الجوع ولا الركوع

  • 5/17/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يمتد كفاح الشعب الفلسطيني على حلقات متصلة وأشكال متعددة أمام آلة إسرائيلية عدوانية بغيضة. ففي نكبة مايو 48، تحمل الشعب الفلسطيني الأعزل كل صنوف التعذيب والتهجير من العصابات الإسرائيلية التي جاءت من كل بلاد العالم للاستيلاء على الأراضي العربية في فلسطين، وتابع العالم المجازر الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، وكانت مجاز دير ياسين وكفر قاسم شاهداً حياً على الإجرام الصهيوني، وكانت مشروعات التقسيم والخديعة الكبرى بمساعدة الإنكليز لتمكين الصهاينة المحتلين من أراضي الفلسطينيين وممتلكاتهم. وجاء عدوان 67، المدعوم من أميركا، لتتوسع إسرائيل ويزداد إجرامها، ومع ذلك لم تنته إرادة الشعب الفلسطيني، واستمر الكفاح بصور متعددة، من خلال المنظمات وعمليات المقاومة ضد المصالح الإسرائيلية، رغم التدخل السلبي لبعض الأنظمة العربية لتطويع بعض المنظمات المسلحة لمصلحتها السياسية. وظهرت على السطح الانتفاضات الفلسطينية المتعددة، كما ظهر على السطح أطفال الحجارة، وامتلأت السجون الإسرائيلية بالمناضلين الفلسطينيين من النساء والرجال والشباب والأطفال، وسط صمت عالمي مريب يتغاضى عن أبسط حقوق الإنسان. ومنذ أسابيع عدة، دخل الأسرى الفلسطينيون في إضراب مفتوح بقيادة المناضل مروان البرغوثي. وللأسف، فإن هذه الصورة الحية من النضال الفلسطيني تأتي في إطار تناحر سياسي فلسطيني على مستوى القمة، وضعف الحاضنة العربية، الداعم الأساسي للنضال الفلسطيني. إن قيمة إضراب الأسرى بقيادة البرغوثي هي إعادة النضال الفلسطيني إلى موقعه الأساسي على السطح، وهو مواجهة سلطة الاحتلال الإسرائيلي بمختلف الوسائل. ويمثل الأسرى الوجه المضيء لكفاح الشعب الفلسطيني، وتمثل زنازين الاحتلال الإسرائيلي أرض المواجهة لهذه الطليعة المتقدمة التي كشفت للعالم الوجه القمعي البغيض للاستيطان الإسرائيلي، وتجلت وحدة الشعب الفلسطيني في هذا الإضراب الذي انطلق بقيادة البرغوثي، وهو من قياديي «فتح»، وكان مسؤول كتائب شهداء الأقصى بتكليف من الرئيس عرفات. وأعلنت «حماس» و«الجهاد الإسلامي» انضمام أسراهما في السجون الإسرائيلية إلى الإضراب، ليعكس ذلك أهمية وحدة الصف الفلسطيني تحت نيران الاحتلال، وعادت الحيوية إلى الشعب الفلسطيني المتطلع إلى الحرية من خلال المسيرات والإضرابات في كل الأراضي الفلسطينية التي تسيطر قوات الاحتلال الإسرائيلي على %85 منها. وانطلق شعار «الجوع ولا الركوع» مدوياً في سماء الأراضي الفلسطينية المحتلة، وانتظمت مسيرات فلسطينية في الشتات لدعم الأسرى القابعين في سجون الاحتلال. يجب على العمق العربي مناصرة الأسرى بكل الوسائل، والضغط من خلال اللقاءات الرسمية والمنظمات الشعبية وحملات الدعم والمساندة في كل مكان لدعم انتفاضة الأسرى، حتى تتحقق مطالبهم المشروعة، وإلا فإن التاريخ لن يرحم حتى اللسان العاجز عن الكلام، وليكن شعار الشارع العربي «الجوع ولا الركوع حتى تعود الحقوق».محمود حربي

مشاركة :