صعود النفط يلقي بظلال إيجابية على أسواق الأسهم الخليجية

  • 5/17/2017
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

قال خبراء نفط ومديرو أصول في شركات استشارات مالية إن أسعار النفط الخام لن تتجاوز حاجز 60 دولاراً للبرميل خلال العام الحالي حتى بعد تمديد أتفاق «أوبك» بشأن خفض الإنتاج. واتفقت السعودية وروسيا، أكبر منتجين للنفط في العالم، أمس الأول، على ضرورة تمديد العمل بتخفيضات إنتاج النفط لمدة تسعة أشهر أخرى حتى مارس المقبل، بهدف تقليص تخمة الخام في الأسواق العالمية ودفع الأسعار نحو الصعود. وأكد الخبراء أن صعود النفط سيلاقي بظلال إيجابية على أداء أسواق الأسهم الخليجية في وقت تعاني فيه من شح السيولة لا سيما مع قرب قدوم شهر رمضان، ووجود مخاوف لدى المستثمرين حيال بعض الشركات الخاسرة. وقال الخبراء لـ«البيان الاقتصادي» على هامش منتدى الأوراق المالية بالشرق الأوسط فى أبوظبي أمس، إن أسعار الخام ستظل تتراوح بين 45 إلى 60 دولاراً لا سيما مع تضررها كثيراً بزيادة الإنتاج الأميركي وهو ما قد يؤثر على خطوات «أوبك» الملموسة لكبح زيادة المعروض العالمي. وتعكف الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك، على خفض الإنتاج بنحو 1.2 مليون برميل يومياً اعتباراً من مطلع يناير الماضي ولمدة 6 أشهر، وذلك في أول اتفاق من نوعه على خفض الإمدادات منذ 2008. وتقود روسيا المنتجين المستقلين من خارج أوبك بخفض الإنتاج الذين وافقوا على تقليص الإنتاج بواقع 558 ألف برميل يومياً. تنويع وقال د. أوهان باليان، المستشار الاقتصادي الأولي لغرفة تجارة وصناعة أبوظبي، إن أسعار النفط تحوم حالياً بين مستويات 50 إلى 55 دولاراً للبرميل وقد تقترب من حاجز 60 دولاراً خلال العام الجاري بدعم رئيسي من اتفاق تمديد خفض الإنتاج ولكن بشرط احترام جميع الجهات لحصصها من الخفض. وأشار باليان إلى أن تراجع أسعار النفط على مدار السنوات الثلاث الماضية ساعد معظم دول الخليج على تنويع اقتصادها مع تضرر عوائدها بشدة بفعل انخفاض الخام بأكثر من ثلثي قيمته. مخاوف من جهته، قال سامر أبو زهرة، مدير عام المؤسسات لدى «مباشر للخدمات المالية»، إن تمديد اتفاق أوبك لخفض الإنتاج سيكون المحرك الرئيسي لأسواق النفط في الفترة المقبلة، وقد تدفع الخام لملامسة مستوى 60 دولاراً خلال الشهور المقبلة لكنه لن يتجاوزها. وأكد أبو زهرة أن صعود النفط سيلاقي بظلال إيجابية على أداء أسواق الأسهم الخليجية في وقت تعاني فيه من شح السيولة لا سيما مع قرب قدوم شهر رمضان، ووجود مخاوف لدى المستثمرين حيال بعض الشركات الخاسرة. وأوضح أن هناك شركات عدة مقيدة في أسواق الإمارات والمنطقة استفادت من استقرار سعر النفط خلال الشهور الماضية، بعدما أعلنت عن نتائج جيدة في الربع الأول ومن المتوقع استمرار هذا الأداء في الفترة المقبلة خصوصاً مع استقرار الخام. استقرار من جانبه، أكد فيصل محسن الأنسي، الرئيس التنفيذي للعمليات لدى شركة «البلاد المالية» السعودية، إن توصل «أوبك» لاتفاق جديد بشأن تمديد خفض الإنتاج سيعطي أسواق النفط دفعة إيجابية ومزيداً من الاستقرار في الشهور المقبلة. وأضاف الأنسي، من المتوقع أن تتراوح أسعار النفط بين 45 إلى 60 دولاراً، لكنه لن يتعدى هذه المستويات وستستفيد دول الخليج من الناحية الاقتصادية بشكل كبير من صعود الخام خصوصاً مع اعتماد معظمها بشكل كبير على العوائد النفطية. إنتاج بدوره، أكد طلال السمهوري، مدير إدارة الأصول لدى شركة «أموال» القطرية، إن اتفاق روسيا والسعودية على تمديد خفض الإنتاج سيكون ذا تأثير إيجابي على أسعار النفط العالمية، لكن ليس تأثير كبير بسبب الإنتاج الأميركي والذي يؤثر سلباً على انخفاض إنتاج «أوبك». وتظهر بيانات حكومية أميركية أن إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة من المتوقع أن يرتفع للشهر السادس على التوالي في يونيو المقبل مع مواصلة المنتجين زيادة نشاط الحفر وسط زيادة في أسعار الخام. وتوقع السمهوري، أن تتراوح أسعار النفط بين 45 إلى 60 دولاراً حتى العام المقبل، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه لن تتجاوز هذه المستويات صعوداً أو هبوطاً. وأكد أن معظم أسواق الخليج حققت أداء قوياً في السنوات السابقة لانخفاض النفط، لكنها عاودت الترنح مع تراجع الخام، متوقعاً أن تحقق أسواق المنطقة صعوداً بنسب بين 10 إلى 15% في العام الحالي، فيما ستحقق بعض الأسهم ارتفاعات بنسب بين 30 إلى 40% بفضل نتائجها المالية القوية. ميزانيات أتفق مع الرأي السابق، يزن عابدين، الخبير الاقتصادي ومحلل أسواق النفط، مشيراً إلى أن الولايات أصبحت مؤثراً قوياً في أداء أسواق النفط بعد وصول إنتاجها إلى 9.5 ملايين برميل مع ارتفاع ملحوظ في عدد منصاتها منذ نوفمبر الماضي وحتى الآن. وأضاف أن الإنتاج الأميركي هو ما يحد من ارتفاعات النفط وكان سبباً رئيسياً وراء هبوطه في الفترة الماضية، مطالباً في الوقت ذاته بضرورة أن تكون أميركا جزءاً من اتفاق «أوبك» الخاص بخفض الإنتاج. وكشف تقرير من إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن إنتاج النفط الصخري من المتوقع أن يرتفع بمقدار 122 ألف برميل يومياً ليصل إلى 5.4 ملايين برميل يومياً في يونيو المقبل، وسيكون هذا أعلى مستوى للإنتاج منذ مايو 2015. تعديلات توقعت شركة «كامكو» للبحوث الكويتية أن تطرأ تعديلات على اتفاق «أوبك» بشأن خفض الإنتاج النفطي حال تمديده إلى ما بعد يونيو المقبل، مشيرة إلى أن الأعضاء الذين تم إعفاؤهم من الالتزام سيتم الضغط عليهم للانضمام للاتفاقية الجديدة لزيادة خفض الإنتاج. وتتوقع كامكو أن يؤدي ذلك إلى مزيداً من تخفيض الإنتاج مقارنة بالاتفاقية الحالية بهدف سحب تخمة المعروض في القطاع النفطي العالمي إضافة إلى التخفيف من حدة تأثير زيادة إنتاج ليبيا ونيجريا. وترى كامكو أن الأعضاء المعفيين إما أن ينضموا لاتفاقية تخفيض الإنتاج في يونيو2017، وهو احتمال ضعيف، وإما قد يقومون بالتفاوض على اتفاق يخولهم الانضمام بعد أن يصلوا إلى مستوى إنتاج محدد مسبقاً.

مشاركة :