طهران - بي بي سي - حينما يتوجه الإيرانيون إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية بعد غد الجمعة، فإنهم سيختارون بين مجموعة من المرشحين جميعهم من الرجال. وعبر تاريخ الجمهورية الإسلامية، الممتد منذ نحو أربعة عقود، لم يُسمح للمرأة بالترشح لمنصب الرئيس.لكن ذلك لم يقف حائلاً أبداً أمام محاولة المرأة الإيرانية الترشح لهذا المنصب الرفيع، إذ تقدمت هذا العام 137 امرأة لخوض الانتخابات، أبرزهن أعظم طالقاني (72 عاماً) النائب السابق في البرلمان وابنة رجل دين شهير.سجلت طالقاني اسمها للترشح في معظم الانتخابات الرئاسية في إيران منذ العام 1997، عاقدة العزم على تحدي الصياغة القديمة والغامضة للدستور الإيراني، التي تُفسر تقليدياً على أنها تمنح الرجال فقط الحق في تولي منصب الرئيس.وتؤكد طالقاني أن معايير الترشح يمكن أن تنطبق على الرجال والنساء على حدٍ سواء، وأنها كسياسية محنكة تحظى بمؤهلات بارزة لخوض هذا السباق.لكن مجلس صيانة الدستور، الذي يمثل الجهة الرقابية للانتخابات، كان له رأي آخر، واستبعدها من جميع محاولاتها السابقة للترشح.ورغم ذلك، توجهت طالقاني إلى مبنى وزارة الداخلية في مارس الماضي بعزم شديد لتُسجل اسمها في كشوف المرشحين، لكنها فشلت مرة أخرى في الترشح.ورغم أنه لا يُسمح للنساء بالترشح في الانتخابات، فإنهن يمثلن أقل قليلاً من نصف عدد الناخبين. لذا، تحظى أصواتهن بأهمية كبرى، ويسعى مرشحو الرئاسة في معظم الأحيان للتواصل معهن وكسب أصواتهن.نشر الرئيس الحالي حسن روحاني، في الأيام الأولى من حملته الانتخابية صورة له على وسائل التواصل الاجتماعي أثارت موجة من التعليقات.وظهر روحاني في الصورة وهو يتنزه في يوم عطلة في الجبال، وبجواره شابتان من هواة التسلق، ترتديان حجاباً لا يُعد لائقاً من وجهة نظر المتشددين.وكانت هذه رسالة واضحة للمرأة الشابة والعصرية بأنه المرشح الذي لا يعبأ علنا بقواعد الزي الصارمة في إيران، وغيرها من القيود على الحريات الاجتماعية.وحرص المقطع الذي نشرته حملة روحاني على الإشادة بإنجازات المرأة الإيرانية في مجال العمل والرياضة، والتأكيد على دعمها.وروحاني هو أيضاً المرشح الوحيد الذي عقد حتى الآن تجمعاً انتخابياً موجهاً للناخبات، وحظي بترحيب هائل من آلاف الشابات اللائي تجمعن في ملعب شيرودي بطهران قبل أيام.وكان العديد منهن يرتدين الحجاب الأرجواني، لون حملة روحاني، وحمل الكثير منهن لافتات تطالب بالمزيد من الحقوق والحريات.ولاقت النائبة المعروفة بروانة صلاح شوري، تحية كبيرة من الحضور حينما أكدت أمامهن أنه يجب على شرطة الأخلاق أن تترك النساء في حالهن، وتركز على محاربة الفساد بدلاً من ذلك.اعتلى روحاني المنصة وحوله عدد من النواب النساء، ووبخ بشكل غير مباشر منافسه المتشدد إبراهيم رئيسي، بسبب موقف المحافظين من عمل المرأة ووصفه بأنه أقل أهمية من دورهن كزوجات وأمهات.وتساءل: «هل أنت الشخص الذين سيمنع النساء من الخروج للعمل؟ إذا كنت فعلا تؤمن بعمل المرأة، فلماذا لم تفعل أي شيء حيال ذلك؟».ويواجه رئيسي، الذي ينتمي لغلاة المحافظين، مصاعب واضحة في كسب ود الناخبات الشابات اللائي يتبنين أفكارا عصرية ومنفتحة. لكن هذا الأمر لم يمنعه من المحاولة، إذ دأب خلال حملته الانتخابية على الحديث عن زوجته، التي تحمل شهادة الدكتوراه وتعمل أستاذة جامعية.وقال رئيسي في تصريح صحافي أخيراً «لا أمانع تناول عشاء بارد حينما تضطر زوجتي للعمل حتى وقت متأخر».
مشاركة :