الإعلام الجاذب و الشحن الفكري والوجداني

  • 5/17/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

صحيفة وصف :بقلم : أ.د.صالح بن سبعانليس طوفان العمالة الوافدة وحده هو المسئول عن هذه العمليةالانقلابية في القيم ،ا إذ أن الغزو الفكري والوجداني الذي يتعرض له المجتمع السعودي بكل قطاعاته وفئاته ، عن طريق وسائل الإعلام والثقافة الشعبية في شاشات القنوات التلفزيونية والمجلات والأشرطة الموسيقية والانترنيت والكتب ، يعمل بقوة على إجراء أكبر عملية غسيل دماغ جماعية تتعرض لها الشعوب ، في ظل هيمنة الثقافة الغربية الأوروأمريكية وسيطرة آلتها الإعلامية الجاذبة العملاقة . وأن ما تفعله هذه الآلة هو بالضبط عملية تفريغ وإعادة شحن فكرية ووجدانية لهذه الشعوب ، إذ تقوم بتفريغها من مضامينها وهويتها الأصلية ، لتشحن فكرها ووجدانها بمضامين ثقافية غربية تتشكل على ضوئها وعلى أساسها هوية جديدة ، إلا أنها ليست غربية مائة في المائة . ولكنها في الوقت نفسه ليست هي الهوية القديمة ذاتها . وهكذا يمكن أن نسميها بالهوية ” المسخ ” . التي لا تعبر عن ذات معينة .. ولكنها يمكن أن تعبر عن أي ذات أخــرى . تغيير شـامل وعميق الخطر إذن يحدق بناء وبمجتمعنا من كل جانب . ونستطيع بشيء من الرصد المتأمل أن نلاحظ سمات ، أو بعض سمات هذا التغيير الذي أخذ يصيب هوية مجتمعاتنا فى الكثير من المفاهيم والأنماط السلوكية . ولعل الممارسات التي بدأت تطفو على السطح مثل الرشوة والمحسوبية والتحايل على النظم والاعتداء على المال العام ، وغيرها من الظواهر السلبية تصلح خير دليل على ما بدأ يعترى المنظومة القيمية والأخلاقية من تغيير ، فقد كان المجتمع يزدري مرتكب هذه الممارسات وكانت من الأشياء المشينة المنبوذة ، إلا أنها الآن لم تعد تواجه بنفس القسوة والصرامة ، بل أن البعض أخذ يجاهر بها ، أو لا يستهجنها بالقدر الكافي من الإدانة الذي كانت تستهجن به ، إذ أصبحت في نظر هذ1 البعض علامات ” للفهلوة ” والذكاء وسعة الحيلة . وأن من يطالع صحفنا تصدمه يومياً هذه الأخبار التي أخذت تتزايد في السنوات الأخيرة عن الجرائم المختلفة التي ترتكب . وإذا كانت الجريمة لا موطن لها ، لأن المنحرف و المجرم هو طاهرة ظلت تتكرر في كل المجتمعات ، ومنذ فجر المجتمعات البشرية . إلا أننا لا نقيس كم ونوع الجريمة هنا بمثيلاتها في أمريكا مثلاً . ولكننا نقيسها مقارنةً بما كان عليه وضعها في المجتمع السعودي قبل ابعة عقود مثلاً ، وهذا هو القياس السليم . ودون الحاجة إلى أي دراسات فإن هذا الارتفاع الكبير في معدلات الجريمة في السنوات العشر المنصرمة ، أو العقد الأخير من القرن الماضي ينبىء بأن ثمة تغيير طرأ على المنظومة الاجتماعية ، وهذا التغيير لابد أن يكون شاملاً : أي اقتصادي ، ثقافي … الخ ، ليعزز مثل هذا التحول على مستوى القيمة والأخلاقيات والمعايير . حسـاب الربح والخسـارة أي لابد أن يكون التغيير شاملاً وعميقاً حتى تصل تأثيراته إلي مسـتوى الضمير الأخلاقي ، لأن هذا الضمير الأخلاقي هو البوصلة التي تحدد للإنسان معياريته الفكرية والسلوكية ، وأنها المحكمة الداخلية للفرد والتي تحدد له “مشروعية” أفكاره وسلوكياته . أي هي التي تحدد للفرد مدى مطابقة أفكاره وسلوكياته لقوانين وأعراف مجتمعه (0)

مشاركة :