاحشة، فلقد ارتكب بعض المسلمين الفاحشة في العهد النبوي، وطبق عليهم الحد بأمر الحاكم، ولم يحكم عليهم بالكفر بسبب ذلك.ومن جانب آخر، أكد د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن 5 آلاف طالب وطالبة من القارة الإفريقية يدرسون في الأزهر، من بينهم ألفا طالب يقدم الأزهر لهم منحًا دراسية كاملة، مشيرا، خلال لقائه مساء أمس الأول، وفد الإعلاميات الإفريقيات، الذي يزور مصر حاليا، إلى أن الأزهر لديه 16 معهدًا أزهريًّا في إفريقيا، كما يرسل العديد من القوافل الطبية والإغاثية إلى الدول الإفريقية، حيث قام أطباء الأزهر بتوقيع الكشف على أكثر من 25 ألف حالة، وأجروا قرابة 700 عملية جراحية، ضمن هذه القوافل.وأضاف الطيب أن الأزهر صمم برنامجًا لتدريب الأئمة والوعاظ الأفارقة على مواجهة الفكر المتطرف، والتحديات المختلفة، التي تعيشها مجتمعاتهم، مضيفًا أن الأزهر الشريف لا يألو جهدًا في محاربة الفكر المتطرف عبر مناهجه ومبعوثيه وقوافله للسلام إلى دول العالم.
مشاركة :