طهران - دعا علي خامنئي أعلى مرجعية دينية وسياسية في إيران الأربعاء الإيرانيين إلى المشاركة بكثافة في الانتخابات الرئاسية الجمعة ليثبتوا لمن وصفهم بـ"الأعداء" ما تتمتع به البلاد من عزم وأمن وهدوء. وقال خامنئي مخاطبا آلاف الأشخاص الذين تجمعوا في حسينية الخميني بطهران "إن للشعب الايراني أعداء وما عليه إلا أن يثبت مرة أخرى عزمه الراسخ على المشاركة في الانتخابات ويبين للعالم أجمع ما يتمتع به من أمن واستقرار وهدوء". وأضاف "إن المسؤولين الأميركيين والأوروبيين والصهاينة يراقبون انتخاباتنا ليروا مستوى المشاركة"، معتبرا أنه متى كانت هذه المشاركة "كبيرة فإن حكمهم سيكون مختلفا". وأشار إلى أنه "في الوقت الذي تعاني فيه دول المنطقة من انعدام الأمن، نرى الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتحضر للانتخابات في أجواء يسودها الأمن والاستقرار". وتأتي تصريحات خامنئي التي حث فيها الايرانيين على المشاركة بكثافة في الانتخابات الرئاسية وسط مخاوف على ما يبدو من عزوف الناخبين وأيضا خوفا من تكرار سي=ناريو العنف الذي شهدته إيران في 2009 حين أعيد انتخاب محمود أحمدي نجاد لولاية رئاسية ثانية حينها. ويقبع قادة المعارضة الذين قادوا الثورة الخضراء وعلى رأسهم مير حسين موسوي ومهدي كروبي قيد الاقامة الجبرية بتهم تتعلق بإثارة الفوضى. ويطالب الاصلاحيون الذين يدعمون الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني المرشح للانتخابات الرئاسية بالإفراج عن كروبي وموسوي. وعزف خامنئي على وتر من يصفهم بالأعداء في محاولة لاستمالة الناخبين بينما يسود اعتقاد لدى معظم الإيرانيين بعدم حدوث تغييرات تذكر فقد فشل روحاني الذي وعد بحريات أكبر وبانفتاح أوسع على العالم، في تحقيق وعوده في ظل هيمنة المؤسستين الدينية والعسكرية على الحكم. وتختتم الحملة الانتخابية للانتخابات الرئاسية في إيران الخميس أي قبل 24 ساعة من بدء التصويت. وبين المرشحين الأربعة الذين يتنافسون في هذه الانتخابات، يبدو الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني المدعوم من الاصلاحيين والمعتدلين ورجل الدين ابراهيم رئيسي القريب من المرشد خامنئي، الأوفر حظا. وأعلن المحافظ مصطفى مير سليم الأربعاء أنه لن ينسحب من السباق لتفادي "الاستقطاب". ودعا المرشح الاصلاحي مصطفى هاشمي طبا إلى التصويت لروحاني. كما دعا روحاني في تجمع انتخابي في اردبيل (شمال غرب) الإيرانيين إلى الاقبال بكثافة على التصويت، مشيرا إلى أن زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب "وأعداء آخرين" للمنطقة تأتي في ظل الاستحقاق الرئاسي. ويشارك ترامب السبت في قمة مع قادة عرب ومسلمين في السعودية. واعتبر المرشح رئيسي في طهران أن روحاني قدم تنازلات كثيرة أثناء المفاوضات التي توجت بتوقيع اتفاق بين إيران والقوى الكبرى في 2015. وقال "لا يمكن تسوية المشاكل بدبلوماسية التوسل، يجب اعتماد دبلوماسية قوية"، مؤكدا أن المفاوضين الإيرانيين لم ينجحوا في التوصل إلى تغيير سلوك الولايات المتحدة ما يمنع عمليا من تطبيع العلاقات المصرفية بين طهران وباقي العالم.
مشاركة :