ماذا يعني «الاعتداء» على رجال الأمن؟ - مقالات

  • 5/17/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

حوادث الاعتداء على رجال الامن او المرور وغيرهم، تتكرر بين حين وآخر، ولا نجد من يستطع ان يمنع هذه الظاهرة او الحد منها رغم انها تعتبر من اكبر التجاوزات للانظمة والقوانين المعمولة في البلاد، فهل يعني ذلك بسبب غياب عامل العقوبة او المحاسبة وظهور المحسوبية والواسطات، ام ان القانون لا يطبق بمسطرة واحدة على الناس؟سمعنا الكثير عن اشكال متعددة من الاعتداءات على رجال الاجهزة الامنية والمرورية بالذات كونهم واجهة التعامل مع الآخرين، ولم نسمع بتغليظ العقوبة بحق المعتدين... ترى لماذا يستمر مسلسل الاعتداء ولم يأخذ نصيبه من الاهتمام عند الجميع، فهل بسبب تفشي ظاهرة الواسطات والمحسوبية وعلى مقولة هذا ولدنا؟ فإن كان هذا صحيحاً، لماذا يكون رجل الامن كبش الفداء للمعتدين؟ ولماذا تكون العقوبة رمزية وليست مغلظة؟ ربما يعتقد المعتدي، طالما ان لديه واسطة تخلصه من المساءلة والعقوبة، فلماذا لا يستمر في طغيانه وتمرده على الآخرين!لقد اصبحت ظاهرة الاعتداءات، طبيعية وعادية، في حين لم يكن أي مخلوق في السابق، يتجرأ على رجال تطبيق القانون الذين يدافعون عنه بأرواحهم، فهم القدوة للجميع. ويبقى السؤال: ما الذي يجعل ابناؤنا الشباب يتجاوزون القانون والانظمة ولا يبالون رغم اعتبار رجال الامن صمام امان المجتمع؟ هل بسبب تصرفات فردية ونادرة يقوم بها بعض رجال الامن والمرور في استخدام سلطاتهم بطريقة استفزازية، وبالتالي يقوم الشباب بردة فعل؟في السابق كانت تحدث هذه النوعية من الاعتداءات، لكن هذه الظاهرة لم تكن متفشية في المجتمع... ربما اتت هذه العادات الدخيلة من الثقافات المختلفة ومن العادات الاجنبية الغريبة التي يستنكرها الجميع، وكلنا يعلم كيف ان وسائل الاعلام المتنوعة المختلفة اصبحت عاملا مؤثرا في تغيير عاداتنا وتقاليدنا وسط غياب دور الاسرة المؤثر في التربية ثم وسائل الاتصالات المتنوعة كالهواتف الذكية والتقنيات الحديثة والبيئة الاجتماعية اثرت على نمط حياتنا اليومية كثيرا، واصبحت اليوم مختلفة عن السابق في كل شيء، وبالتالي تغيّر هذه الاحوال والثقافات، نتج عنه تصرفات لا مسؤولة، مثل حدوث انفعالات غريبة وغير مبرره تثير الجدل.ففي النهاية يجب على الطرفين تفهّم واحترام الانظمة واللوائح والقوانين التي جاءت بمسطرة واحدة على الجميع، والجميع سواسية امام القوانين ولا يفترض الخروج عليه باي شكل من الاشكال. لذا يجب على الجميع ان يعلم ان رجل الامن او المرور قد جاء لاجلنا ولحفظ الامن والامان، فهو موظف في الدولة ويريد ان يؤدي عمله بأمانة وصدق، حاله حال المواطن نفسه، وبالتالي التعدي عليه يعاقب عليه قانون الجزاء الكويتي في كل حالاته. كما من واجب المواطن تطبيق القانون والنظم واحترام رجل الامن اثناء تأدية واجبه الوطني، ومن واجب رجال الامن ضبط النفس واحترام الناس وعدم التعسف باستخدام السلطة لكي يكونوا قدوة حسنة في افعالهم واقوالهم حتى وان كانوا ضباطا او مسؤولين، لان الجميع تحت المساءلة القانونية ومسؤول عن تصرفاته امام الناس.لذلك نحن تنقصنا التوعية والثقافة والرشد والخبرة. نعم على الجهات الحكومية والاهلية المشاركة والتعاون في توعية الشباب والجيل القادم، بدءا من المدرسة وانتهاء بالاسرة والمجتمع والمسجد، فمؤسسات الدولة جميعها يجب ان تدرك خطورة هذه الظاهرة وانعكاساتها على المجتمع، وبالتالي علينا الحفاظ على هيبة الدولة وهذا دور كل فرد فينا بالمجتمع.«حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه».alfairouz61alrai@gmail.com

مشاركة :