وجه إمام وخطيب مسجد قباء الشيخ صالح المغامسي، عتابا لبعض الخطباء الذين يطالبون الناس في خطبهم بأمور غير واقعية، أو لا يستطيعون هم انفسهم فعلها، مؤكدا أهمية دور القدوة في تقليل الفساد والقضاء عليه. وقال الشيخ المغامسي ردا على سؤال احد الحضور في محاضرة ألقاها بفعاليات الأسبوع الثقافي لملتقى مكة في جامعة الملك عبدالعزيز، إنه يرى «وفقا لرأيه الشخصي» ان كثرة دخول العلماء الى شبكات التواصل الاجتماعي تضعف هيبتهم. وقال خلال المحاضرة التي اقيمت بقاعة الملك فيصل، ان بعض من يرتقي المنابر من الخطباء ويأتون للمجتمع بما لا يقومون به ولا يستطيعون الإتيان به، وضرب مثلا على ذلك بأن يعود أحد الخطباء إلى أحد تراجم التابعين ويقرأ سيرته ويجد وصفا ينطبق على أحدهم ولكنه يجعله حال الأمة في ذلك الوقت، ويقيس به حال أمتنا في وقتها الحالي، وبذلك يظلم السلف كما يظلم الناس في عصرنا الحالي، داعيا إلى مخاطبة الناس بما يغلب على الظن به أنهم يأتون به. ووضع الشيخ المغامسي خلال محاضرته «خارطة طريق» للوصول الى ان نكون «قدوة» بأربع فضائل يجب ان تتوافر في الشخص وهي «العدل والوفاء والأمانة والعفة في مطعمه». وقال: حتى نكون قدوة رجالا أو نساء فهناك طرق لذلك، ومنها الصدق مع الله في نيته وكل أموره، كما يجب معرفة بعض الفضائل التي يتحلى بها من يريد أن يكون قدوة، بأن يكون عدلا مع القريب والغريب والعدو والصديق، وان يكون أمينا في العبادة وجوارحه وكلمته وعفيفا في مطعمه، وأن يتحلى بخلق الوفاء ويبدأ في ذلك بوالديه ووطنه، وأشار إلى أن طلب العلم يحتاج الصدق والشجاعة الأدبية، وطالب العلم سيقابل ما يجعل قواه تخور، فإذا أراد الله به خيرا رزقه الشجاعة التي تتشارك مع الحكمة.