تمدّد الحشد الشعبي غرب الموصل يثير محاذير صدام مع البيشمركة

  • 5/16/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تمدّد الحشد الشعبي غرب الموصل يثير محاذير صدام مع البيشمركةانطلاق الميليشيات الشيعية المشكّلة للحشد الشعبي بأقصى سرعة في سباق للسيطرة على مناطق الحدود العراقية مع سوريا، لا يخلو من محاذير الصدام مع قوى أخرى معنية بدورها بمنافسة إيران الداعمة لتلك الميليشيات على موطئ قدم في تلك المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية.العرب  [نُشر في 2017/05/16، العدد: 10634، ص(3)]الأصابع على الزناد بغداد - اصطدم الحشد الشعبي المكوّن في أغلبه من ميليشيات شيعية، في سباقه باتجاه مناطق الحدود بين العراق وسوريا، برفض كردي لاقتراب الميليشيات من مواقع تمركز قوات البيشمركة في بعض تلك المناطق، الأمر الذي حمل محاذير صدام محتمل بين القوّتين الشريكتين، على مضض، في الحرب ضدّ تنظيم داعش. وطلب رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني، الاثنين، من قوات البيشمركة التي هي بمثابة جيش للإقليم، عدم السماح لميليشيات الحشد الشعبي باقتحام المناطق الإيزيدية التابعة لقضاء سنجار، وقالت وسائل إعلام محلّية إنّ البارزاني عقد لهذا الغرض اجتماعا طارئا مع قيادات البيشمركة. ونُقل عن أحد هؤلاء القادة، قوله إنّ البارزاني شدد على عدم السماح للميليشيات باجتياح المناطق الإيزيدية. ومع التقدّم الكبير المحقّق في المعركة ضدّ تنظيم داعش في مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى بشمال العراق، اكتست مناطق الحدود مع سوريا أهمية استراتيجية، وباتت السيطرة عليها أحد مفاتيح ترتيب الأوضاع في مرحلة ما بعد داعش، ليس في العراق وحده ولكن أيضا في سوريا المجاورة. وسارعت ميليشيات الحشد الشعبي المشاركة في معركة الموصل إلى التوّجه غربا في ما يشبه السباق على السيطرة على مناطق الحدود. وهو سباق لا ينفصل -وفق المحلّلين السياسيين- عن التنافس بين إيران الداعمة لتلك الميليشيات والمتحكّمة فيها، وكلّ من الولايات المتحدة وتركيا اللتين تبدي كلّ منهما اهتماما واضحا بالمناطق ذاتها، كل لحسابات ومصالح خاصّة به. واقتربت ميليشيات الحشد من سنجار بإطلاقها عملية عسكرية واسعة النطاق في قضاء القيروان حيث استعادت على مدار الأيام الثلاثة الماضية العديد من القرى، معلنة في ذات الوقت أن وجهتها القادمة هي منطقة البعاج المحاذية للحدود السورية. وتخوض الولايات المتحدة على الجهة الأخرى من الحدود حربا بالوكالة ضدّ تنظيم داعش داخل الأراضي السورية، عن طريق قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من قبلها بالمال والسلاح والاستشارات العسكرية. وتبدو واشنطن بصدد السعي لتهيئة المجال لتمركز محدود ومركّز لقواتها في المنطقة بما يشكّل ستارا يفصل سوريا عن العراق ويشقّ مناطق النفوذ الإيراني في البلدين.جواد الطليباوي: تصريحات رئيس إقليم كردستان تصب في مصلحة تنظيم داعش ويمثّل قضاء سنجار، المعقل الرئيسي للإزيديين العراقيين، إحدى عقد التنافس، على تركيز موطئ قدم في المناطق الحدودية. وتتهم تركيا أطرافا عراقية بتمكين حزب العمال الكردستاني الذي تصنّفه إرهابيا، من التمركز في سنجار. وبادرت قواتها قبل أسابيع بقصف مواقع للحزب في جبل سنجار ما أوقع قتلى في صفوف قوات البيشمركة الكردية المتمركزة هناك. واتهم نيجيرفان البارزاني، رئيس حكومة إقليم كردستان “جهات في بغداد” بتقديم المساعدة لحزب العمال ما يعني وفق تعبيره خروجا عن “مبدأ حسن الجوار مع تركيا”. وقال في مقابلة تلفزيونية إنّ وجود الحزب في سنجار “هدفه خلق عدم الاستقرار في المنطقة بصورة عامة ومع الأسف ولحد الآن هناك جهات في بغداد تقدم العون له”. وإزاء محاذير الصدام بين البيشمركة والميليشيات الشيعية في سنجار، سارع أحمد الأسدي، المتحدث باسم الحشد الشعبي، الاثنين، إلى التهوين من الإنذار الكردي. وقال في بيان إن الحشد لا يتعامل مع تصريحات أو توجيهات نسبتها وسائل إعلام إلى رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني، مضيفا أنّ “التنسيق بين قيادات الحشد وقيادات البيشمركة ليس جديدا وسبق أن عملنا سوية في مناطق مثل جلولاء والسعدية ولدينا تفاهمات واضحة”. غير أنّ جميع قيادات الحشد لم تقابل خطوة البارزاني بنفس التريّث، حيث قال القيادي الميداني جواد الطليباوي، الاثنين، إن تصريحات رئيس إقليم كردستان “تصب في مصلحة داعش”. ونقل موقع السومرية الإخباري عن الطليباوي قوله إنّ قلق البارزاني من تحرك الحشد الشعبي باتجاه البعاج والحدود السورية غير مبرّر، مؤكّدا أن التحرك باتجاه هذه المناطق “جاء بناء على أوامر القائد العام للقوات المسلحة”. وتعلن الحكومة العراقية عن أن الحشد الشعبي قوّة نظامية خاضعة لإمرتها، لكنّه إعلان شكلي إلى حدّ بعيد، إذ من المعروف أن الميليشيات الكثيرة المشكّلة للحشد لا تأتمر سوى بأوامر قادتها المرتبطين بدورهم بالسياسات الإيرانية. ويجزم المتابعون للشأن العراقي، أنّ توجّه الحشد إلى مناطق الحدود الغربية للعراق، قرار إيراني بامتياز يأتي في سياق التنافس الشديد على تلك المناطق. وأضاف الطليباوي القيادي بميليشيا عصائب أهل الحقّ أن “الحشد الشعبي جزء من المنظومة العسكرية وصمام أمان لأراضي محافظة نينوى ولن يسمح باستقطاع أي منها”، لافتا إلى أن “الحشد لو تمكن من تحرير البعاج والقيروان فهذا يعني إنهاء وجود داعش في جزيرة الموصل وقطع خطوط الإمداد والتواصل بين الموصل وسوريا”. ولا يخلو اقتراب الحشد من الحدود السورية من محاذير سبق للطليباوي ذاته أن حذّر منها قائلا “نخشى من التدخلات الدولية في المعركة”. ويقول خبراء الشؤون العسكرية إنّ قتال الحشد في تلك المناطق الشاسعة يجعل تلك الميليشيات تحت رحمة الطيران الأميركي في حال رأت الولايات المتحدة ضرورة استخدام القوّة لكبح تقدّمها نحو الحدود السورية. وقال قيادي بالعصائب “كلما اقتربت قواتنا من الحدود السورية تكون المعارك أشرس، لذلك أعددنا العدة لمعارك صعبة”.

مشاركة :