تونس تسعى إلى إدراج جزيرة جربة في لائحة التراث العالمي لليونسكو

  • 5/16/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

السلطات التونسية تعول في الملف خصوصا على الإرث الديني المتنوع للجزيرة، التي تضم أعدادا متنوعة الشكل والعمارة من المساجد ومن المعابد المسيحية واليهودية.العرب  [نُشر في 2017/05/16، العدد: 10634، ص(15)]جربة تراث ثقافي ثري تونس - قال وزير الثقافة التونسي محمد زين العابدين إن تونس ستطلب إدراج جزيرة جربة (جنوب شرق البلاد) السياحية ضمن لائحة التراث العالمي لليونسكو، وذلك بالاعتماد خصوصا على ثرائها الديني. وجاءت تصريحات الوزير على هامش فعاليات اليوم الثاني والأخير من زيارة اليهود السنوية لكنيس الغريبة في منطقة "حومة السوق" بجزيرة جربة. وتوجد في تونس ثمانية مواقع مدرجة ضمن التراث العالمي للإنسانية بينها المدينة العربية القديمة في العاصمة تونس ومحافظة سوسة، إضافة إلى مسرح الجم الروماني بمحافظة المهدية، والموقعان الأثريان بكل من قرطاج ودقة. وكان الأخير آخر المواقع المدرجة قبل عشرين عاما. وقال الوزير “سنحاول إدراج جربة ضمن لائحة التراث العالمي، لأنها جزيرة مهمة من حيث خصوصيتها الثقافية والدينية”. وأضاف “هناك أربع مؤسسات مهمة من بينها المعهد الوطني للتراث، تعمل على إعداد ملف جيد عن جزيرة جربة”، مشيرا إلى إشراك المجتمع المدني في جهد إعداد الملف الذي سيقدم لليونسكو. ولم يقدم الوزير تاريخا محددا لتقديم الملف. ولكن وسائل إعلام تونسية أشارت إلى أن خبراء مفوضين من اليونسكو زاروا جزيرة جربة في الآونة الأخيرة. من جانبه قدم السفير الفرنسي في تونس أوليفييه بوافر دارفور دعمه للمبادرة. وقال إن جربة “عالم نفيس، ولهذا نحن جميعا معها. لذا آمل أن يتم قريبا إدراج الجزيرة ضمن لائحة التراث العالمي للإنسانية”. وتعول السلطات التونسية في الملف خصوصا على الإرث الديني المتنوع للجزيرة، التي تضم أعدادا متنوعة الشكل والعمارة من المساجد إضافة إلى العديد من المعابد المسيحية واليهودية. وهذا ما يؤكده وزير الثقافة التونسي، حيث يلفت إلى أن جزيرة جربة موطن للقيم التي تظهر إلى أي مدى يستحيل تلاقي الأديان إلى فضاءات للحياة. وكنيس الغريبة الذي يعتبر أقدم كنيس يهودي في أفريقيا ويزوره اليهود سنويا، هو واحد من عشرين كنيسا يهوديا في الجزيرة. ووسط حراسة أمنية مشددة جرت فعاليات الزيارة السنوية للغريبة مؤخرا. وبدورها قالت وزيرة السياحة التونسية سلمى اللومي إن “هناك انتعاشة سياحية حقيقية مقارنة بالعامين السابقين. وهذا مؤشر مهم على انطلاق الموسم السياحي”. من جهة أخرى فقد تضاءل عدد اليهود في تونس من نحو مئة ألف قبل استقلال البلاد عن الاستعمار الفرنسي في 1956، إلى 1500 حاليا. ونشير إلى أن اختيار جزيرة جربة ضمن لائحة التراث العالمي، سيساهم في المزيد من الاهتمام بالتراث الثقافي الثري لهذه الجزيرة، وفي جعلها قطبا ثقافيا وحضاريا له إشعاعه، وهذا بدوره سيسهم في النهوض بمختلف القطاعات؛ إذ لم تعد الثقافة بمعزل عن المنحى التراثي أو الفني أو الإبداعي، وصارت قطاعا حيويا من خلاله يمكن تحقيق مكاسب مختلفة. لذا سيساهم إدراج الجزيرة على لائحة التراث العالمي في الحفاظ على المكتسبات الحضارية والثقافية في بعديها المادي وغير المادي وتطويرهما للأجيال القادمة.

مشاركة :