برلين - قال وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل الأربعاء إن برلمان ألمانيا سيصوت على الأرجح بشأن سحب القوات التي تشارك في قتال تنظيم الدولة الإسلامية بسوريا من قاعدة عسكرية تركية إذا ما أصرت أنقرة على منع المشرعين الألمان من زيارة الموقع. وقال مسؤولون أتراك إن زيارة مشرعين ألمان لنحو 250 جنديا ألمانيا يتمركزون في قاعدة إنجيرليك لتقديم الدعم اللوجيستي للتحالف بقيادة الولايات المتحدة لن تكون ملائمة في الوقت الحالي. وأدى الخلاف الشديد إلى المزيد من تأزم العلاقات التي توترت بشدة قبل استفتاء على تعديلات دستورية في تركيا تمنح الرئيس رجب طيب أردوغان سلطات جديدة واسعة. وقال غابرييل لصحيفة نويه أوسنابروكر تسايتونغ "لا يسعني إلا تمني أن تغير الحكومة التركية رأيها في الأيام القليلة المقبلة وإلا سيصوت البرلمان الألماني قطعا بعدم ترك الجنود في تركيا". وتأتي تصريحات الوزير الألماني بعد أن قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الثلاثاء إن برلين قد تنقل جنودها إلى مكان آخر. وذكر موقع شبيغل أونلاين أن ألمانيا تبحث إمكانية نقل جنودها للأردن، بينما ذكرت صحيفة برلينر تسايتونغ أن حزبي الخضر واليسار المعارضين يدعوان إلى التصويت على سحب الجنود. وتدهورت العلاقات بين تركيا وألمانيا كثيرا بعد سلسلة خلافات دبلوماسية. وثار غضب تركيا بعدما ألغت ألمانيا تجمعات جماهيرية لدعم أردوغان قبل الاستفتاء التركي الأخير كما أنها غاضبة لمنح ألمانيا حق اللجوء لأتراك يتهمون بالمشاركة في محاولة انقلاب في يوليو/تموز 2016. ويقول المسؤولون الألمان إن أكثر من 400 تركي يحملون جوازات سفر دبلوماسية وتصاريح عمل حكومية طلبوا اللجوء إلى ألمانيا منذ ذلك الحين. وقالت صحيفة بيلد واسعة الانتشار إن جنرالين تركيين طلبا اللجوء في مطار فرانكفورت في وقت متأخر الثلاثاء. وأضافت أن السلطات ستنقل الجنرالين إلى مركز للمهاجرين ببلدة جيسن قرب فرانكفورت بعد أن قضيا الليلة قرب المطار. وأحجمت الشرطة الألمانية ومكتب المهاجرين واللاجئين عن التعليق. ويعكس تلويح برلين بسحب قواتها من قاعدة انجرليك حدة الأزمة مع تركيا بينما قد تشكل أي خطوة في هذا الاتجاه ضغطا على تركيا حليفة الولايات المتحدة في الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية. وقد تضطر الحكومة الألمانية بالفعل لسحب جنودها من تركيا في الوقت الذي لا تبدي فيه أنقرة أي تجاوب مع طلب زيارة مشرعين ألمان للقاعدة التركية لتفقد القوات الألمانية هناك.
مشاركة :